التاريخ: آذار ٢٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مقدمات الحرب اليمنية تشتعل في مناطق الحدود الشطرية
الرئاسة تطلب دعماً خليجياً ودوليا لوقف زحف الحوثيين
صنعاء - أبو بكر عبدالله 
بدأت مقدمات الحرب بين قوات الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات الجيش واللجان الشعبية الموالية لجماعة الحوثيين تشتعل في مناطق الحدود الشطرية اليمنية وسط تبادل للاتهامات بين طرفي الصراع.
 
إتهمت الرئاسة اليمنية طهران بالسعي الى إشعال حرب شاملة ودفعها الانقلابيين الحوثيين الى التمدد في المحافظات الجنوبية، فيما اتهمت جماعة الحوثيين واشنطن والرياض وقطر " بتمويل حرب لتدمير اليمن يقودها الرئيس المستقيل هادي بالتحالف مع القاعدة وداعش".

وأرغم تفاوت ميزان القوى بين صنعاء وعدن الرئاسة اليمنية إلى طلب دعم لوجيستي وعملاني من الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي لمواجهة زحف الحوثيين الذين يسيطرون على أكثر تشكيلات الجيش اليمني المدعوم باللجان الشعبية في اتجاه المحافظات الجنوبية.

وأكد القائم باعمال وزير الخارجية الدكتور رياض شمسان الذي عينه الرئيس هادي مطالبة الرئاسة الامم المتحدة بفرض منطقة حظر طيران في المحافظات الجنوبية اليمنية لمواجهة الغارات التي يشنها سلاح الجو الخاضع لسيطرة الحوثيين، واتخاذ اجراءات عاجلة لمنع تحليق الطائرات العسكرية في المطارات الخاضعة لسيطرتهم في المحافظات الشمالية والجنوبية إلى مطالبتها دول مجلس التعاون الخليجي التدخل الفوري من طريق قوات "درع الجزيرة" لمواجهة زحف الحوثيين إلى المحافظات الجنوبية.
 
انتشار ومواجهات
وأمس، نشرت قيادة الجيش الموالية للرئيس هادي قوات عسكرية في المناطق الحدودية الشطرية بمحافظتي الضالع ولحج، بالتزامن مع تحريك قيادة الجيش الموالية للحوثيين قوات عسكرية معززة بالآليات الثقيلة إلى حدود بعض المحافظات الجنوبية، وخصوصا محافظة لحج، التي قال عسكريون جنوبيون إنها شهدت مواجهات بعد هجوم شنته قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي على وحدات عسكرية متهمة بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج، مما أوقع قتلى وجرحى من الجانبين إلى تدمير آليات عسكرية ثقيلة.

واتهم قادة في اللجان الشعبية الجنوبية هذه القوات بمحاولة التسلل إلى محافظة لحج وصولا الى محافظة عدن، حيث يقيم الرئيس هادي، فيما عززت قيادة الجيش الموالية للرئيس قواتها في قاعدة العند العسكرية، التي تعد من أهم القواعد العسكرية في اليمن . وقال عسكريون إن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ارسل وحدات عسكرية مدعومة بمقاتلي اللجان الشعبية إلى قاعدة العند، كما أمر بنشر قوات في منطقة كرش بمحافظة لحج القريبة من محافظة تعز بالتزامن مع عمليات تجنيد واسعة لتعزيز هذه القوات.
 
خيار السلام
وفي أول رد على اعلان زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي التعبئة العامة، أعرب هادي عن رفضه خيار الحرب وتمسكه بالخيار السلمي استنادا إلى وثائق التسوية القائمة على المبادرة الخليجية، قائلا": "لسنا من دعاة الحروب". وكان هادي يتحدث إلى وفد من وجهاء قبائل محافظة شبوة استقبلهم أمس في القصر الرئاسي بعدن. واكد أن "اليمنيين زيديين وشافعيين لن يقبلوا المذهب الاثني عشري ولن يرضوا بأن تحكمهم مديرية من مديريات محافظة صعدة وتفرض ما تريده بقوة السلاح على اليمنيين جميعا... كفى الشعب اليمني حروبا وصراعات فالشعب يريد منا أن نوفرله الصحة والتعليم والماء والطرقات ولقمة العيش". وشدد على أن "المسيرات والتظاهرات السلمية التي تخرج يوميا في عواصم المحافظات رفضاً للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية والوحدة كانت ومازالت محفزا لي في الاستمرار في أداء مهماتي كرئيس شرعي للبلاد"، مشيدا بـ"التظاهرات المناهضة للانقلاب والتي يمكن أن تمنع تكرار ما حدث في المحافظات السابقة بتكريس القوة الغاشمة لتحقيق أهداف غير مشروعة"، داعيا الجيش إلى حماية مؤسسات الدولة .
 
مصادمات في تعز
وتجددت المصادمات بين قوات الأمن الخاص ومتظاهرين اكثرهم من جماعة "الاخوان المسلمين" احتشدوا امام مقر القوات الخاصة للمطالبة بخروج التعزيزات العسكرية التي وصلت من صنعاء إلى المحافظة والمتهمة بالولاء للرئيس السابق والحوثيين.
وقال ناشطون إن الشرطة فرقت المتظاهرين بالرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بعدما حاولوا قطع الشارع المقابل للمعسكر بالحجار والاطارات المشتعلة، مشيرين إلى أن أربعة متظاهرين اصيبوا باختناقات وجروح طفيفة جراء المواجهات مع الشرطة.

وعقدت اللجنة الامنية في المحافظة اجتماعا استثنائيا برئاسة المحافظ شوقي هائل، الذي أعلن رفض أي توجيهات عسكرية من أي طرف وخضوع الوحدات العسكرية في المحافظة لأمرة اللجنة الامنية وعدم استقبال أي تعزيزات عسكرية تأتي إلى المحافظة من أي طرف.
وأفاد قائد قوات الامن الخاص العميد حمود الحارثي ان طلب التعزيزات كان مطروحاً منذ وقت سابق، فضلا عن توارد معلومات مؤكدة عن خطط لتنظيم "القاعدة" لشن هجمات على معسكر هذه القوات في لحج "وهو ما استدعى ارسال التعزيزات "حتى لا نُذبح كما ذٌبح زملاؤنا ذبح النعاج في محافظةلحج".
 
الحوثيون
في غضون ذلك، أصدرت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثين قرارا حمل الرقم 6 قضى بــ" الغاء كل الموانع السياسية والإجراءات الإدارية التي تحول دون منح المواطنين اليمنيين في الخارج جوازات سفر يمنية وبينهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي المقيم في المنفى علي سالم البيض جواز سفر ديبلوماسيا بصفته نائبا سابقا لرئيس الجمهورية".