صنعاء - أبو بكر عبدالله حبس أمس اليمنيون أنفاسهم على وقع مواجهات مسلحة في محافظة عدن بين قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والقوات الخاصة المتهمة بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح، غداة اعلان جماعة "أنصار الله" الحوثية عن ترتيبات وشيكة لانهاء أزمة فراغ السلطة بعيداً من مفاوضات الحل السياسي، فيما دعت اللجنة الأمنية العليا، وهي أعلى هيئة عسكرية في اليمن، "جميع الاطراف في محافظة عدن إلى التزام الهدوء والعودة إلى طاولة الحوار والبحث عن مخارج وحلول للازمة الراهنة". وأغارت مقاتلات من سلاح الجو اليمني على القصر الجمهوري في عدن، في تطور اشاع مخاوف وتلا سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي على مطار عدن الدولي وعلى المواقع التابعة للقوات الخاصة بعد مواجهات أوقعت 18 قتيلا من الجنود(13 في عدن و5 في لحج) إلى ثلاثة من مسلحي اللجان الشعبية الجنوبية وإصابة العشرات من الجانبين. وفرضت قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية لهادي سيطرة كاملة على مطار عدن الدولي وعلى المعسكرات التابعة للقوات الخاصة قبل أن تشن الطائرات الحربية غارتين على مقر قيادة القوات الخاصة في حي العريش والقصر الرئاسي في منطقة المعاشيق بالتزامن مع انتشار قوات المنطقة العسكرية الرابعة واللجان الشعبية الموالية لهادي في أكثر مناطق المحافظة ومنافذها.
عملية مركزة وسريعة وأكد محافظ عدن الدكتور عبد العزيز بن حبتور أن وحدات من القوات المسلحة بمساندة عناصر اللجان الشعبية "أنهت التمرد بعملية مركزة ودقيقة حافظت على حياة المواطنين والجنود الذين يجري حاليا اعادة ترتيب أوضاعهم"، مشيرا إلى أن الهجوم على معسكرات القوات الخاصة "جاء بتوجيه من الرئيس هادي لاحتواء التمرد بشكل سريع وتمت السيطرة على كل المراكز التي تحصن فيها المتمردون، ويجري البحث عن قائده العميد السقاف لتقديمه الى محاكمة عسكرية".
وتحدث عسكريون عن فرض هذه القوات سيطرة كاملة على مطار عدن ومعسكر النصر المجاور بعدما ادت المواجهات إلى توقف حركة الملاحة الجوية فيه، فيما نشرت اللجان الشعبية الجنوبية صوراً لجنود قالت إنهم أسروا في المواجهات، و نشر ناشطون صوراً توضح عمليات نهب وسلب واسعة لعتاد المعسكر على أيدي اللجان الشعبية والمواطنين. وعلى رغم انتشار مدرعات الجيش واللجان الشعبية في محيط مطار عدن الدولي، فإن المواجهات استمرت مع القوات الخاصة مساء أمس بعدما شلت حركة الملاحة في المطار تماماً نتيجة تعرض برج المراقبة للقصف. قصف القصر الرئاسي وأعلن محافظ عدن بن حبتور أن طائرة حربية من طائرتين تابعتين لسلاح الجو اليمني "قصفت قصر المعاشيق حيث يقيم الرئيس هادي غير أن الصواريخ سقطت في مكان بعيد"، مؤكدا ان الرئيس هادي لم يصب بأي أذى وانه حاليا في مكان آمن". ووصف استخدام "الانقلابيين الحوثيين" سلاح الطيران بانه مغامرة تسعى لنقل الصراع السياسي الذي تشهده اليمن الآن الى صراع عسكري، لكن الرئيس هادي يحاول تجنب ذلك واحتواء الأحداث حتى لا تتفجر الأوضاع".
وقال عسكريون إن طائرة من سلاح الجو اليمني قصفت كذلك معسكر القوات الخاصة لوقف عمليات نهب واسعة لمستودعاته في منطقة العريش، كما قصفت مبنى مجاوراً للقصر الجمهوري وتصدت لها المضادات الأرضية وارغمتها على الفرار، فيما باشرت السلطات عملية سريعة لاخلاء القصر الرئاسي وأعلنت نقل الرئيس هادي ومعاونيه إلى مكان آمن. مواجهات في لحج وتوسعت رقعة المواجهات إلى محافظة لحج بعد شن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي هجوما على المعسكر التابع للقوات الخاصة في منطقة الحوطة بمحافظة لحج، تخللته مواجهات ادت الى مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين، فيما نجا محافظ لحج احمد عبدالله المجيدي من مكمن مسلح لموكبه بينما كان في طريقه إلى محافظة عدن، مما أدى إلى مقتل احد مرافقيه واصابة آخرين.
|