التاريخ: آذار ٢٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
جماعات معارضة تسيطر على بصرى الشام و"النصرة" تنتزع 17 حاجزاً من النظام في ادلب
أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن جماعات مسلحة معارضة للنظام السوري سيطرت على مدينة بصرى الشام التاريخية في جنوب سوريا، في إطار هجوم مضاد لمنع الحكومة من استعادة المنطقة الحدودية مع إسرائيل والأردن، وأن "جبهة النصرة" والفصائل الاسلامية سيطرت على 17 حاجزاً تابعاً لقوات النظام في شمال غرب البلاد، فيما ارتفعت حصيلة الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أيام الى 68 قتيلاً على الأقل من الجانبين.
 
وقال المرصد: "ارتفع إلى 17 عدد الحواجز ونقاط تمركز قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتي سيطرت عليها حركة احرار الشام الاسلامية وجبهة النصرة (تنظيم "القاعدة" في سوريا) وجند الأقصى، في محيط مدينة ادلب واطرافها" منذ بدء الاشتباكات مع قوات النظام عصر الثلثاء.

وادلب هي مركز محافظة ادلب الحدودية مع تركيا والتي تسيطر على أجزاء واسعة منها "النصرة" وفصائل اسلامية. وفي حال سقوطها، ستكون ثاني مركز محافظة يخسره النظام بعد الرقة، معقل تنظيم "الدولة الاسلامية".

وشنت "النصرة" مع "أحرار الشام" وفصائل اسلامية أخرى هجوما الثلثاء على قوات النظام في مدينة ادلب تحت عنوان "غزوة ادلب"، معلنة تشكيل "جيش الفتح" لتحرير المدينة.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 37 رجلاً من الجبهة والكتائب الاسلامية المتحالفة معها و31 من قوات النظام وعناصر الدفاع الوطني على الاقل، في حصيلة جديدة للمرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "تستمر الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي، وتحاول قوات النظام مع عناصر الدفاع المدني استعادة زمام المبادرة على رغم حدة المواجهات". وأوضح ان "قوات النظام نصبت حواجز ومتاريس ونقاط تمركز جديدة في مدينة إدلب" بعد انسحابها من نقاط اخرى نتيجة قصف عنيف من مقاتلي الفصائل الاسلامية.

وبعد مقتل نائب قائدها العام أبو جميل قطب في اشتباكات الاربعاء، بثت "حركة احرار الشام" في موقعها الالكتروني رسالة مصورة للمسؤول الشرعي العام أبي محمد الصادق، موجهة الى "المجاهدين وأهلنا في مدينة ادلب" دعا فيها الى الابتعاد "عن اماكن وجود شبيحة النظام ومبانيهم ومراكزهم وحواجزهم"، والى ملازمة منازلهم و"عدم إيواء الشبيحة" عندما تشتد المواجهات.

الى ذلك، قتل شخص وأصيب آخرون في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا. وقال عبد الرحمن ان الانفجار استهدف دورية لقوات الامن الداخلي الكردية (الأسايش).

وتتقاسم قوات النظام السوري و"وحدات حماية الشعب" الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الاكراد و"الدولة الاسلامية" على بعض الجبهات، وبين التنظيم وقوات النظام على جبهات اخرى.

بصرى الشام
وفي مدينة درعا بجنوب سوريا، قتل تسعة مواطنين على الاقل بينهم اطفال، وسقط عدد من الجرحى، في غارة الطيران الحربي وقوات النظام على مناطق في درعا البلد.
وكان تحالف لمجموعة من فصائل المعارضة المسلحة أعلن الاربعاء أنه سيطر على بصرى الشام، وانه بدأ هجوماً جديداً على قوات الحكومة في منطقة أخرى بمحافظة درعا، مشيراً الى أنه تلقى مزيداً من الدعم العسكري عبر الأردن.

وأورد المرصد السوري إن 21 من مقاتلي المعارضة قتلوا في المعارك التي دارت طوال أربعة أيام من أجل السيطرة على بصرى.
وكان الجيش السوري قال الاثنين إنه قتل عدداً من قادة الفصائل المسلحة المعارضة للنظام خلال القتال.
وصرح الناطق باسم تحالف "الجبهة الجنوبية" عاصم الريس بأن 85 في المئة من المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم هم من الفصائل المسلحة المعارضة والآخرين من الفصائل الإسلامية. وقال إن "النصرة" لم تشارك في المعارك، وأن التحالف حرر المدينة بأكملها حتى القلعة القديمة والمدينة القديمة.
وأكد ان استراتيجية "الجبهة الجنوبية" ليست الاحتفاظ بأراض بل شن هجوم في مناطق لم يكن النظام يتوقع هجمات عليها.

وفي لندن، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بلاده ستوفد نحو 75 من العسكريين للانضمام الى برنامج تقوده الولايات المتحدة لتدريب قوات المعارضة السورية على مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية". ويتضمن البرنامج تدريب وتجهيز آلاف من أفراد المعارضة المختارين بعناية خلال السنوات الثلاث المقبلة لمساعدتهم في الدفاع عن التجمعات السكانية السورية ضد مقاتلي "الدولة الاسلامية".