التاريخ: آذار ١٤, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
12751 قضوا في معتقلات النظام تعذيباً ومسؤولو المنظمات الإنسانية بالأمم المتحدة: صدقية المجتمع الدولي على المحك
الأكراد يطالبون بدعم الائتلاف في الحسكة
العواصم -الوكالات نيويورك - علي بردى
مع دخول الحرب الأهلية السورية سنتها الخامسة، قال عدد من المسؤولي الكبار في الأمم المتحدة إن المجتمع الدولي فشل في إنهاء الأزمة التي قتل فيها أكثر من ٢٠٠ ألف شخص ودفعت ١٢ مليون شخص الى عوز المساعدات المنقذة للحياة.

ووقع البيان كل من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسقة المعونة الطارئة فاليري آموس وممثلة الأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات زينب بانغورا والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان والمديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي إيرثرين كازين والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى "الأونروا" بيار كرينبول والمدير التنفيذي لصندق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسف" أنطوني لايك والممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي.

وقال هؤلاء في البيان: "لقد أعربنا عن شعورنا بالرعب، والغضب، طوال تكشف المأساة". وأكدوا أنهم "ملتزمون مواصلة بذل قصارى جهدنا لمساعدة العالقين في هذه الحرب، والمستضعفين، والمحاصرين، الذين لا يجدون ملاذا آمناً". ودعوا زعماء العالم الى "وضع خلافاتهم جانباً واستخدام نفوذهم لإحداث تغيير حقيقي في سوريا من أجل الضغط على الأطراف لإنهاء الهجمات العشوائية على المدنيين وضمان رفع الحصار عن أكثر من ٢١٢ ألف شخص لم يتلقوا المساعدات الغذائية منذ أشهر، ولتمكين ايصال الإمدادات الجراحية الحيوية والإمدادات الطبية الأخرى، وإنهاء العقاب الجماعي المفروض على المدنيين من خلال قطع المياه والكهرباء، وتجنب الانهيار الكامل لنظام التعليم". وتساءلوا: "ما الذي يتطلبه الأمر لإنهاء هذه الأزمة؟"، وخلصوا أن "مستقبل جيل من السوريين، وصدقية المجتمع الدولي على المحك".

مساعدات اميركية غير فتاكة
في واشنطن، أفادت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعمل مع الكونغرس لتقديم مساعدات جديدة غير فتاكة بقيمة نحو 70 مليون دولار للمعارضة السورية التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.
وتأتي هذه المساعدات وقت يستعد الجيش الأميركي بشكل منفصل لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية لمكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.

وقالت الوزارة في بيان إن المساعدات غير الفتاكة ستذهب إلى توفير خدمات مجتمعية أساسية ومساندة "وحدات منتقاة" من المعارضة السورية والتدريب الأمني الرقمي وتوثيق جرائم الحرب وغيرها من انتهاكات النظام السوري.

وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستير باسكي في بيان :"لطالما قلنا إن الأسد يجب أن يرحل وأن يتم إبداله من خلال انتقال سياسي عبر التفاوض يكون مُعبِّراً عن إرادة الشعب السوري".

وقالت وزارة الخارجية الاميركية إنه بهذه المساعدات غير الفتاكة التي أعلن عنها في الذكرى السنوية الرابعة لقيام الثورة على الأسد، يصل مجمل المساعدة الأميركية إلى قرابة 400 مليون دولار.

الأكراد يطالبون بدعم الائتلاف في الحسكة

افادت مصادر كردية سورية ان "وحدات حماية الشعب" الكردية طلبت أمس من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مساندتها في اشتباكات تخوضها ضد "الدولة الاسلامية" (داعش) في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا حيث يحشد التنظيم مقاتليه تمهيدا لهجوم وشيك على مناطق كردية.

ودعت الوحدات الكردية في بيان قوات الائتلاف الى "المشاركة في معركة تل تمر كما فعلت في معركة تل حميس وتل براك" في الحسكة.
وكان "داعش" بدأ هجوما على بلدة تل تمر السبت الماضي، بعدما تمكن في 23 شباط من السيطرة على 11 قرية اشورية في المنطقة وخطف العشرات من سكانها. وبات حاليا على مسافة 500 متر منها .

وتحظى تل تمر باهمية كبيرة لانها تقع على مفترق طرق يؤدي الى الحدود العراقية شرقا والى مدينة راس العين والحدود التركية شمالا.

وتلت محاولات اقتحام التنظيم لتل تمر خسارة كبيرة مني بها في بلدة تل حميس الواقعة ايضا في محافظة الحسكة والتي كانت تعد ابرز معاقله الاستراتيجية. وطرد الجهاديون من المنطقة في 27 شباط على ايدي المقاتلين الاكراد بمساندة يومية من غارات الائتلاف الدولي على مواقعهم.

وكان التنظيم بدأ الاربعاء هجوما على راس العين، وتمكن الخميس من التقدم الى بلدة تل خنزير الواقعة غربها.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان الاشتباكات المستمرة في الايام الثلاثة الاخيرة اوقعت 35 قتيلا في صفوف القوات الكردية.

قضوا تحت التعذيب
على صعيد آخر، اعلن المرصد السوري ان نحو 13 الف سوري بينهم 108 أولاد، قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام السوري منذ بدء النزاع في آذار 2011.
وقال: "تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 12751 معتقلا داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري منذ انطلاق الثورة السورية" قبل اربع سنوات. واشار الى ان بين الضحايا "108 أطفال دون سن الثامنة عشرة"، يبلغ اصغرهم 12 سنة.

واوضح ان الاحصاء لا يشمل "اكثر من 20 الف مفقود داخل معتقلات قوات النظام واجهزته الامنية". واشار الى ان بعض عائلات الضحايا اجبر "على توقيع تصاريح بان مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم". وفي حالات اخرى، تحفظ ذوو المعتقلين عن "اعلان وفاتهم خوفاً من الملاحقة الامنية والاعتقال".
وأورد ان النظام يستخدم اساليب تعذيب عدة بينها تجويع المعتقلين حتى الموت ومنع الدواء عن المرضى منهم، الى اخضاعهم لتعذيب نفسي.