التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٤
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
واشنطن لن تتقيّد بحدود في ردها على اغتيال فولي
70 قتيلاً في هجوم على مسجد للسنّة
رأى البيت الابيض امس ان قتل تنظيم "الدولة الاسلامية" الصحافي الاميركي جيمس فولي يشكل "هجوما ارهابيا" على الولايات المتحدة، وأعلن ان واشنطن تبحث في خيارات مختلفة للرد على هذه "الجريمة الهمجية".

وصرح مساعد مستشار الامن القومي بن رودس: "حين ترون شخصا يقتل بهذا الشكل الفظيع، فهذا الامر يشكل هجوما ارهابيا على بلادنا"، من غير ان يستبعد احتمال شن غارات في سوريا "اذا اقتضت الضرورة". وأضاف ان الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ اجراءات اضافية ضد مقاتلي "الدولة الاسلامية" وكذلك لحماية المواطنين الاميركيين. ولاحظ ان تنظيم "الدولة الاسلامية" بات أكثر خطورة مما كان قبل ستة أشهر.

وأفاد أن "أي خيار عسكري آخر لم يعرض على الرئيس الاميركي باراك أوباما حتى الآن غير شن الغارات الجوية التي تتم حاليا في العراق"، لكنه لم يستبعد القيام بأعمال عسكرية أخرى هناك.
وخلص الى ان الولايات المتحدة تدرس حاليا الاجراءات اللازمة للتعامل مع تلك التهديدات ولن يتم التقيد بحدود.

وفي العراق، استهدف مسلحون مسجد مصعب بن عمير في قرية ام ويس بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً وجرح العشرات. وتضاربت الروايات عن هوية المهاجمين حيث قال البعض انهم من الميليشيات الشيعية، فيما قال آخرون انهم ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.

وقال النائب السني رعد الدهلكي إن اثنين من السياسيين السنة الأكثر نفوذا في العراق علقا مشاركتهما في المحادثات لتأليف حكومة جديدة بعد الهجوم. وانسحب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري من المحادثات مع الائتلاف الشيعي الرئيسي الى حين إعلان نتائج التحقيق في الهجوم.

في غضون ذلك، شنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى القريبة من الحدود مع ايران.


70 قتيلاً في هجوم على مسجد للسنّة في ديالى وتضارب الروايات عن هوية المهاجمين عملية مشتركة للقوات العراقية والبشمركة لاستعادة بلدتين من "الدولة الإسلامية"


هاجم انتحاري وعدد من المسلحين مسجداً للسنة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد فقتل 70 شخصاً وجرح العشرات، بينما تضاربت الروايات عن هوية المهاجمين اذ قال البعض انهم من الميليشيات الشيعية وقال آخرون إنهم ينتمون الى تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.

أفاد ضابط في الجيش العراقي ان الهجوم استهدف مسجد مصعب بن عمير في قرية ام ويس بمحافظة ديالى، موضحاً ان انتحارياً فجر نفسه قرب مدخل المسجد، ثم دخله مسلحون وشرعوا في اطلاق النار على المصلين.

وقال مسؤولون في القرية ان قوى الامن العراقية وميليشيا شيعية هرعت الى المكان لتعزيز الشرطة الموجودة هناك، لكن مهمتها تعرقلت بسبب انفجار قنابل زرعها المهاجمون مما أتاح لهم الفرار. وقتل اربعة من الميليشيا الشيعية وجرح 13 آخرون.

وتباينت المعلومات عن الجهة التي تقف وراء الهجوم، اذ اتهمت النائبة السنية ناهدة الدايني ميليشيا شيعية تعرضت لهجوم وقامت برد فعل انتقامي من اهالي القرية. لكن ضباطاً في الجيش اكدوا ان "اربعة مسلحين ينتمون الى داعش (الدولة الاسلامية) بينهم انتحاري هاجموا المسجد، انتقاما من سكان القرية الذين رفضوا مبايعتهم".
وصرح ناطق باسم وزارة الداخلية العراقية بان 70 شخصاً قتلوا وان عشرات آخرين اصيبوا بجروح.

ويمثل الهجوم الدموي انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي الذي ينتمي الى الغالبية الشيعية والذي يسعى الى الحصول على دعم من السنة والأكراد لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يهدد بتقطيع أوصال العراق.

