التاريخ: آذار ١١, ٢٠١٥
المصدر: جريدة الحياة
صالح يتوعد هادي بمصير قادة الانفصال وطهران تفضّل استقالته وتنذره بـ «عواقب»
عاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بقوة إلى واجهة الأحداث في بلاده، وتوعّد الرئيس عبد ربه منصور هادي، قارعاً طبول الحرب ضد «الهاربين إلى عدن». وهدد علي صالح هادي بمصير مشابه لمصير القيادات الجنوبية التي فرّت إلى الخارج، عقب فشل محاولتها الانفصال عن الشمال صيف 1994.

في غضون ذلك، (أ ف ب) حذرت إيران من «تفكك» اليمن، منتقدة إقامة هادي في عدن بعد إفلاته من قبضة الحوثيين في صنعاء.

ونقلت وكالة «إسنا» عن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قوله أن «صنعاء هي العاصمة الرسمية والتاريخية لليمن، وهؤلاء الذين في عدن ممن يؤيدون تفكيك البلاد أو الحرب الأهلية سيتحملون عواقب ذلك».

وأضاف: «كان الأجدى بالرئيس المستقيل البقاء في صنعاء والبقاء على الاستقالة لئلا يدخل البلد في أزمة». وأكد أن إيران «تدعم وحدة اليمن واستقلاله والحوار الوطني الموسع». وانتقد «استخدام الإرهابيين» هناك، مشيراً إلى «معلومات حول انتقال قوة من داعش إلى بعض مناطق جنوب اليمن».

وأخفق هادي أمس في عقد اجتماع مصغر لأعضاء الحكومة الذين أفلتوا من قبضة الحوثيين في صنعاء، كما خيَّب أمله وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمود الصبيحي الذي رفض الحضور إلى عدن، مفضلاً البقاء في منزله بمسقط رأسه في محافظة لحج المجاورة بعد نجاحه في الفرار من العاصمة، وسط أنباء عن نيته البقاء على الحياد في أزمة الصراع بين هادي وجماعة الحوثيين وحليفهم علي صالح الذي شهدت صنعاء أمس مسيرة تأييد لترشيح نجله أحمد للرئاسة.

واستقبل هادي أمس السفير السعودي في عدن محمد سعيد آل جابر، كما التقى وفداً من المؤيدين له من أبناء محافظة تعز، بالتزامن مع مغادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر صنعاء إلى الرياض، للتشاور مع المسؤولين الخليجيين الذي وافقوا على طلب هادي نقل الحوار بين الفرقاء اليمنيين إلى مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

قلق من مواجهات

في الوقت ذاته، تخيِّم نذر مواجهات في مدينة عدن، في ظل استمرار رفض قائد معسكر القوات الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف قرار هادي إقالته، ونشره قواته في محيط المعسكر وحول مطار عدن، تحسباً لأي هجوم تشنّه ميليشيا «اللجان الشعبية» الموالية لهادي.

وكان الرئيس السابق لوّح ليل الاثنين في خطاب له أمام وفد شبابي من محافظة تعز بقرب عودته إلى السلطة، معبّراً عن رفضه نقل العاصمة إلى عدن ومعتبراً ذلك أمراً يقرره البرلمان. وشن هجوماً عنيفاً على هادي محذّراً من وصفهم بـ «المهرولين إلى عدن» من «مصير مشابه لمصير القيادات الجنوبية التي فرت في 1994من ثلاثة منافذ آمنة» حددها لهم. وأنذر هادي ضمناً بأنه سيجبره على الفرار هذه المرة بحراً إلى جيبوتي. وقال علي صالح: «سأطل قريباً لأخاطب الشعب وأطلعه على الحقائق، وأكشف له الملفات».

وفي حين وصف مراقبون خطاب علي صالح بأنه «خطاب حرب»، عاود الرئيس السابق نشاطه في صنعاء، وعقد اجتماعاً لرؤساء فروع حزبه (المؤتمر الشعبي) في المحافظات، شدد خلاله على أن «أي مس بأمن اليمن واستقراره ووحدته ستكون له انعكاسات سلبية ليس على اليمن فحسب، بل على مستوى دول المنطقة والسلم الدولي». لكنه أشاد بدعم دول الجوار اليمن، وخصّ بالذكر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.