التاريخ: آب ٢٢, ٢٠١٤
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
حصيلة النزاع السوري ترتفع إلى 180 ألف قتيل تراجع المعارك حول مطار الطبقة بعد مقتل 18
ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار 2011 الى اكثر من 180 الف شخص، استنادا الى ارقام جديدة، فيما أسفرت المعارك العنيفة الدائرة منذ يومين في محاولة الجيش السوري صدّ هجوم لتنظيم "الدولة الاسلامية" على مطار الطبقة العسكري، عن سقوط نحو 18 قتيلا من الجانبين قبل ان يعود الهدوء الى محيطه ظهر أمس.
 
جاء في بريد الكتروني لـ"المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقرا له انه وثق مقتل "180215 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 آذار 2011، تاريخ ارتقاء أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ 20 آب 2014".

والقتلى هم 58805 مدنيين، بينهم 9428 طفلا و6036 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و68780 من قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و49699 من مقاتلي المعارضة. ويدرج المرصد بينهم عناصر "الدولة الاسلامية"، الى 2931 قتيلا مجهولي الهوية.

وقال المرصد ان خسائر النظام تتوزع كالآتي: 40438 من افراد الجيش والامن، 25927 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، 561 عنصرا من "حزب الله" و1854 مقاتلا من جنسيات غير سورية وغير "حزب الله".

واعرب عن اعتقاده ان العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية اكثر من ذلك، ولكن يصعب عليه توثيقها بدقة "بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية".
وكان المرصد اشار في حصيلة سابقة في تموز الى ان عدد القتلى تجاوز 170 الفا.

معركة الطبقة
الى ذلك، قال المرصد ان "11 مقاتلا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتي استمرت منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم في محيط مطار الطبقة العسكري".
ووسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي "الدولة الإسلامية" وقوات النظام، فجر انتحاريان نفسهما في عربتين مفخختين في محيط المطار "مما أدى الى مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها".

وشنت القوات النظامية خلال هذه المعارك التي تحاول فيها صد هجوم التنظيم على مطار الطبقة العسكري، معقلها الاخير في المحافظة، غارات جوية في محيط المطار ومناطق تمركز تنظيم "الدولة الاسلامية" وقصفها بالبراميل المتفجرة والمدفعية وبثلاثة صواريخ "سكود". الا أن "الهدوء يسود الان (ظهر أمس) في محيط مطار الطبقة العسكري، فيما تسمع أصوات قذائف بين الفينة والأخرى".
ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مجمل محافظة الرقة وعلى اجزاء واسعة شمال سوريا وشرقها، كما يسيطر على مناطق شاسعة من العراق المجاور.
 
إنزال أميركي
وغداة بث تسجيل مصور ظهر فيه متشدد وهو يذبح الصحافي الاميركي جيمس فولي (40 سنة)، كشف مسؤولون أميركيون الاربعاء ان قوات أميركية حاولت انقاذ الصحافي وأميركيين آخرين في مهمة سرية نفذتها في سوريا وتبادلت خلالها النار مع مقاتلي "الدولة الإسلامية"، لكنها اكتشفت أن الرهائن لم تكن في الموقع الذي استهدفته.
واوضح المسؤولون ان المهمة التي أجازها الرئيس باراك أوباما بناء على معلومات للاستخبارات الاميركية، نفذت في وقت سابق من هذا الصيف.
ونفت الحكومة السورية أمس تنفيذ اي عملية كهذه داخل الأراضي السورية، مع العلم أنها لا تسيطر على أجزاء كبيرة تنشط فيها "الدولة الإسلامية".
وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي: "إن الطائرات الأميركية لم يحدث أن هاجمت مواقع للارهابيين داخل سوريا، ولن يحدث إلا إذا كانت بموافقة الحكومة السورية".

ولم يفصح المسؤولون الأميركيون تحديداً عن تاريخ تنفيذ العملية، لكنهم قالوا انها لم تكن في الاسبوعين الاخيرين. واضافوا أن قوات أميركية خاصة وأفرادا آخرين من الجيش تدعمهم طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى، أُنزلوا في المنطقة المستهدفة في سوريا واشتبكوا مع متشددي "الدولة الاسلامية" الذين قتل عدد كبير منهم.
وهذه العملية على ما يبدو هي الاشتباك البري المباشر الاول بين الولايات المتحدة ومتشددي "الدولة الاسلامية" الذين يعتبرهم أوباما تهديدا متناميا في الشرق الاوسط.
ومن الرهائن الذين استهدفت العملية انقاذهم ستيفن سوتلوف الصحافي الاميركي الذي هُدد بالذبح في التسجيل نفسه الذي صور إعدام فولي.
 
هولاند
وفي سان بيار (فرنسا)، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بان حكومته سلمت قبل اشهرمقاتلين في المعارضة السورية اسلحة، بعدما "حوصر" هؤلاء بين القوات النظامية ومقاتلي "الدولة الاسلامية".

وقال خلال زيارة لجزيرة لا ريونيون ان هذه الاسلحة سلمت "قبل اشهر عندما كان مقاتلون للمعارضة السورية يواجهون في وقت واحد جيوش الديكتاتور بشار الاسد وممارسات المجموعة الارهابية التي تسمى الدولة الاسلامية... لم يكن في وسعنا ان نترك السوريين الوحيدين الذين يمهدون للديموقراطية... من دون اسلحة".
ولفت هولاند، الذي كان لمح الى هذا الامر في حديث نشرته صحيفة "الموند"، الى انه اتخذ هذا القرار "طبقاً لتعهداته" و"لقواعد الاتحاد الاوروبي"، مؤكدا ان فرنسا سلمت "جزءا من المعدات المسموح بها الى هؤلاء المقاتلين" المعارضين السوريين.