التاريخ: آب ١٨, ٢٠١٤
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
43 غارة جوية سورية على الرقّة ومعارك بين البدو والدروز في السويداء
المعارضة تدقّ ناقوس الخطر وتُطالب الغرب بالتدخل
تحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 39 شخصاً بينهم 31 عنصرا من "الدولة الاسلامية" في 43 غارة جوية لسلاح الجو السوري، في "الاكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة منذ ظهور التنظيم في سوريا ربيع 2013.

ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "النظام السوري يريد ان يظهر للاميركيين انه مثلهم قادر على ضرب الدولة الاسلامية"، في اشارة الى الغارات التي تشنها المقاتلات الاميركية منذ أكثر من أسبوع على التنظيم في شمال العراق.

الى ذلك، أفاد المرصد ان 23 شخصاً قتلوا السبت في معارك بين مقاتلين معارضين ومسلحين من البدو من جهة، واخرين موالين للنظام وسكان قرية داما في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد من جهة أخرى.

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان "المجموعات الارهابية المسلحة اعتدت على اهالي قرية داما في ريف السويداء مما أدى الى استشهاد عدد من المواطنين واصابة آخرين"، مضيفاً ان "أبطال الجيش والقوات المسلحة ومجموعات الدفاع الشعبية والمواطنين الشرفاء تصدوا لهم وأوقعوا في صفوفهم عدداً من القتلى والاصابات".

من جهة أخرى، شن الطيران الحربي والمروحي السوري "عشرات الغارات" على مناطق مختلفة تسيطر عليها المعارضة، خصوصاً في حلب وارياف دمشق وحماه وحمص في الوسط وادلب في الشمال الغربي.


غارات جوية سورية هي "الأكثر كثافة" على مراكز "الدولة الإسلامية" 
المعارضة تدقّ ناقوس الخطر وتُطالب الغرب بالتدخل

سقط 31 مقاتلاً على الاقل من "الدولة الاسلامية" أمس في غارات جوية للطيران الحربي السوري هي "الاكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة.
 
فيما يخوض مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من دول عربية وغربية، معركة مصيرية في حلب، مع تقدم افراد تنظيم "الدولة الاسلامية" على حسابهم في شمال المحافظة قرب الحدود التركية، واقتراب قوات النظام من معاقل لهم في المدينة، أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن" ما لا يقل عن 31 عنصراً وقيادياً من الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح، جراء تنفيذ طائرات النظام 25 غارة جوية على الأقل"، بينها 14 على مدينة الرقة، أحد ابرز معاقل التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الغارات "هي الاكثر كثافة" يشنها سلاح الجو التابع لنظام الرئيس بشار الاسد على مراكز التنظيم، منذ ظهوره في سوريا ربيع 2013.
واستهدفت 14 غارة "مباني القضاء العسكري والرقابة والتفتيش وفرع الامن السياسي" التي يتخذها التنظيم مراكز له في مدينة الرقة، بينما استهدفت 11 غارة مناطق في مدينة الطبقة ومحيطها في ريف الرقة.
وقال المرصد إن الغارات أدت الى جرح "ما لا يقل عن 18 مدنيا".
وأوردت حسابات على الانترنت تابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" في الرقة، صوراً لمنازل مدمرة، مرفقة بعبارة "تدمير عدد من بيوت المسلمين في قصف لنظام الطيران النصيري على ولاية الرقة".
وأضاف أن الطيران الحربي السوري قصف مناطق في محافظة دير الزور التي تسيطر "الدولة الاسلامية" على معظم ارجائها، وبلدات في الريف الشمالي لحلب، وتحديداً اخترين ودابق، التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم الجهادي قبل أيام في معارك مع مقاتلي المعارضة السورية.
وكثف النظام السوري ضرباته للتنظيم الجهادي، منذ شن الاخير قبل نحو شهرين هجوماً كاسحاً أتاح له السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، وتوسيع نطاق سيطرته في سوريا.
ورأى عبد الرحمن ان "النظام السوري يريد ان يظهر للاميركيين انه مثلهم قادر على ضرب الدولة الاسلامية"، في اشارة الى الغارات التي تشنها المقاتلات الاميركية منذ أكثر من اسبوع على مراكز "الدولة الاسلامية" في شمال العراق، لافتاً الى أن "النظام يضرب الدولة الاسلامية في المناطق حيث تتمتع بوجود قوي. أما في المناطق حيث تخوض الدولة الاسلامية معارك مع مقاتلي المعارضة، فلا يتدخل لكي يصبح عدواه ضعيفين"... و"ما ان يتفوق أحدهما على الآخر، يقوم بالقصف".

المعارضة على مفترق
ويسيطر التنظيم الجهادي على نحو شبه كامل على محافظتي دير الزور والرقة، ويتقدم منذ أيام على حساب مقاتلي المعارضة في الريف الشمالي لمحافظة حلب.
ودقت المعارضة ناقوس الخطر، داعية واشنطن بطريقة غير مباشرة، الى شن غارات جوية على التنظيم الجهادي ونظام الرئيس بشار الاسد، على غرار تلك التي يشنها سلاح الجو الاميركي في شمال العراق على التنظيم.

ولاحظ مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية كريم بيطار: انه "أكثر من أي وقت مضى، تجد المعارضة المسلحة نفسها بين فكي كماشة النظام والدولة الاسلامية... ثمة خطر حقيقي حالياً ان تخسر هذه المعارضة سريعاً الاوكسيجين الذي يبقيها على قيد الحياة".
ويواصل التنظيم تقدمه نحو معقلين أساسيين للمعارضين، هما بلدة مارع ومدينة اعزاز، مما يهدد بقطع امداداتهم من تركيا المجاورة.

وأصدر التنظيم بياناً مساء السبت، أعلن فيه عزمه على "تحرير مناطق الريف الشمالي (لحلب) وطرد الصحوات منها"، وهي التسمية التي بات تنظيم "الدولة الاسلامية" يستخدمها للاشارة الى كل التشكيلات المسلحة المناوئة له.

في المقابل، تضيّق القوات النظامية السورية الطوق حول مناطق في شمال حلب وشمال شرقها ، مما يهدد احياء يسيطر عليها المعارضون في المدينة.
ويقول الخبير في شؤون المعارضة المسلحة آرون لوند، إن هذه "تقف على مفترق طرق، وان يكن الوضع في حلب قد يمتد أشهراً اضافية".

وفي رأي العقيد عبد الجبار العكيدي، أحد أبرز قادة مقاتلي المعارضة الذين اطلقوا الهجوم على حلب صيف 2012، ان الوضع "خطير جداً"، ذلك ان خسارة المقاتلين مواقعهم في المحافظة "تعني فقدان الخزان البشري الاساسي" للمعارضة المسلحة.

وحذر سمير نشار، العضو في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" والامانة العامة لـ"اعلان دمشق"، من ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يريد "قطع خطوط الامداد التي تأتي من تركيا الى الثوار ... لتصبح قوى المعارضة معزولة نهائياً عن الخطوط الخلفية أو خطوط الامدادات، وهذا موضوع خطير جدا".

وإزاء هذه التطورات المتسارعة، دعا رئيس الائتلاف هادي البحرة السبت الغرب، وتحديداً واشنطن، الى "تدخل سريع" ضد "الدولة الاسلامية" والنظام، وان "يتعاملوا مع الوضع في سوريا كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين"!