التاريخ: آذار ١٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
لبنان: عون وجعجع يقتربان من الحوار الرئاسي لجنة الرقابة اليوم أمام العقدة المسيحية
بداية المحكمة عرضت تسجيلاً لآخر لقاء مع غزالي الحريري: سأخوض الانتخابات والأكثرية تقررّ رئيس الحكومة
لم يكن، على الارجح، من باب المصادفات تحريك ملف سلسلة الرتب والرواتب المزمن والعالق على تعقيداته المالية منذ تجميده قبل أشهر امس تحديداً بالتزامن مع تمريك "عداد" الجلسات الفاقدة النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية الرقم 20 بتراكم متعاقب للاخفاقات في الازمة الرئاسية منذ 290 يوماً. فعلى رغم اطلاق رئيس مجلس النواب نبيه بري زرَّ التحمية والمشاورات الكثيفة لعقد جلسة تشريعية للمجلس مطلع نيسان المقبل، قد تدرج فيها جملة ملفات حيوية متراكمة تحت عنوان "تشريع الضرورة"، فان تحريك ملف السلسلة جاء بدوره في سياق تعويض الوقت الضائع الذي تدور أزمة الفراغ الرئاسي في دائرته المقفلة. ولعل تطورا آخر سياسياً برز امس من شأنه ايضا ان يساهم في معالجات ظرفية في مرحلة الانتظار وتمثل في تقدم على خط الحوار الجاري بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في ما يتعلق بانجاز ورقة "إعلان النيات" المشتركة التي يتفاوضان في شأنها في المرحلة الاولى من هذا الحوار.

وأكد الرئيس بري انه سيدعو بعد موعد بدء العقد العادي للمجلس في 17 آذار الجاري هيئة مكتب المجلس الى اجتماع لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية. وكشف انه أقام امس دعوى قضائية على كل من يظهره التحقيق متورطاً في ادخال مواد مشعة الى لبنان، مبديا استياءه من موضوع تخزين هذه المواد في بلدة عدلون. اما الامر اللافت في كلام بري، فكان تأكيده انه "فوجئ بأن هناك لجنة منذ العام 2011 معنية بتحديد اماكن هذه المواد من دون علمه، وانه لن يسمح بتجاوز صلاحيات مجلس النواب بأن تكون هناك اتفاقات او تفاهمات مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية دون اقرارها في المجلس" .

وأبلغت مصادر نيابية بارزة "النهار" أن العمل الاشتراعي لمجلس النواب في دورته العادية التي تبدأ منتصف الشهر الجاري ستنطلق على مستوى الجلسات العامة اوائل الشهر المقبل بعد أن تكون اللجان النيابية المشتركة قد أنجزت أعمالها وتولت الامانة العامة للمجلس تجميع مشاريع القوانين المنجزة تمهيداً لاجتماع هيئة مكتب المجلس كي يجري تصنيف هذه المشاريع بين ضروري او مرتبط بإستحقاقات مالية او قابل للتأجيل. وعليه سيكون هناك إمكان لعقد جلسة عامة بين عيديّ الفصح الغربي والشرقي في 5 و12 نيسان.

أما ملف سلسلة الرتب والرواتب، فاتفق على تحريكه في اجتماع ضم بري ووزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية. وطلب بري عقد جلسة للجان النيابية المشتركة الثلثاء المقبل تخصص لهذا الملف. وسيعقد اجتماع تمهيدي اليوم يضم الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين بو صعب وعلي حسن خليل والنائب جورج عدوان لمعاودة البحث في ملف السلسلة ومحاولة التوافق عليه قبيل جلسة اللجان.
 
