التاريخ: آذار ١٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
حزب الله يمضي في التصعيد عشيّة الجولة الثامنة لا جلسة للّجان اليوم وتمديد لمدير المخابرات
السبع نقلاً عن الحريري أمام بداية المحكمة: كنعان وغزالي وخلوف أهانوني على مسمع الأسد
تجاوزت الحملة الحادة التي أطلقها "حزب الله" على ألسنة مسؤوليه ونوابه على قوى 14 آذار عقب مؤتمرها الاخير الذي عقدته في الذكرى العاشرة لانطلاقتها، حدود ردة فعل انفعالية الى طرح تساؤلات عن أهداف أبعد من الردود الاعلامية والكلامية وخصوصاً بعدما ذهب بعض هذه الردود الى سقوف تعبيرية لا تبررها لا الوثيقة السياسية التي صدرت عن قوى 14 آذار ولا ايضاً إعلانها انطلاق العمل لتشكيل مجلسها التأسيسي. ذلك ان حملة الحزب اكتسبت في يومها الثاني طابعا تصعيديا كان من شأنه أن أثار مزيدا من الاستغراب لجملة عوامل من أبرزها ان هذا التصعيد جاء عقب تلويح رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بمعادلة تخيير تيار "المستقبل" بين "التزام الحوار او نذهب كل منا في سبيله"، الامر الذي يعني تغيير الاسس التي بدأ عليها الحوار والتي لم تتناول المواقف البديهية التي يتمسك بها الفريقان والتي دأبا على التعبير عن التمسك بها كل من جانبه منذ بدء الحوار. ثم ان رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد ابرهيم امين السيد وجّه امس اتهامات الى قوى 14 آذار راوحت بين وصفها بـ"الداعشية السياسية في لبنان" و"الكذب" في موضوع الارهاب. وذهب الى القول: "يجب على هؤلاء ان يشكروا حزب الله لانه يبقيهم على قيد الحياة السياسية".

ودفع هذا الموقف أوساطاً بارزة في قوى 14 آذار الى القول لـ"النهار" إنه يبدو أن "حزب الله" أراد عشية الجولة الثامنة من حواره مع "المستقبل" غداً ان يوظف مؤتمر قوى 14 آذار وما صدر عنه سياسيا وتنظيميا من اجل محاولة تغيير قواعد الحوار من جانب واحد، علماً ان ما صدر من ردود ومواقف كلامية تجاوز بعضها أدنى الاصول وذهب الى حد التجريح والتهديد المبطن مما قد يستدعي من فريق "المستقبل" اثارة هذه الحملة وخلفياتها في الجولة المقبلة من الحوار.

ورد عضو الوفد المحاور في كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر امس على موقف النائب رعد آملا "ألا يكون قد تسرّع في المواقف التي أطلقها تجاه الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله". واشار الى ان الحوار "لم يتناول كل شيء بل تناول موضوعين أساسيين هما موضوع الاحتقان السني – الشيعي وموضوع انتخاب رئيس للجمهورية. وهناك ثوابت سبق لنا ان قلناها قبل الحوار واثناء انعقاده وخارج الجلسة، بأن لنا موقفا من قضية تورط حزب الله في سوريا وفي المنطقة ومن موضوع محور المقاومة وموقفنا هذا لم يتبدل". وتساءل: "هل ان الكلام الصادر عن مستشار الرئيس الايراني علي يونسي وعن الحرس الثوري الايراني يسهل الحوار؟".
 
ملف السلسلة
وسط هذا المناخ، أحاطت الشكوك بملف آخر وباحتمالات بته اليوم هو ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي دعيت اللجان النيابية المشتركة الى جلسة مخصصة لمناقشته.
وعلمت "النهار" ان نواب "المستقبل" قرروا عدم المشاركة في الجلسة ما لم يرأسها رئيس المجلس نبيه بري نظرا الى غياب نائب الرئيس فريد مكاري عن لبنان بداعي السفر. وفهم ان موقف نواب "المستقبل" يأتي رفضا لتولي رئيس لجنة المال والموازنة ابرهيم كنعان رئاسة الجلسة. ولكن في المشاورات التي أجريت ليل امس في هذا الصدد، تبين ان ثمة تعقيدات اخرى يرجح ان تحول دون التوافق على بت ملف السلسلة، منها ربطها بموضوع الموازنة والحسابات المالية، في حين ان موضوع ترؤس كنعان للجلسة استند فيه بري الى ان الجلسات التي تعقدها اللجان وتكون مكملة لجلسات سابقة في الملف المطروح يجوز اسنادها الى مقرر اللجان في حال غياب رئيس المجلس او نائبه والمقرر هو رئيس لجنة المال والموازنة النائب كنعان.

