التاريخ: آذار ١٢, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
قادة «الحراك» في قصر هادي وإحباط هجوم انتحاري في عدن
استجاب وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المستقيلة اللواء محمود الصبيحي، ضغوطاً أميركية، ووافق أمس على لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي في القصر الرئاسي في عدن، بعدما فشلت محاولات الأخير إقناع الوزير بمغادرة مسقط رأسه في محافظة لحج. وكان وصل إليها السبت الماضي بعدما فرّ من صنعاء حيث كلّفه الحوثيون تصريف أعمال وزارة الدفاع ورئاسة اللجنة الأمنية العليا.

والتقى هادي وفداً من فصائل «الحراك الجنوبي»، وشدد على أن «مخرجات الحوار الوطني كانت منصفة للقضية الجنوبية». وجدّد دعوته إلى بناء «دولة اتحادية قائمة على التوزيع العادل للسلطة والثروة».

وأُحبط هجوم انتحاري في عدن، فيما حضّت اللجنة الأمنية العليا التابعة للحوثيين قوى الأمن والجيش على التزام الحياد بين الأطراف السياسية، وحظّرت «استخدام السلاح أو التهديد به بين وحدات القوات المسلحة».

في الوقت ذاته، أكدت مصادر أمنية لـ «الحياة» وجود انشقاق محدود في معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن الذي تمرد قائده العميد عبدالحافظ السقاف قبل أيام على قرار هادي إقالته، في حين أحبطت أجهزة الأمن هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة كان يستهدف مركزاً للشرطة في حي التواهي في المدينة.

وأقالت جماعة الحوثيين مدير الشرطة في محافظة ذمار وعيّنت ضابطاً موالياً لها، كما فرضت إعادة ضابط لتولي مهمات الإمداد والتموين في شرطة محافظة أبين (مسقط رأس هادي) كان وزير الداخلية السابق أقاله.

وطالبت أحزاب «اللقاء المشترك» الجماعة بإطلاق المعتقلين السياسيين والكف عن قمع الحريات ورفع الإقامة الجبرية المفروضة في صنعاء على رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح وعدد من وزرائه.

إلى ذلك، قالت مصادر قريبة من وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة لـ «الحياة»، إنه وافق على مغادرة منزله في محافظة لحج والذهاب إلى القصر الرئاسي في عدن حيث قابل أمس هادي، إثر ضغوط من السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، بعدما رفض الصبيحي محاولات الرئيس لإقناعه بمقابلته والعودة إلى منصبه. وظهر الصبيحي خلال اللقاء الذي جمعه بهادي والسفير الأميركي من دون بزته العسكرية.

ويسعى الرئيس اليمني إلى الاستعانة بالصبيحي للسيطرة على قوات الجيش والأمن، بخاصة بعد استمرار التمرد في معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن على هادي، ورفض قائدها قراراً بإقالته وتهديده باجتياح المدينة والسيطرة على القصر الرئاسي.

وفي هذا السياق أكدت مصادر أمنية لـ «الحياة» أن 200 جندي انشقوا عن قائد التمرد وفضّلوا مغادرة المعسكر الذي يضم حوالى 4 آلاف جندي. ولفتت إلى أن غالبية المنشقين من المناطق الجنوبية، وتدين بالولاء لشقيق هادي، ناصر منصور، وكيل جهاز الأمن السياسي (المخابرات).

وكان مسلحان يُعتقد بأنهما من تنظيم «القاعدة» اغتالا الثلثاء العقيد في الاستخبارات جمال أحمد هادي أمام منزله في عدن، كما هاجم مسلحو التنظيم مكتباً للبريد في مدينة الحوطة مركز محافظة لحج المجاورة، وقتلوا ثلاثة جنود.