التاريخ: آذار ١٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
النظام يدشّن السنة الخامسة بـ ٢٠٠ غارة ومجزرة شرق دمشق وقتلى من «داعش» بضربات التحالف في الحسكة
أفيد أمس أن ضربات طائرات التحالف لمواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف محافظة الحسكة، أوقعت ما لا يقل عن 15 قتيلاً من التنظيم الذي يخوض مواجهات عنيفة ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية قرب الحدود التركية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير من الحسكة، أن «اشتباكات عنيفة تدور منذ فجر اليوم (أمس) بين عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانييه)، وسط قصف متبادل بين الطرفين، فيما نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي ضربات عدة استهدفت آليات لتنظيم «الدولة» بريف رأس العين الجنوبي الغربي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 عنصراً من التنظيم وتدمير آليات لهم».

وكانت اشتباكات دارت أول من أمس، بين مقاتلي الوحدات الكردية مدعمة بـ «جيش الصناديد» التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في المنطقة الواقعة بين بلدتي الهول وتل حميس بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وفق «المرصد».

وفي محافظة حماة، ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، الذي يشهد منذ أشهر قصفاً جوياً متصاعداً من قوات النظام. وأشار «المرصد» إلى أن الطيران المروحي، قصف فجراً بالبراميل المتفجرة قرى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد محيطه اشتباكات قبل أيام بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى.

وفي محافظة حمص المجاورة، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة بالريف الشمالي، كما نفذ الطيران الحربي غارات على قرى ريف المخرم الشرقي. من جهتها، أوردت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «كتائب الثوار سيطرت اليوم الاثنين (أمس) على منطقة الزرقاء القريبة من بلدة القريتين بريف حمص الشرقي، وذلك بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة (الإسلامية) أسفرت عن مقتل 6 من عناصره وأجبرته على الانسحاب باتجاه جبال القريتين». وذكرت الوكالة أن تنظيم «الدولة» تمكّن، من جهته، من تدمير آليتين عسكريتين وقتل 19 عنصراً من قوات النظام، في مكمن نصبه لهم على طريق حمص - تدمر في الريف الشرقي للمحافظة.

وفي محافظة حلب (شمال سورية)، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات دارت بعد منتصف ليل أول من أمس «بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف آخر، في منطقة البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، من دون معلومات عن خسائر بشرية».

أما في محافظة ريف دمشق، فسجّل «المرصد» مقتل مقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية، كما سجّل قصف الطيران المروحي بما لا يقل عن سبعة براميل متفجرة مدينة داريا، بينما قصفت قوات النظام مناطق في الأراضي الزراعية المحيطة ببلدة زبدين بالغوطة الشرقية. وتابع أن «قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في محيط مدينة معضمية الشام، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى قرب المدينة، في حين تستمر قوات النظام بقصفها مناطق في بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي (...) ».

وفي محافظة دمشق، نفّذ الطيران الحربي 8 غارات على حي جوبر شرق العاصمة السورية، كما قصفت قوات النظام محيط حي القابون، وسط اشتباكات في محيطه.

وفي لندن قالت «منظمة العفو الدولية» في تقرير يصدر اليوم الثلثاء إن هجمات النظام السوري البالغة العنف و «غير الشرعية» على مدينة الرقة في شمال شرقي سورية أودت بحياة عشرات المدنيين. وأكد التقرير أنه جمع «أدلة دامغة» على أن غارات النظام على المدينة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 «خرقت القانون الإنساني الدولي» وأن بعضها «ربما يرقى إلى درجة جرائم الحرب».

وأوضح التقرير أن سلسلة غارات استهدفت المدينة بين 11 و29 تشرين الثاني، ما أدى إلى مقتل 115 مدنياً بينهم 14 طفلاً، مشيراً إلى أن بعضها استهدف مسجداً وسوقاً مزدحمة بالمتسوقين، إضافة إلى مقرات أخرى تُستخدم لأغراض عسكرية.

وقال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: «أظهرت قوات الحكومة السورية تجاهلاً صارخاً لقواعد الحرب في تلك الغارات العنيفة. يعطي بعض تلك الهجمات مؤشراً واضحاً إلى أنها عبارة عن جرائم حرب»، مضيفاً: «تبدي الحكومة لا مبالاة للمذابح التي تنتج عن تلك الهجمات، حتى إنها ترفض الإقرار بسقوط ضحايا مدنيين. لقد قاموا بهجمات متكررة على مناطق مدنية دون أن يحددوا بوضوح أهدافاً عسكرية، في خرق صارخ لمتطلبات التفريق بين أهداف عسكرية ومدنية» في الحروب.