مجلس الوزراء
وعلمت "النهار" ان "اللقاء التشاوري" الوزاري الذي يضم ثمانية وزراء هم وزراء كتلة الكتائب ووزراء كتلة الرئيس ميشال سليمان والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون سيعقد اجتماعا هو الثالث له في منزل الرئيس سليمان اليوم.
وعشية الاجتماع استقبل رئيس الوزراء تمام سلام في السرايا امس وزراء الكتائب سجعان قزي وألان حكيم ورمزي جريج الذين نقلوا اليه تأكيد الرئيس أمين الجميل دعم عمل الحكومة وتصميم الحزب على مكافحة أي تعطيل له. واستفسر الوزراء عن النقاط الملتبسة في طريقة عمل الحكومة في ضوء الجلسة الاخيرة ومفهوم التوافق والاجماع وتوقيع المراسيم. وكانت وجهات النظر متفقة على ان الحكومة تعمل وكالة عن رئيس الجمهورية الغائب وان عملها لا يستقيم الا بالتوافق، علما ان الرئيس سلام كرر موقفه الذي يرفض تعطيل عمل الحكومة إذا أراد وزير او وزيران لاسباب شخصية او كيدية رفض توقيع المراسيم، وعندئذ سيتم تجاوز هذا الاعتراض إلا اذا كان هذا الاعتراض مبنيا على أسباب مقنعة فعندئذ يؤخذ في الاعتبار. وشدد وزراء الكتائب على اعتماد الشفافية من خلال إخضاع العقود لدائرة المناقصات.
 
مدير المخابرات
وفي سياق آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سلام بحث امس مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل في موضوع انتهاء ولاية عدد من القيادات الامنية وأقربها استحقاقا مركز مدير المخابرات في الجيش الذي يتولاه العميد الركن إدمون فاضل. وفيما تصير مدة انتهاء ولاية العميد فاضل منتهية في 20 آذار الجاري، يتجه الرأي الى تمديد ولايته سنة أخرى على غرار تمديد مماثل حصل سابقا له ولعدد من القيادات الامنية.
 
قهوجي والعاهل الاردني
وفي اطار الزيارة الرسمية التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لعمان، استقبله امس العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي ان اللقاء الذي عقد في حضور مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن تناول علاقات التعاون بين البلدين وخصوصا في الجوانب العسكرية بالاضافة الى مجمل الاوضاع في المنطقة.


السبع نقلاً عن الحريري أمام بداية المحكمة: كنعان وغزالي وخلوف أهانوني على مسمع الأسد

كلوديت سركيس
أورد نائب رئيس "تيار المستقبل" النائب السابق باسم السبع في شهادته أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، برئاسة القاضي ديفيد راي، تفاصيل اجتماع الرئيس رفيق الحريري والرئيس بشار الأسد في حضور ثلاثة مسؤولين أمنيين سوريين نقلا عن الحريري، معددا إشارات التهديد التي سبقت الاغتيال.
 
وانطلاقا من اسئلة ممثل الادعاء غرايم كامرون، الذي عرف الشاهد بـ"الصديق القريب من الحريري وحليفه السياسي"، تحدث السبع عن حقبته الصحافية في جريدة "السفير"، ثم التأسيس لجريدة "المستقبل" عام 1992 بطلب من الحريري، فترشحه في العام نفسه نائبا عن دائرة بعبدا حتى عام 2005، وتحول العلاقة بينه وبين سوريا وتحول العلاقة مع الحريري عام 1996، ثم اعتكافه عام 1998 باخراجه من الحكومة بعد انتخاب الرئيس اميل لحود. ونقل الشاهد انطباع الحريري عن الرئيس بشار الاسد بعد اول اجتماع عقداه بناء على طلب الرئيس حافظ الأسد المعتل في قاسيون "الله يعين سوريا، سيحكمها ولد".

