التاريخ: آذار ١٩, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
«داعش» يحيط الموصل بـ «سور الخلافة» لحمايتها
ناشد مسؤولون في محافظة الأنبار الحكومة العراقية تأمين وصول مواد غذائية إلى مدينتي البغدادي وحديثة اللتين يحاصرهما «داعش» منذ شهور، وأكد رئيس مجلس المحافظة وفاة 10 أشخاص فيهما جوعاً. وعلمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن لا اتفاق، حتى الآن، بين الحكومة وقوات التحالف الدولي على خطة محددة لتحرير مدن المحافظة، فضلاً عن الموصل التي يحفر «داعش» حولها خندقاً باسم «سور الخلافة»، استعداداً لصد أي هجوم عليها.

وأوضحت المصادر أن معركة تكريت «تستنزف الجيش والحشد الشعبي»، وأن «عدد القوات في الأنبار غير كاف لفتح جبهات جديدة، خصوصاً في الفلوجة والبغدادي وأجزاء واسعة من الرمادي وهيت وحديثة وصولاً الى القائم والرطبة».

وما زالت الحكومة تؤكد استكمال الاستعدادات لتحرير تكريت، ونقل «المركز الخبري»، شبه الرسمي، عن القيادي في «الحشد الشعبي» جبار الموسوي قوله إن «القوات المشتركة تحاصر القصور الرئاسية في تكريت»، لافتاً إلى «وصول تعزيزات لتحرير المحافظة كلها». وأضاف أن «قوات الأمن والعشائر تعد خطة لضرب أوكار الدواعش في مجمع القصور الرئاسية». وظهر قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في صور عدة على الجبهة المواجهة لقرية القصيبة، قرب تكريت، فيما أعلن سكرتير المجلس الأعلی للأمن القومي علي شمخاني أن «ممثلاً عن الأشوريين (العراقيين) طلب من طهران المساعدة لضمان أمنهم». وحضها على «تقديم تسليح أبناء الطائفة»، وزاد أن هذا الطلب يؤكد أن «المساعدات الإيرانية ليست حكراً على طائفة دون أخرى».

الى ذلك، قال محافظ الأنبار صهيب الراوي لـ «الحياة»، إن «سكان ناحيتي البغدادي وحديثة يعانون المجاعة، لأن داعش يحكم الطوق عليهما منذ شهور». لكنه أضاف: «بعد تنسيق الجهود وتكثيف العمليات العسكرية تم تأمين الطرق البرية إلى الناحيتين وستصلهما المواد الغذائية خلال اليومين القادمين». وكان رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت أكد «وفاة ١٠ أشخاص بسبب الجوع ونقص الغذاء في البغدادي».

في أربيل، قال مسؤول كردي إن «داعش» ضاعف جهوده في حفر خندق حول الموصل باسم «سور الخلافة»، بالتزامن مع إلقاء الطائرات الحربية بياناً يؤكد «قرب نهاية» التنظيم.

وأضاف الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» سعيد مموزيني، أن «داعش كثف احتياطاته العسكرية في الموصل في ظل الحديث عن قرب إطلاق عملية التحرير، وسرّع العمل الذي بدأه قبل أكثر من ثلاثة أشهر في حفر وتوسيع الخندق حول المدينة. وأضاف أن «الطائرات الحربية العراقية ألقت بياناً في الموصل يدعو السكان إلى التعاون ضد داعش والابتعاد من مراكزه ومقراته، وأكد قرب تحرير المدينة».

الحكومة العراقية تؤكد قرب «تحرير الموصل» وتدعو الأهالي إلى الابتعاد عن مراكز «داعش»

قال مسؤول كردي أن «داعش» ضاعف جهوده في حفر خندق حول الموصل باسم «سور الخلافة» بالتزامن مع إلقاء الطائرات الحربية بياناً يؤكد «قرب نهاية» التنظيم، فيما أجرى رئيس البرلمان سليم الجبوري محادثات مع رئيس إقليم كردستان حول الاستعدادات الجارية لإطلاق عملية «تحرير الموصل».

وتفقد نائب الرئيس أسامة النجيفي أخيراً معسكرات التدريب قرب أربيل، وعقد سلسلة لقاءات مع سياسيي وشيوخ عشائر الموصل في إطار التحضيرات الجارية لإطلاق العملية، بالتزامن مع لقاءات مماثلة أجراها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.

وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني لـ»الحياة» إن «داعش كثف احتياطاته العسكرية في الموصل في ظل الحديث عن قرب إطلاق عملية التحرير، وسرع العمل الذي بدأه قبل أكثر من ثلاثة أشهر في حفر وتوسيع الخندق حول المدنية وأطلق عليه اسم سور الخلافة. وحفر خنادق حول مراكزه ومقراته المهمة، فضلاً عن وضع المتاريس والتحصينات». وأضاف أن «الطائرات الحربية العراقية ألقت بياناً في الموصل يدعو السكان إلى التعاون ضد داعش والابتعاد عن مراكزه ومقراته، وأكد قرب تحرير المدينة».

وجاء في البيان الذي نشرته وسائل الإعلام أمس: «اقترب يوم التحرير الذي انتظرتموه طويلاً، حان موعد طرد الدواعش الكفرة المتخلفين من على أرضكم المقدسة، إخوتكم في صلاح الدين لقنوهم درساً لن ينسوه، وأنتم كذلك ستفعلون»، وأضاف: «تابعوا مخابئهم، سجلوا أعمالهم المنكرة، أشروا إلى من تعاون معهم في تخريب حضارتكم العريقة، فيوم الخلاص بعون الله وهمتكم بات قريباً».

وذكر مموزيني أن «عناصر من داعش كانوا يفخخون ست عربات لاستهداف البيشمركة في منطقة بازواية في سهل نينوى، فانفجرت أحداها وأسفرت عن قتل سبعة إرهابيين، فيما قتل خمسة آخرون في انفجار قنبلة هاون أثناء إطلاقها على البيشمركة في ناحية بعشيقة، وقتل 11 إرهابياً في قصف معسكر الغزلاني بينهم قيادي برتبة أمير، في وقت أعدم التنظيم خمسة من عناصره بتهمة الفرار من المعركة، كما أجبر 15 امرأة على الانضمام إلى جهاد النكاح، وأعدم اثنتين لرفضهما الأمر».

وأفاد مصدر أمني كردي أن «البيشمركة صدت هجومين شنه مسلحو داعش في محور قضاء سنجار»، مشيراً إلى أن «طائرات التحالف قصفت أهدافاً في محور ناحية كوير غرب اربيل، وفي محور ناحية بعشيقة أوقع عشرات القتلى من المسلحين».

في الأثناء أفادت وسائل إعلام نقلاً عن شهود أن «داعش أصدر تعليمات تحدد مواعيد خروج المواطنين من الموصل، وأوكل منح رخص الخروج إلى المقربين منه خلال كفيل».

وكان الجبوري وصل أمس إلى أربيل على رأس وفد برلماني، و»التقى بارزاني وبحثا في التطورات السياسية والأمنية، والاستعدادات لبدء معركة تحرير الموصل كما تناولا بالتفصيل ملف النازحين والسبل الكفيلة بإعادتهم إلى مناطقهم المحررة، خصوصاً في ديالى ونينوى، والتعاون بين الحكومة الاتحادية والإقليم لتأمين الاستقرار في تلك المناطق».