التاريخ: آذار ٢١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة القدس العربي
تحقيق: أيمن عودة سياسي نجح في جعل العرب القوة الثالثة في الكنيست
حيفا – أ ف ب: يعتبر ايمن عادل عودة (40 عاما) من خلال نشاطه الإعلامي والسياسي وبفضل حسه التنظيمي أحد أهم اسباب نجاح القائمة العربية المشتركة في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية وحصولها على 13 مقعدا لتصبح القوة الثالثة في الكنيست.
كان أيمن عودة ابن مدينة حيفا يطمح للحصول على 15 مقعدا لقائمة اعتبرها البديل كونها تمثل العرب واليهود الديمقراطيين والمهمشين. لكنه بدا راضيا بنتيجة الانتخابات بقوله «هذه اول مرة منذ عام 1948 نصبح قوة ثالثة».

ويصر على التحالف مع القوى الديمقراطية الإسرائيلية كبديل عن اليمين المتطرف «حتى لا نترك الساحة والا أكلتنا الفاشية والعرب أول من سيدفع الثمن. كلما ازداد الوضع سوءا سنكون أول ضحايا الفاشية وانا لا اريد ذلك ولا يعني انه لن يقع ضحايا آخرون للفاشية»، كما قال ليل الثلاثاء بعد إعلان النتائج الأولية.

وشكر عودة الجماهير العربية على مشاركتها الكثيفة التي تجاوزت 71% ولجنة الوفاق التي ساهمت بانجاح تشكيل القائمة.
يوصف ايمن عودة بأنه سياسي مرن يحافظ على شعرة معاوية، ويستوعب كل الاقطاب وكاد أن يحصل على المقعد 14 لولا ان حزب ميرتس اليساري ارتفعت اصواته لتؤهله للحصول على مقعد خامس.

ولد ايمن عودة في 1975 ونشأ على قمم جبال الكرمل وفي مدينة حيفا المختلطة ذات الأكثرية اليهودية وحيث ما يزال مقر سكنه. وهو ان كان الأصغر بين نواب القائمة العربية، لكنه يمارس النشاط والعمل السياسي منذ التسعينات.
درس ووالده كان عامل بناء، المحاماة واصبح أمين عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي يشكل الحزب الشيوعي عمودها الفقري رغم أنه ليس عضوا في الحزب.
انتخب عضوا في مجلس بلدية حيفا منذ 1998 حتى 2003 ممثلا عن الجبهة واعتقل خلال فترة عضويته عدة مرات نتيجة نشاطه السياسي.

اهتم بإطلاق الأسماء العربية على شوارع القرى والمدن العربية وقد تحقق ذلك في عشر قرى ومدن، ويسعى لإنشاء صندوق قومي للعرب في إسرائيل على غرار الصندوق اليهودي.
والخميس، قبل إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، توجه عودة لزيارة البدو في النقب حيث أعلن أنه قبل أيام من أول خطاب له في الكنيست بعد تشكيل الحكومة، سيزور قرى البدو الأربعين غير المعترف بها وسيتوجه منها سيرا على الأقدام إلى القدس الغربية حيث يوجد مقر الكنيست بهدف تسليط الضوء على «الظلم الواقع على أبناء هذه القرى المحرومة من مقومات الحياة الاساسية .»

وقال بعد وصوله إلى منطقة راهط «بهذا الخطاب اريد ان اقنع شرائح واسعه بتل أبيب بعدالة قضيتنا».
في عام 2009 أقام عودة في النقب شهرا متواصلا وتعرف بشكل مباشر على قضايا الأربعين قرية غير المعترف بها، وتعمق واقترب من قضايا البدو أكثر.
وخلال الحملة الانتخابية اعتبرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ومعظم الصحف أفضل رئيس قائمة انتخابية على الإطلاق في كل المناظرات التي جرت مع كل رؤساء القوائم البالغ عددها 26 باستثناء زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، ورئيس قائمة المعسكر الصهيوني اسحق هرتزوغ اللذين لم يشتركا في اي مناظرة.

وقال إن خوض الانتخابات على رأس القائمة العربية جعله «يشعر بمسؤولية أكبر» مشيرا إلى «تجربة فريدة ومسؤولية استثنائية»، وهو لطالما أكد على ان الاساس سيكون «التصدي للفاشية والعنصرية التي تريد عزل العرب وتشرع المزيد من المشاريع العنصرية لاسقاط حقوقنا القومية».

تأثر عودة خلال طفولته باجتياح لبنان عام 1982 وبالانتفاضة الأولى في 1987. وفي المرحلة الثانوية أصبح أحد النشطاء البارزين وانتخب رئيسا لمجلس طلاب المدرسة، ولوحق من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» بسبب نشاطه السياسي.

يتميز عودة بطبعه الهادىء وحبه للناس وتلقائيته وحسن تخطيطه لحياته السياسية والعملية. وهو متزوج من الطبيبة ناردين عاصلة ولهما ثلاثة اولاد هم الطيب واسيل وشام.
تعرف عودة على زوجته اثناء العمل السياسي وهي أخت الشاب اسيل عاصلة (17عاما) من مدينة عرابة الذي قتل برصاص الشرطة الإسرائيلية في «هبة الأقصى» في 2001 داخل المدن والقرى العربية في إسرائيل.

يقول صديقه جعفر فرح مدير مركز»مساواة» إنه عودة «إنسان مثابر وعنده رؤية استراتيجية، برهن على أنه قادر على اتخاذ القرارات وخوض المعارك السياسية.»
وكانت إحدى معاركه السياسية القريبة عندما دفع صديقه النائب السابق محمد بركة إلى الانسحاب هو وثلاثة أعضاء كنيست سابقين من التنافس الداخلي على رئاسة الجبهة التي نجح فيها.
انتخب عودة امينا عاما للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في 2006 وما زال يشغل هذا المنصب. وترأس لجنة مناهضة الخدمة المدنية وكل أشكال تجنيد الشباب العرب ضمن الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية البديلة للجيش، ويلتقي آلاف الطلاب سنويا. وبهذا الشأن، ذكرت صحيفة «هآرتس «أن حملته «أكثر حملة منهجية للعرب في إسرائيل».

وفي الوقت الذي يناهض فيه التجنيد، يرفض بشدة تخوين الذين يؤدون الخدمة، قائلا إن «النضال يتركز ضد المؤسسة الحاكمة، أما هؤلاء الشباب فهم ابناؤنا الذين يجب أن نصل اليهم ونقنعهم بصحة موقفنا، لأنهم ليسوا خونة وإن ضللوا وغرر بهم».

ويعتقد عودة أن لديه القدرة للتوجه إلى اليهود كونه يعيش في مدينة حيفا المختلطة، ويطرح موضوع تعزيز الشراكة بين العرب واليهود الديمقراطيين رافضا دعاوى التقوقع والانغلاق القومي.

ويعتبر أن الفلسطينيين داخل إسرائيل البالغة نسبتهم 17% لن يحصلوا على حقوقهم لوحدهم دون تعاون مع القوى اليهودية التي ترى أن عدم المساواة تعني عدم ديمقراطية الدولة.
يعشق عودة الفنانة الكبيرة ام كلثوم ويعتبر نفسه موسوعة في تفاصيل حياتها، لكنه يقول «أحب الفنانة فيروز طبعا والموسيقى العربية الأصيلة والموسيقى الكلاسيكية لبتهوفن وموتسارت».