التاريخ: آذار ١٥, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
حركات سودانية مسلحة تشنّ حملةً عسكرية لمنع الانتخابات
الخرطوم – النور أحمد النور 
تصاعدت التهديدات بين المتمردين والمعارضة السودانية من جهة والحكومة من جهة أخرى مع بدء العد التنازلي لحلول موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في منتصف نيسان (أبريل) المقبل، حيث أطلق المتمردون حملة «نداء السودان العسكرية» لمناصرة حملة «ارحل» التي أطلقتها قوى المعارضة السياسية لمقاطعة الانتخابات، بينما اتهمت الخرطوم المعارضة بالتخطيط لتخريب المنافسة.

وقال متمردو «الحركة الشعبية- الشمال» إنهم بدأوا حملة عسكرية منذ الخميس الماضي، بمهاجمة القوات الحكومية في كالوقي وبلدات أخرى في جنوب كردفان. كما أعلنت «حركة تحرير السودان» بقيادة عبد الواحد نور الاستيلاء على قاعدة «روكرو» العسكرية في دارفور وقتل العشرات من القوات الحكومية.

وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية» أرنو نقوتلو لودي، إن قوات «الجبهة الثورية» دشنت حملة «نداء السودان العسكرية» بضرب قوات الحكومة في كل من حاميات كالوقي وتوسي التابعة لتلودي والرحمانية في أبوجبيهة.

وأكد لودي في بيان، أن قوات الحركة نفذت «عمليات خاطفة» وتتقدم نحو بقية الحاميات بهدف دعم حملة «ارحل» التي أطلقتها قوى «نداء السودان» المعارِضة لمقاطعة الانتخابات في مدن وقرى البلاد. وأضاف أن الهدف من حملة «نداء السودان العسكرية» هو تحقيق تكامل في وسائل النضال المتنوعة «المسلح والانتفاضة والعصيان المدني لتعمل معاً من أجل وقف الانتخابات وإسقاط النظام من أجل إفساح المجال أمام تحول ديموقراطي حقيقي».

في المقابل، أعلن الجيش إحباط هجوم المتمردين وإلحاق خسائر فادحة بهم. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد، إن «القوات المسلحة صدت الخميس هجوماً لفلول الجيش الشعبي على مدينة كلوقي في جنوب كردفان». وأضاف أنه «في محاولة يائسة لدخول المدينة خسرت فلول المتمردين عدداً كبيراً من المقاتلين، وفقدت المعدات والآليات التي استخدمتها في هذا الهجوم».

وفي دارفور، قال الناطق العسكري باسم جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، مصطفى نصر الدين تمبور، إن قواتهم تمكنت من تدمير حامية روكرو العسكرية والاستيلاء على المنطقة بالكامل وقتل 68 عنصراً من القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها.

وأشار تمبور إلى سقوط قتلى وأسرى، إلى جانب استيلاء قواتهم على 3 سيارات ومدافع وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.

سياسياً، اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الحزبَ الشيوعي بالتخطيط لتخريب الانتخابات، وقال رئيس القطاع السياسي في الحزب مصطفى عثمان إسماعيل، إن الأجهزة الأمنية كشفت عن ضلوع الحزب الشيوعي بتشكيل 3 خلايا لتخريب الانتخابات. وأضاف إسماعيل أن أموال دعم الخلايا تأتي من جهات خارج السودان. وتابع: «قيادات الخلية يحركون المخربين بالريموت كنترول والجهات التي تدعم تلك الخلايا لها مصلحة في نسف استقرار السودان وجعله كسورية وليبيا واليمن». وتعهد المسؤول الحزبي بالعمل على فضح مخطط الحزب الشيوعي في أي مكان. كما أعلنت الأجهزة الأمنية السودانية ضبط شبكة تتألف من 12 شاباً كانوا يقومون بتصوير «فيديو» عبر الموبايل لمجموعة صناديق وضِع عليها شعار مفوضية الانتخابات وحُشيَت بمئات الأوراق والملصقات.

ونقل مركز إعلامي حكومي عن مصدر أمني، أن الاعترافات الأولية أكدت ضلوع 3 أحزاب وإحدى الحركات المسلحة في عمليات التمويل والتخطيط الخاصة بتلك الشبكة، مبيناً أن المجموعة التي ضُبطت تضم 5 شبان فقط لديهم انتماءات حزبية.

في المقابل، طالب زعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، الحزب الحاكم بالبحث عن شماعة يعلق عليها إخفاقاته لإقناع الجماهير بجدوى العملية الانتخابية بدلاً من وضعها على الحزب الشيوعي.

وأكد الخطيب أن الحزب لن يتراجع عن موقفه الرافض إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً توظيف كل إمكاناته لإنجاح حملة المقاطعة الجماهيرية.

وسخر الخطيب من الاتهامات المصوبة على الحزب الشيوعي بتكوين خلايا لتخريب العملية الانتخابية، وقال: «الأمر ليس بحاجة إلى خلايا فموقف الشعب واضح من خلال الحضور الجماهيري لحملات التدشين».

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن الخرطوم ستستضيف في 23 آذار (مارس) الجاري قمة تجمع الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين لتوقيع اتفاق للتعاون بين البلدان الثلاثة بشأن سد النهضة الأثيوبي.