التاريخ: شباط ٢٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة الحياة
سعوديات «يتحايلن» على البيروقراطية بافتتاح متاجر الكترونية

الإثنين, 28 فبراير 2011

الرياض – سحر البندر


تنبهت فتيات سعوديات أخيراً إلى أن الانترنت يمكنها أن تكون «دكانة» صغيرة يروجن من خلالها بضاعتهن ويمارسن البيع من دون أن يسلكن الطريق الرسمية التي تشترط عليهن أموراً كثيرة لمنحنهن تصاريح لمزاولة التجارة يحتاج إنجازها أياماً من المراجعات ومرافقة ولي الأمر وقبل ذلك والاهم، موافقته على أن يفتح لها محلاً لبيع ما ترغب في بيعه من مستلزمات نسائية أو ملابس أطفال أو تحف منزلية وهدايا وشوكولاته.


ويبدو أن اللجوء إلى الانترنت وتحديداً موقع «فايسبوك» – بحسب سيدات مجربات - يأتي أيضاً لكون البيع فيه لا يتطلب إذناً رسمياً ولا يحتاج إلى رأس مال، ولا ينبغي فيه دفع إيجار مرتفع كما يحدث مع المحلات الواقعية، خصوصاً في المدن الكبيرة، وفضلاً عن هذا كله فهو لا يتطلب وجود عمالة تعطل حضورها عادة معاملات الحصول على تأشيرة.
وبعد جولة قصيرة في موقع «فايسبوك» يمكن العثور على عدد كبير من المتصفحين يمارسون شتى أنواع التجارة، وتبرز النساء قي شكل واضح. وتتنوع التجارة من بيع الحلويات وإقامة دورات تدريبية في الماكياج وقص الشعر، إلى بيع التحف المصنوعة يدوياً وفق الطلب، حتى أن «الكليجا» وجدت لها في الموقع مكاناً للبيع.


تقول دلال اليعقوب، التي كانت بداياتها لا تتجاوز طباعة صور وأسماء ذويها على الأساور ومحافظ الأوراق النقدية (الأبواك)، وتجميلها ببعض الإكسسوارات: «بعدما لاقت أعمالي إعجاب أقارب وأصدقاء، وتحول الأمر من مجرد هدايا مجانية داخل محيط العائلة إلى طلبات من خارجها وبمقابل مادي، اقترح زوجي ووالدتي توسيع هذا النشاط وافتتاح متجر الكتروني، لتبدأ بعد ذلك رحلتي الحقيقية مع التجارة، وتلقيت طلبات من دول خليجية وعربية أيضاًً».
مريم الصالح تملك هي أيضاً متجراً الكترونياً لبيع الحلوى التي تصنعها بنفسها، وتقدم على صفحتها صوراً لأنواع هذه الحلوى وأسمائها، أما الأسعار فتحدد بالقطعة الواحدة، وللكميات الكبيرة سعرها الخاص.


وتقول: «زبوناتي عادة من الموظفات في قطاعات حكومية وخاصة ممن لا يملكن الوقت لصناعة حلويات منزلية. ويتم توصيل الطلبات إلى مقر أعمالهن أو بيوتهن وفق الرغبة»، وتضيف: «غالبيتهن تعرفت اليّ من طريق الانترنت، ومن ثم تم تداول أسمي في ما بينهن من سيدة إلى أخرى».
أما أم محمد التي تملك متجراً الكترونياً لبيع المأكولات الشعبية، فغالبية زبائنها من «العزاب» الذين لا يجدون من يطبخ لهم، وتعبت بطونهم من أكل المطاعم، كما أنهم حين يطلبون الأكل من أم محمد يضمنون على الأقل أنه طعام نظيف، ومطبوخ بنكهة سعودية بيتية. وتقول أم محمد: «زبائني من الرياض، وأجهز الاطباق السعودية للعزاب غالباً الذين يسكنون مع بعضهم بعضاً في بيت واحد».
وإن كانت أم محمد في بداياتها لا تقوم بإيصال الطلبات إلى طالبيها، إلا أنها مع مرور الوقت نجحت في توسيع نشاطها. وعن ذلك تقول: «مكنتني عائدات المتجر الإلكتروني من استقدام سائق وشراء سيارة لأتمكن من إيصال الطلبات من دون أن اعرض لنفسي إلى أي مخاطر. وفكرة توصيل الطلبات ساهمت في توسيع مساحة تجارتي وزادت من دخلي».


ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد هذه المواقع ولا الأرباح التي تجنيها، لأنها تعمل خارج الاطر الرسمية، التي تتسم ببطء الإجراءات عادة وكثرة الشروط التي يتطلبها استخراج رخصة مزاولة نشاط تجاري. لكن في المقابل فإن الجهات الرسمية لا تقدم أي نوع من الحماية لمتعاملين مع هذه المواقع في حال تعرضوا للغش أو الخداع، لأن التعامل التجاري بينهم يتم خارج إطار القانون وهو غالباً قائم على نوع من الثقة المتبادلة.