وفي مدينة الموصل بشمال العراق، روى شهود أن تنظيم "الدولة الإسلامية" رجم رجلاً حتى الموت. وواقعة الرجم التي حصلت الخميس هي النموذج الاول المعلن لعقوبات "الدولة الإسلامية" في العراق منذ استولت على مساحات واسعة من البلاد في هجوم في حزيران. وسبق للتنظيم المتطرف ان نفذ عمليات رجم مماثلة في سوريا.

على صعيد آخر، شنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى. وتمكن مسلحو "الدولة الاسلامية" من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضتها مع قوات البشمركة مطلع الشهر الجاري.

وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين شيركو ميرويس إن "قوات البشمركة تحركت في محاور عدة باتجاه بلدة جلولاء فجراً"، مشيراً الى انها "تحقق تقدما بشكل مستمر، حيث فرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية".

وأضاف ان "سيطرة البيشمركة على منطقة كوباشي تعني قطع الطريق بين السعدية وجلولاء"، اي ان تحركات مقاتلي "الدولة الاسلامية" باتت "تحت مرمى نيران البشمركة".
وأقر المسؤول الكردي بمقتل عنصرين من البشمركة واصابة تسعة آخرين، فيما "قتل العشرات من عناصر الدولة الاسلامية".
وقتل عشرة من قوات البشمركة عندما هاجم مسلحو "الدولة الاسلامية" في 11 آب الجاري بلدة جلولاء الاستراتيجية التي تقع على مسافة 130 كيلومتراً من الحدود الايرانية.

وتحدث ضابط في الجيش برتبة عقيد عن خوض القوات العراقية "معارك في السعدية حيث وصلت الى اطرافها". وأشار الى ان "العملية تجري بغطاء جوي كثيف، وسبق انطلاق العملية عمليات قصف جوي لمواقع الدولة الاسلامية".
والعملية المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة هي الثانية بعد سد الموصل الذي استعادته من "الدولة الاسلامية" الاحد الماضي. الى ذلك، قتل سبعة من قوات البشمركة بانفجار عبوة ناسفة قرب سد الموصل مساء الخميس.

السيستاني
وفي كربلا ء، دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني الى التحرك لفك الحصار الذي يفرضه مقاتلو "الدولة الاسلامية" على ناحية امرلي التركمانية، على مسافة 75 كيلومتراً جنوب كركوك.
وصمدت هذه البلدة الواقعة على مسافة 160 كيلومتراً شمال بغداد امام محاولات "الدولة الاسلامية" لاحتلالها منذ شهرين، على رغم قطع المياه والطعام وتطويقها من كل المنافذ.

وقال الكربلائي في خطبة الجمعة في صحن الإمام الحسين أمام مئات المصلين ان بلدة "امرلي تعاني من حصار مطبق منذ شهرين ويستبسل أهلها في الدفاع عن مدينتهم، رجال ابطال مع محدودية السلاح والعتاد ونقص شديد في المواد الغذائية".

واضاف: "اننا نناشد الجهات المعنية ان تعمل بجد في فك الحصار عنها وانقاذ اهلها من مخاطر الارهابيين الذين شاهد الجميع ممارساتهم الوحشية والاجرامية بحق المدنيين". في غضون ذلك، قال السيستاني إن الأطراف كافة متفقون على الحاجة الى تأليف ملائم للحكومة الجديدة.

700 ألف نازح
وفي جنيف، أعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان اقليم كردستان العراق يستقبل نحو 700 الف نازح عراقي طردهم مقاتلو "الدولة الاسلامية" من منازلهم.
صرح الناطق باسمها ادريان ادواردز خلال مؤتمر صحافي ان "منطقة كردستان العراق تستقبل حالياً نحو 700 ألف نازح عراقي وصلت غالبيتهم مطلع حزيران الماضي". وكانت المفوضية اعلنت الاربعاء ان عدد النازحين في الاقليم بلغ 600 الف شخص. وأضاف الناطق ان المفوضية لا يمكنها تفسير رقم المئة الف وما اذا كانوا نازحين اضافيين وصلوا حديثاً ام انهم كانوا هناك لكنهم قرروا تسجيل انفسهم لدى المفوضية. واوضح ان تسجيل النازحين سينتهي مطلع ايلول المقبل. وتسكن غالبية النازحين في المدارس والمساجد والكنائس ومبان قيد الانشاء وغيرها.
الى ذلك، تواصل المفوضية عملياتها الانسانية التي بدأت الاربعاء في شمال العراق لمساعدة مئات الآلاف الذين فروا أمام هجمات المتطرفين السنة.