التاريخ: آذار ١٧, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الأسد ينتظر أفعالاً من واشنطن لا أقوالاً وفرنسا وبريطانيا وتركيا لا ترى له مستقبلاً
مؤتمر المانحين لجمع مليارات لسوريا
علق الرئيس السوري بشار الأسد امس على تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن واشنطن ستضطر الى التفاوض معه في شأن تحول سياسي في سوريا، بأن الكلام في هذا الموضوع يبقى للشعب السوري، بينما كررت باريس ولندن ان لا مكان للاسد في مستقبل سوريا، أما انقرة فنددت بكلام الوزير الاميركي.
 
وقال الاسد عقب اجتماعه مع وزير الاقتصاد والمال الايراني علي طيب نيا في دمشق: "سواء قالوا يبقى أو لا يبقى، الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط... لذلك كل ما قيل على هذه النقطة تحديدا منذ اليوم الأول للأزمة حتى اليوم بعد أربع سنوات لم يكن يعنينا لا من قريب ولا من بعيد. في هذا الاطار كنا نستمع الى الشعب السوري. نراقب ردات فعل الشعب السوري. رداته، تطلعاته، طموحاته وكل ما له علاقة بهذا الشعب. أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة. فلا يهم من قالوا يذهب أو يبقى. غيروا أم لم يغيروا. المهم الواقع كيف كان يسير".

وأضاف: "ما زلنا نستمع الى تصريحات. علينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر". وشدد على أن أي تغير دولي لن يعتبر إيجابيا إلا في حال وقف الدول الأجنبية دعمها "الارهابيين" في سوريا. وأوضح أنه: "أولا بالنسبة الى الوضع في سوريا لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا. لا يوجد خيارات ولم يكن لدينا خيار منذ اليوم الأول... آخر... بالنسبة الى هذه النقطة. أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار فهي إيجابية إن كانت صادقة وإن كان لها مفاعيل على الأرض ولكنها تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للارهابيين...وقف التمويل... وقف إرسال السلاح. وبالضغط على الدول الأوروبية... على الدول التي تسمى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجيستي للارهابيين والمالي وأيضا العسكري. عندها نستطيع أن نقول بأن هذا التغير أصبح تغيرا حقيقيا".

وتجدر الاشارة الى ان كيري لم يكرر في مقابلته مع شبكة "سي بي إس" الأميركية موقف واشنطن المعتاد بأن الأسد فقد كل شرعية وعليه أن يرحل. وقال في إشارة إلى مؤتمر عُقد عام 2012 ودعا إلى انتقال سياسي للسلطة عبر التفاوض سعيا الى إنهاء الصراع "علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دوماً مستعدين للتفاوض في إطار عملية جنيف 1".

فرنسا وبريطانيا وتركيا
ورداً على موقف كيري، ذكَرت وزارة الخارجية الفرنسية بتعليقات أدلى بها وزير الخارجية لوران فابيوس في نهاية شباط وجاء فيها أن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيدا لتأليف حكومة وحدة.
ونقلت عن فابيوس أن "من الواضح لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار".

وفي لندن، صرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية بأن "الاسد ليس له مكان في مستقبل سوريا"، واضافت: "كما اعلن وزير الخارجية (البريطاني فيليب هاموند) الاسبوع الماضي، فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات الى ان يضع حداً لاعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة".

وفي اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو لوكالة "انباء الاناضول" التركية شبه الرسمية ان مشاكل سوريا الحالية مع حلول الذكرى الرابعة لنشوب النزاع في آذار 2001 سببها نظام الاسد. ونقلت عنه خلال زيارة لكمبوديا: "ماذا هناك كي يتم التفاوض حوله مع الاسد؟" أي مفاوضات ستجري مع نظام قتل اكثر من 200 الف شخص واستخدم اسلحة كيميائية... حتى الان، اي نتيجة تحققت (مع النظام) عبر المفاوضات؟" وخلص الى ان كل الاطراف يجب ان يعملوا من اجل "انتقال سياسي" في سوريا.
 
موسكو
في موسكو، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية المستقلة عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن موسكو دعت المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا إلى الجولة الثانية من المحادثات بين الحكومة السورية وقوى المعارضة المقررة مطلع نيسان المقبل.
وقال إن موسكو أرسلت دعوات إلى دو ميستورا و"عدد كبير من الجماعات والهيئات المعارضة".
وأضاف أن المحادثات الجديدة في موسكو التي كان من المفترض أن تجرى بعد شهر من الجولة الأولى ستنطلق أوائل نيسان. وقد "أطلقنا التحضيرات للجولة الثانية التي ستجرى خلال الأيام العشرة الأولى من نيسان".


مؤتمر المانحين لجمع مليارات لسوريا

تشارك نحو 78 دولة و40 منظمة دولية في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لجمع مليارات الدولارات لدعم الوضع الانساني في سوريا.
 
وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية لوكالة الانباء الكويتية "كونا" بان أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والامين العام للامم المتحدة بان كي- مون سيفتتحان المؤتمر الذي سيعقد في الكويت في 31 اذار على مستوى وزراء الخارجية.
ويتوقع ان تعلن الدول عن تعهدات مالية لعمليات الامم المتحدة الانسانية في سوريا حيث يحتاج 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها الى مساعدات عاجلة.
وبلغ حجم التعهدات في المؤتمرين الاول والثاني اللذين استضافتهما الكويت 1,5 مليار دولار و2,4 ملياري دولار، الا ان الامم المتحدة قالت ان الجهات المانحة لم تف بتلك التعهدات.