مجلس الوزراء
الى ذلك، وتحضيراً لجلسة مجلس الوزراء اليوم، علمت "النهار" ان إتصالات جرت بعد ظهر أمس في شأن تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف من أجل تجاوز العقبات التي برزت حول اختيار ممثلي الطوائف المسيحية في اللجنة نتيجة ما طرحه "التيار الوطني الحر" من أسماء في مقابل أسماء اقترحها حزبا الكتائب والاشتراكي وكتلة الرئيس ميشال سليمان، مما أوحى بأن المخرج سيكون بتجديد عضوية عدد من الاعضاء واختيار أسماء جديدة لا تثير اعتراضات. وتحدثت مصادر وزارية عن تداول لأسماء الاعضاء المسيحيين على النحو الآتي: أمين عواد، أمين رزق، جوزف سركيس وخيرالله خيرالله (موارنة)، سامي عازار، عبدالله عطية، طوني شويري وشخص من آل فرنيني (أرثوذكس) ومنير إليان (كاثوليكي). أما مرشح السنّة عن تيار "المستقبل" الذي سيكون رئيس اللجنة فهو سمير حمود الذي يحظى بالقبول وكذلك المرشح الشيعي عن حركة "أمل" و"حزب الله" احمد صفا. وأوضحت المصادر ان الموعد النهائي لانتهاء ولاية اللجنة الحالية يخضع لاجتهادات تتناول ثلاثة تواريخ هي 11 و18 و27 آذار الجاري.

الحوار "العوني – القواتي"
على صعيد الحوار "العوني – القواتي"، أحرز تقدم بارز امس بين الفريقين في اتجاه انجاز "اعلان النيات" أكده رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديثه مساء الى برنامج "بموضوعية" في محطة "ام تي في". وعلمت "النهار" ان العماد عون التقى امس في الرابية مدة ساعة ونصف ساعة امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات" ملحم رياشي موفداً من جعجع وتسلم منهما ملاحظات "القوات" على "اعلان النيات". ووصفت مصادر المجتمعين نتائج اللقاء بأنها كانت ايجابية وحصل تجاوز للصعوبات والعقبات وثمة شبه انجاز لـ"اعلان النيات". واشارت الى انه تم الاتفاق على خطوات لاحقة وكثيفة مما يتيح الانتقال الى المرحلة الثانية من التفاوض التي سيكون "طبقها الرئيسي الملف الرئاسي الذي اصبح قيد التحضير".

واعتبر جعجع في حديثه التلفزيوني، الذي برز فيه حرصه على نبرة مرنة حيال عون، ان "هناك قراراً ايرانياً بتعطيل الاستحقاق الرئاسي واننا نحاور العماد عون ليس لان ايران ترتاح اليه كرئيس بل لأن عون هو الوحيد القادر على تخليص الانتخابات والذي له قدرة على تغيير الصورة، واذا اتخذ قراراً جديداً سيتوقف الفيتو الايراني". وبعدما أكد ان "نقطة الانطلاق في البحث هي وقف التعطيل" أشار الى انه منذ اللحظة الاولى "أعلنت أنني لا أتمسك بالترشح ولا شيء يمنعني من فتح الباب لعون كما يمكن ان افتحه للرئيس امين الجميّل". لكنه شدد في المقابل على ان هذا الامر هو الذي أملى الحوار، مشيراً الى انه "لا يمكن ان يقبل بما قاله عون عن ان القرار 1559 ملتبس ومشبوه وان القوي يقاتل خارج بيئته، فنحن في محور الدولة وليس في محور المقاومة، واننا نتحاور لاننا ننطلق من منطلقات مختلفة". ولاحظ انه وعون ينطلقان من نية لاستكمال الحوار.
 

بداية المحكمة عرضت تسجيلاً لآخر لقاء مع غزالي الحريري: سأخوض الانتخابات والأكثرية تقررّ رئيس الحكومة

كلوديت سركيس
في اليوم الثاني من افادة النائب غازي يوسف شاهداً أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، عرضت مقتطفات صوتية مسجلة من اجتماع ثلاثي في قصر قريطم في التاسع من كانون الثاني 2005، ضم الرئيس رفيق الحريري ورئيس جهاز الأمن السوري في لبنان سابقاً رستم غزالي وصاحب جريدة "الديار" شارل أيوب، تركز الحديث فيها على قانون الانتخاب النيابي لعام 2005 واتفاق الطائف.
 