وعن وقائع اجتماع كانون الاول 2003 في دمشق قال: "أطلعني الحريري على انه ضم الى الاسد، ثلاثة ضباط سوريين هم اللواء غازي كنعان ورسم غزالي والعميد محمد خلوف. وفوجئ الحريري بوجود الضباط الثلاثة في الاجتماع. كان بشار قليل الكلام. وقال لي حرفيا الحريري: "تناوبوا بالكلام (الضباط الثلاثة) واحدا تلو الآخر. شعرت للحظات بأن العرق يتصبب من قدمي. وفكرت في أن أغادر لشدة ما سمعته. كلام ضابط الى حاجب. شعرت بالاهانة الشخصية لي ولبلدي".

وتابع الشاهد: "أبرز الضباط المعنفين كان غزالي. وتلاه خلوف فكنعان. ونقل الحريري عن غزالي قوله: "مين إنتا؟ انتا شو بتسوا بلا سوريا. انتا ما شي من دون سوريا وبشار. نحنا عملناك رئيس حكومة ونحنا منعملك رئيس حكومة". وكانت طلبات محددة في الاجتماع ترتبط بموضوع التمديد للحود والوضع السياسي الاقليمي المحيط بلبنان وسوريا. ومن هذه الطلبات تلفزيون وجريدة "المستقبل" واذاعة "الشرق" بدن يسكرو تمن"، ووقف التحريض ضد لحود، ومشايخ يوم الجمعة بدن ضبط. وجريدة "النهار" مش ماشي حالها هيك. وانت تملك اسهما فيها، وعندك واحد (مستشار الحريري داود الصايغ) بيشتغل مع صفير وقرنة شهوان بدو يوقف (تحركه). لا انتا ولا الأميركان ولا شيراك بيعملو رئيس بلبنان. والتآمر مع الغرب ضد سوريا لا نقبل به".

ووصف السبع، بناء على سؤال للقاضي راي، العلاقات بين الحريري ولحود بأنها "لم تكن جيدة لعقليتين متناقضتين مدنية وعسكرية في طريقة إدارة الشأن العام. ولحود يمثل جهة سياسية على رأسها الأسد، فضلا عن عدم ثقة متبادلة بين الرجلين".

وأشار الى ان الحريري "تعامل مع طلبات السوريين في اجتماع كانون الاول 2003 بالتوجه بتعليمات الى الاجهزة الاعلامية التابع له بخفض الصوت. واتخذت اجراءات تتعلق بالاسهم في "النهار" رغم صداقته العميقة مع الاستاذ غسان تويني. اما الصايغ فتم تجميد عمله السياسي عشرة أشهر. وعدنا الى نقطة الصفر من جديد".

ونقل السبع عن الحريري قول الأسد في اجتماع دمشق اواخر آب 2004 في شأن التمديد، "بعد عودته منه مباشرة الى منزل النائب وليد جنبلاط في حضوري والنائب مروان حماده والوزير السابق غازي العريضي "انتا هون مش تا تقول رأيك. انتا هون تا تنفذ قرار". كان كلام الاسد أمرا. بتروح ع التمديد او بكسر البلد ع رؤوسكم".

وقال الشاهد: "منذ عام 2005 تكونت معطيات كافية لارتفاع منسوب الخوف على سلامة الحريري من خلال اشارات للخطر الامني عليه، من اجتماع دمشق في حضور الضباط، الى الصواريخ التي اطلقت في حزيران عام 2003 على تلفزيون "المستقبل"، فمحاولة اغتيال حماده. كلها اشارات الى ان النظام السوري يمكن ان يقوم بعمل أمني ما ضد الحريري. ومن لديه القدرة على قتل 100 الف سوري لن يغص بقتل الحريري".

وتلا كامرون بيان البطاركة الموارنة الرافض للتمديد، ومقال النائب والصحافي جبران تويني في "النهار"، وقد دعا فيه الأسد ولحود الى مراجعة موقفهما من التمديد وفقا للبيان التاريخي للبطريركية. وعرج الشاهد على "لقاء البريستول" وعزم الحريري على خوض الانتخابات النيابية.