التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٤
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
الأمم المتحدة تندّد بـ"الشلل الدولي" وتبايُن أوروبي حيال التعامل مع الأسد ضد "الدولة الإسلامية"
70 قتيلاً من "الدولة الإسلامية" في معركة الطبقة
مع تزايد الضغوط للتحرك ضد "الدولة الاسلامية" التي قطعت رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، استبعد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس حواراً مع الرئيس السوري بشار الأسد في المعركة ضد التنظيم، مع دعوة رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني السير مالكولم ريفكايند واشنطن وحلفاءها الى الاستعداد للعمل مع نظام الرئيس السوري كي يكون هناك أمل في هزيمة التنظيم المتشدد.

ونقلت صحيفة "الفايننشال تايمس" البريطانية عن السير ريفكايند إن "القتل المروع للصحافي الأميركي جيمس فولي هذا الأسبوع أبرز الحاجة الى التحرك ضد الجماعة الجهادية المتشددة التي صعد نفوذها في الشرق الأوسط حتى الآن من دون ردعها عموماً". وأضاف أنه يجب القضاء على "الدولة الاسلامية" و"علينا ألا نشعر بأي اشمئزاز في القيام بهذا الأمر وأحيانا نضطر إلى تطوير علاقات مع أشخاص سيئين من أجل التخلص من أشخاص أكثر سوءا"، في إشارة إلى العمل مع الاسد.

هاموند
الا أن وزير الخارجية البريطاني رد بأن السبيل الوحيد للتعامل مع التهديد هو من خلال العمل مع الحكومة العراقية التي لديها قوات على الأرض، وإن الحوار مع الأسد لن يفيد القضية. وأبلغ هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" انه "ربما كنا نرى جيدا أننا في بعض المناسبات نحارب الأشخاص أنفسهم، كما يفعل، لكن هذا لا يجعلنا حلفاءه ... مجرد التفكير لن يكون عمليا أو منطقيا أو مفيدا للسير في هذا الطريق".

وقد أبدت كل من ألمانيا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة حتى الآن استعدادها لارسال اسلحة لتعزيز قدرات القوات الكردية في مواجهة "الدولة الاسلامية" في شمال العراق، بينما شنت الولايات المتحدة عدداً من الغارات الجوية على مواقع لـ"الدولة الإسلامية" هناك.
لكن أي خطوة لاستهداف التنظيم في سوريا لم تتخذ حتى الان.

ورأى وزير الخارجية الهولندي فنس تيمرمانس أن قتال المتشددين في العراق لا يمكن أن يؤتى ثماره إلا إذا امتدت مواجهتهم إلى سوريا. وقال: "كل من يدعو حاليا الى اتخاذ مسار أكثر حزما ضد الدولة الإسلامية في العراق يجب أن يدرك أنه سينجح فقط إذا كان مستعدا للقتال ضد هذا التنظيم في سوريا أيضا... إذا لم نفعل ذلك، لن يكون لأي تحرك أية فائدة لأن (التنظيم) سينتقل ببساطة إلى سوريا. لن تدوم الحلول في العراق إذا لم نجد حلا لسوريا". ودعا إلى تقديم المزيد من الدعم الغربي للأكراد والجماعات المقاتلة الأكثر اعتدالا نسبياً في سوريا التي تسعى الى اطاحة نظام الأسد.

الأمم المتحدة تندّد بـ"الشلل الدولي" حيال سوريا 70 قتيلاً من "الدولة الإسلامية" في معركة الطبقة

نددت الامم المتحدة بعجز المجتمع الدولي عن وضع حد للحرب المدمرة في سوريا والتي قالت إن عدد ضحاياها تجاوز 191 الفاً، أي أكثر من ضعفي ما كان قبل سنة.

وصدر هذا الموقف وقت يتنامى نفوذ تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف الذي يخوض معارك على جبهتين، احداهما ضد قوات النظام التي يهاجم آخر معاقلها في محافظة الرقة، والثانية ضد مجموعات المعارضة المسلحة. ووثقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان مقتل 191369 شخصاً في سوريا بين منتصف اذار 2011 ونهاية نيسان 2014 "أي أكثر من ضعفي" عدد الضحايا قبل سنة عندما سجّل 93 ألف قتيل.
وصرح الناطق باسمها روبرت كولفيل بأنه" رقم مخيف. لكن احداً لم يعد يعر الامر اهتماماً". وتحدث لدى تقديم تقرير جديد للامم المتحدة عن ضحايا النزاع في سوريا، عن "سقوط ما بين خمسة وستة آلاف قتيل كل شهر"، اي نحو 180 قتيلاً يومياً، وقت لا يظهر أي افق لحل الازمة التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. وكان" المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له اعلن الخميس توثيق مقتل 180215 شخصاً.
ويأتي تقرير الامم المتحدة غداة الذكرى الاولى للهجوم بأسلحة كيميائية على ريف دمشق الذي أوقع مئات القتلى واتهمت الدول الغربية النظام بالوقوف وراءه.
وأبدت المفوضة السامية نافي بيلاي في بيان "الاسف، لانه نظراً الى نشوب نزاعات مسلحة عدة في هذه الفترة التي تشهد زعزعة للاستقرار في العالم، لم تعد الحرب في سوريا وآثارها المدمرة على ملايين المدنيين، تحظى باهتمام المجتمع الدولي"، معتبرة أنه "من المشين ألا يثير الوضع الصعب الذي يعانيه الجرحى والنازحون والمعتقلون وعائلات القتلى والمفقودين اهتماماً أكبر"، واصفة ذلك بأنه "عار". وناشدت حكومات العالم "اتخاذ خطوات جدية لوقف القتال والجرائم"، مبدية أسفها لاستمرار حصول "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية" من دون محاسبة، وبعدم تمكن مجلس الامن من رفعها الى المحكمة الجنائية الدولية.

معركة الطبقة
الى ذلك، أفاد المرصد السوري أن 70 مقاتلاً على الاقل من تنظيم "الدولة الاسلامية" قتلوا منذ الاربعاء في معارك عنيفة ضد القوات النظامية في محافظة الرقة. وتدور المعارك في محيط مطار الطبقة العسكري، آخر معقل للنظام في المحافظة الخاضعة كلها تقريبا لسيطرة التنظيم المتطرف.
واشتدت حدة المعارك التي بدأت منتصف آب منذ مساء الثلثاء بعد هجوم عنيف شنه التنظيم في محيط المطار، وتخلله تفجيران انتحاريان فجر الخميس قتل فيهما سبعة من أفراد قوات النظام على الاقل، لكنه لم يتمكن من احراز تقدم على الارض.
وأرسل النظام تعزيزات من الجنود الذين نقلتهم طائرات هليكوبتر وهبطوا في مطار الطبقة.
وفي باريس، أعلن مكتب المدعي العام استجواب فتاتين فرنسيتين يزعم أنهما سعتا الى الانضمام الى الجهاديين في سوريا. ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الاميركية للتلفزيون عن مكتب المدعي العام أن إحدى الفتاتين، (15 و 17 سنة) من تارب في جنوب غرب فرنسا والأخرى من ليون وأوقفتا رهن التحقيق لعلاقتهما بمؤسسة إرهابية .