وأوضحت منظمة العفو إن النظام السوري قال إن غاراته على الرقة استهدفت عناصر ومواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على الرقة في حزيران (يونيو) وأعلنها عاصمة لـ «الخلافة» في سورية. لكن المنظمة أوضحت أنها جمعت أدلة تُظهر أن في معظم الحالات لم يكن هناك وجود عسكري في محيط المناطق التي استهدفتها غارات الطيران السوري في الرقة.

النظام يدشّن السنة الخامسة بـ ٢٠٠ غارة ومجزرة شرق دمشق

قتل وجرح ١٢٠ مدنياً بغارات شنتها قوات النظام السوري في أول يوم من السنة الخامسة للثورة حيث شنت مقاتلاته حوالى ٢٠٠ غارة، في وقت أفيد بمقتل ٢١٠ آلاف شخص خلال السنوات الأربع السابقة.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان الحرب في سورية أسفرت عن سقوط 215 الف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية على نظام بشار الاسد في 15 آذار (مارس) 2011. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «احصينا 215 الفاً و518 قتيلاً خلال اربع سنوات من الحرب بينهم 66 الفاً و109 مدنيون». وأوضح ان اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في اعمال العنف منذ بداية شباط (فبراير) الماضي.

وقال «المرصد» في بريد الكتروني امس: «استشهد 18 شخصاً على الأقل، وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين بجراح بينهم أطفال ومواطنات، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية أربع غارات على مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية»، مضيفاً ان «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى في حالات خطرة». كما جدد الطيران الحربي منذ قليل قصفه لمناطق في أطراف المدينة ومحيطها.

وكان «المرصد» أشار الى انه «ارتفع إلى 153 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والبراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات النظام المروحية منذ صباح السبت الـ 14 من التي تمكن المرصد امن توثيقها، واستهدفت طائرات النظام خلالها عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية»، موضحاً ان مقاتلات النظام شنت «81 غارة على الأقل استهدفت فيها مناطق في حي جوبر بمحافظة دمشق ومناطق أخرى بمدينتي دوما وعربين بمحافظة ريف دمشق، وأماكن في محيط اعزاز وبلدات وقرى مارع وعندان وتل رفعت ودير حافر ورتيان ومناطق الملاح والكاستيلو وتل الضمان والقبر الانكليزي وتل المضافة في محافظة حلب، ومناطق أخرى في بلدات المزيريب وعتمان وصيدا ومنطقة درعا البلد بمحافظة درعا، ومناطق في بلدات وقرى مسعدة وحمادة عمر وعقيربات وأم الريش ورسم الهوايد وأبو حنايا بالريف الشرقي لمحافظة حماة، وأماكن أخرى في مدن وبلدات وقرى بنش وسراقب وتفتناز وآفس وتلمنس ومحيط مطار أبو الظهور العسكري ومنطقة مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب، وأماكن أخرى في بلدة أم باطنة بمحافظة القنيطرة»، اضافة الى القاء المروحيات «72 برميلاً متفجراً استهدفت فيها مناطق في مدن وبلدات وقرى إنخل وكفرشمس والشيخ مسكين وعقربا وابطع والفقيع وكفرناسج وسلملين والمال بمحافظة درعا، ومناطق أخرى في بلدات وقرى كفرزيتا واللطامنة والزكاة وحصرايا وحمادة عمر وعطشان بمحافظة حماة، وأماكن في مدينة خان شيخون وبلدتي الهبيط وعابدين بريف محافظة إدلب، وأماكن أخرى في مدينتي الزبداني وداريا بريف دمشق، ومناطق في بلدات مسحرة ونبع الصخر والسويسة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، ومناطق أخرى في قرية حندرات ومحيطها بريف محافظة حلب، ومناطق في مدينة تلبيسة بريف محافظة حمص». وأشار الى ان القصف ادى الى «استشهاد وجرح عشرات المواطنين المدنيين، بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، فيما لا يزال بعض الجرحى في حالات خطرة».

وكان بين «البراميل» ١٢ ألقيت على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية في وقت «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى، في أطراف مدينة عربين» شرق العاصمة اضافة الى «8 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة الزبداني» شمال العاصمة.

وبين دمشق والاردن، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 14 على الأقل عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على اماكن في منطقة تل عنتر والسهول المحيطة ببلدة كفرشمس بريف درعا منذ الصباح، فيما سقطت قذائف صاروخية عدة أطلقتها قوات النظام على اماكن في منطقة تل عنتر شمال بلدة كفر شمس، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية الطيحة، في حين تم توثيق استشهاد 11 مواطناً داخل المعتقلات الأمنية السورية بعد فقدانهم على حواجز لقوات النظام وبعد معارك مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في مناطق سورية عدة، أيضاً استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروحٍ أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها بمدينة دمشق أول أمس». كما «جدد الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة مسحرة بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة والذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ اسابيع عدة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من طرف، وحزب الله اللبناني مدعماً بمقاتليين ايرانيين وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في محاولة من الاخير التقدم في المنطقة» بحسب «المرصد».