ولجهة مشروع هذا القانون، قال يوسف خلال الجلسة بناء على اسئلة ممثل الادعاء غرايم كامرون ان "الحريري حاول تعديله، ولم يجد في تدخله جدوى. وكان اكثر اجحافاً في حقه، وخصوصاً في الدائرة الثانية في بيروت التي صممت خصيصاً ليخسر فيها، لكونها مختلطة وارقام الناخبين فيها متقاربة بين السنة والشيعة".
وتابع كامرون سؤال الشاهد الذي قال إن زيارات الحريري للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تكثفت وتيرتها بعد محاولة اغتيال النائب مروان حماده "ليطمئن قلبه الى مستقبل البلد، وجلب حزب الله الى ذلك. ولم أكن أعلم فحوى أحاديثهما، وكانت المرحلة انتخابية، والكل يعلم ان السيارة التي استهدفت حماده خرجت من الضاحية الجنوبية المضبوطة من الحزب". وذكر الشاهد انه التقى نصرالله مرة واحدة بطلب من الحريري اثناء طرح اسمه وزيراً للخارجية، ووضع فيتو عليه لتباين منطق كل منهما"، وفي تحليلي ان المتكلم في تلك المرحلة في المحافل الدولية كان يجب أن يكون أقرب الى منطق الحزب وسوريا وايران".
وذكر الشاهد "أن علاقة الحزب بسوريا بعد انسحابها من لبنان لم تتغير، بل اصبحت وثيقة أكثر وحميمة وقريبة جداً"، مضيفاً "أن مصدر سلاحه من طريق سوريا وبتمويل ايران وسوريا ربما"، ومتحدثاً عن "تعاون وتكامل بين أمن الحزب والمخابرات السورية التي كانت موجودة في كل مكان، بما فيها الضاحية بين عامي 2004 و2005".
ورداً على سؤال قال يوسف: "لم نكن نعلم بأي شيء يحصل في الضاحية، وان السيارة التي استهدفت حماده خرجت من كاراج الخنسا فيها، ولم نر أي تحقيق يتصل بهذه الواقعة. وان الحريري توقف عن دعوة النواب "الودائع" الى اجتماع تكتله قبل شهرين من اغتياله".
وبعدما اشار الى مقابلته غزالي ثلاث مرات، آخرها عندما تسلم مركزه في لبنان مهنئاً، عرضت مقتطفات من تسجيلات صوتية للاجتماع في قريطم والذي استمر ساعتين وربع ساعة. وقال راي إنها "غير واضحة كلياً". واستحصلت عليها لجنة التحقيق الدولية من اللواء وسام الحسن، وقد جرى الحديث عن التمديد للرئيس لحود وقانون الانتخاب. وقال الحريري فيها: "لا بد أن يكون مطابقاً لما جاء في الطائف". واضاف لغزالي: "عليكم الطلب من الحكومة احالة محاولة اغتيال حماده على المجلس العدلي". وعند انتهاء الزيارة قال غزالي للحريري "انشا الله منكمل المشوار نحنا وياك وأبو تيمور".
وسأل كامرون الشاهد في ضوئها عن نبرة الحريري فأجاب: "انها رسمية جداً في اول التسجيلات، وتدل على نوع من الريبة مما قد يتضمنه الاجتماع من مواقف. وفي نهايته نسمع الحريري في كلام يدل على ثقة بالموقف وارتياح، اذ أوصل ما يريد إيصاله". ورد تغيّر نبرة الحريري بعد مقدمة الوسيط أيوب الذي حاول تقريب وجهات النظر، الى مشكلة عدم ثقة بين الحريري وسوريا. ودعا الى طي تلك المرحلة. واشار غزالي الى انه لا يمكن حكم لبنان ضد سوريا، فأجابه الحريري بصرامة: "نعم، ولكن من يحكم لبنان يجب أن توفر له القدرة على ذلك". وارتاح الحريري بعدما أرسى القرار الصريح الذي لم يكن "أبو عبدو" (غزالي) ينتظره. ودافع عن موقفه من خلال دستور الطائف مؤكداً انه سيقبل بتقسيمات القضاء التي ترضي المسيحيين ولن يستعمل فزاعة لهم". وقال لـ"ابو عبدو": "سأخوض الانتخابات، ولا رغبة لي اليوم في أن أكون رئيس حكومة، وبعدها تقرر الأكثرية من سيكون رئيس الحكومة".