التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٤
المصدر: جريدة الحياة
دعوات لغارات على «داعش» في سورية
واشنطن - جويس كرم < لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب 
ظهرت دعوات أميركية وأوروبية أمس بوجوب توسيع الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من العراق إلى سورية لإلحاق «هزيمة» بهذا التنظيم ورفع الغطاء الجوي عنه، في وقت استبعد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التعاون مع نظام الأسد في التصدي لـ «داعش». وأرسلت «جبهة النصرة» تعزيزات لدعم «الجيش الحر» في حلب.

وكان رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي، فتح الباب أمام توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية، أو على الأقل في المنطقة الحدودية السورية- العراقية. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاغ هاغل في مؤتمر صحافي مع ديمبسي في واشنطن، إن «تهديد داعش يزيد تهديد جميع المجموعات الإرهابية الأخرى اليوم، وهذه تتجاوز كل ما بإمكاننا معرفته. يجب أن نكون مستعدين لكل شيء»، بالتزامن مع حديث مسؤولين أميركيين عن وجود 12 ألف مقاتل اجنبي في صفوف المتشددين في سورية، بينهم مئة أميركي.

من جهته، قال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز أمس، إن قتال «داعش» لا يمكن أن يؤتي ثماره إلا إذا امتدت مواجهة الجهاديين إلى سورية بجانب العراق، وأضاف للصحافيين في لاهاي: «كل من يدعو حالياً لاتخاذ مسار أكثر حزماً ضد الدولة الإسلامية في العراق يجب أن يدرك أنه سينجح فقط إذا كان مستعداً للقتال ضد هذا التنظيم في سورية أيضاً». ودعا تيمرمانز إلى تقديم المزيد من الدعم الغربي للأكراد في العراق والجماعات المقاتلة الأكثر اعتدالاً نسبياً في سورية التي تسعى للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

وفي لندن، ظهر جدل إزاء إمكانية التعاون مع نظام الأسد في مواجهة «داعش». وقال وزير الخارجية لـ «هيئة الاذاعة البريطانية» أمس: «لا أعتقد أن فتح حوار مع نظام الأسد يمكن أن يحقق تقدماً في القضية التي ندافع عنها» في المنطقة. واعتبر هاموند أن إقامة تحالف مع النظام «لن يكون أمراً عملياً أو حكيماً أو مجدياً». وكان وزير الخارجية الأسبق مالكولم ريفكيند قال: «أولى الأمور التي نتعلمها في الشرق الأوسط هي أن عدو عدوي ليس صديقي. نستطيع جيداً ملاحظة أننا (النظام السوري والغرب) نواجه عدواً مشتركاً. لكن ذلك لا يجعلنا أصدقاء ولا يسمح لنا بأن نثق بهم وبأن نعمل معهم».

ميدانياً، ارتفع إلى 70 عدد قتلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في معارك السيطرة على مطار الطبقة العسكري في شمال شرقي سورية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

في وسط البلاد، قال «المرصد» إن «جبهة النصرة» أرسلت أمس «تعزيزات عسكرية من عتاد ومقاتلين إلى منطقة حلفايا في حماة التي تشتبك فيها مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وكانت أرسلت خلال اليومين الماضيين رتلين من محافظة حلب إلى ريف حماة. وفي جنوب البلاد، قتل 5 أطفال بينهم 4 من عائلة واحدة ببراميل متفجرة ألقتها طائرات مروحية على ريف درعا.

الى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إدراج كل من السعودي عبد المحسن عبدالله إبراهيم الشريخ والكويتي حامد حمد حامد العلي على اللائحة المخصصة للإرهاب. وقالت إن الأول «قيادي في جبهة النصرة ويسهِّل تحركات القاعدة في سورية». واتهمت العلي بجمع عشرات آلاف الدولارات لمساعدة «النصرة في شراء أسلحة وقاد شبكة تمويل في الكويت».

واشنطن تلوّح بتوسيع ضرب «داعش» الى سورية

فتح رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي مارتن ديمبسي الباب أمام توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية او على الأقل في المنطقة الحدودية السورية - العراقية، معتبراً ان القضاء على مقاتلي التنظيم يتطلب «مهاجمتهم في سورية وليس في العراق فقط».

وأقرت الولايات المتحدة الخميس بأن تنظيم «الدولة الاسلامية» هو اخطر «مجموعة ارهابية» واجهتها خلال السنوات الاخيرة، وحذرت من ان الشرق الاوسط يواجه «معركة طويلة الامد» لإلحاق الهزيمة بها، ولا يجب الاكتفاء بمحاربتها في العراق بل في سورية ايضاً.

وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» ان واشنطن «منفتحة على فكرة الانخراط مع الإيرانيين كما باقي اللاعبين الإقليميين حول داعش»، رغم انه أكد ان «ليس هناك تبادل استخباراتي أو تنسيق خطوات عسكرية بين الجانبين».

وقال وزير الدفاع الاميركي تشاغ هاغل في مؤتمر صحافي مع ديمبسي في واشنطن بعد يومين من بث شريط فيديو يؤكد قتل «داعش» لصحافي الأميركي جايمس فولي أول من أمس، ان «تهديد داعش يزيد جميع المجموعات الإرهابية الاخرى اليوم وهذه تتجاوز كل ما بامكاننا معرفته. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء». وتابع ان «داعش يتخطى بعيداً أي مجموعة ارهابية. فهو يجمع بين الايديولوجية وتطور الخبرة العسكرية التكتيكية والاستراتيجية كما انه يتلقى تمويلاً جيداً».

من جهته، قال ديمبسي انه اذا كان باستطاعة «الدولة الاسلامية» إقامة «الخلافة»، فإن «الشرق الاوسط سيشهد تغييراً جذرياً من شأنه ان يسفر عن اوضاع امنية تهددنا بطرق عدة». وأكد ان الغارات التسعين التي شنّها الطيران الاميركي في العراق منذ الثامن من الشهر الحالي أدت الى «وقف اندفاعة» مقاتلي التنظيم المتطرف.

وفي أول إشارة الى إمكان توجيه ضربات أميركية لـ «داعش» في سورية، قال انه «بالامكان السيطرة عليهم ومن ثم إلحاق الهزيمة بهم». لكن للقضاء عليهم «تجب مهاجمتهم في سورية» وليس في العراق فقط. وأوضح انه يجب «الهجوم على جانبي الحدود (بين العراق وسورية) التي لم تعد موجودة. سيكون هذا ممكناً لدى تشكيل تحالف قادر على الانتصار على الدولة الاسلامية».

وقالت مساعدة الناطقة باسم الخارجية ماري هارف: «نعتقد ان هناك حوالى 12 الف مقاتل اجنبي من خمسين بلداً على الاقل، بينهم عدد صغير من الاميركيين، توجهوا الى سورية منذ بدء النزاع» في آذار (مارس) 2011.

وعن احتمال التعاون مع إيران لمحاربة «داعش»، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية ان واشنطن «منفتحة على الانخراط مع الإيرانيين كما نحن منخرطون مع باقي اللاعبين الإقليميين حول تهديد داعش في العراق».

وكان هذا الملف حاضراً على طاولة اجتماع أميركي - إيراني في فيينا في 17 حزيران (يونيو) الماضي على هامش الاجتماعات النووية بين طهران والدول الخمس زائد واحد. وقال المسؤول ان أميركا «قامت باستشارات في الماضي مع ايران حول أفغانستان وهذا الامر ليس سابقة، إنما لا ننسق أي خطوات عسكرية أو تبادل استخباراتي مع ايران».