استعادت قوات البشمركة الكردية مدعومة بالطيران الحربي الاميركي، السيطرة امس على سد الموصل العملاق الذي استولى عليه تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل نحو اسبوعين، بينما يشن مقاتلون عشائريون من العرب السنة في الانبار هجوما على مواقع تابعة لمقاتلي التنظيم المتطرف.
وصوّت مجلس الأمن في وقت متقدم الجمعة بالإجماع على قرار بالرقم 2170 بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوضع ستة أفراد تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" على قائمة العقوبات الدولية المفروضة على تنظيم "القاعدة"، والتي تشمل حظر الأسلحة وحظر السفر وتجميد الأموال، فضلاً عن التهديد بعواقب للجهات الداعمة.
وقال المسؤول في اكبر الاحزاب الكردية علي عوني: "تمت استعادة السيطرة بشكل كامل على سد الموصل" مشيرا الى ان المعارك تدور حاليا في منطقة تلكيف. وأكد ضابط في قوات البشمركة ومسؤولون حزبيون آخرون ان قوات البشمركة استعادت السد الذي يزود منطقة نينوى المجاورة الكهرباء فضلا عن ري المزروعات.
واعلنت القيادة المركزية الاميركية ان المقاتلات والقاذفات الاميركية والطائرات من دون طيار شنت 14 غارة امس قرب سد الموصل، بعد تسع غارات أخرى قرب اربيل والموصل السبت. وفي محافظة الانبار يتواصل لليوم الثالث انضمام العشائر السنية الى القوات الامنية للقتال ضد مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية". كاميرون في لندن، حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من خطورة امتداد "الدولة الإسلامية" على سواحل البحر المتوسط. وكتب في مقال نشرته "الصنداي تلغراف" في موقعها الالكتروني ان الغرب متورط في صراع ممتد على مدار اجيال ضد نوع من التطرف الخطير الذي سيجلب الإرهاب إلى شوارع بريطانيا إذا لم يتخذ اجراءات عاجلة لدحره. وأضاف أن العالم لا يمكنه غض الطرف عن مسألة اقامة ما يسمى "دولة خلافة متطرفة" في قلب العراق، لافتا الى أن مقاتليها يسيطرون فعلاً على آلاف الأميال المربعة من الاراضي وإذا لم تتم مواجهة هؤلاء المتطرفين الهمجيين الآن وفورا فإنهم سيؤسسون دولة إرهابية على شواطئ البحر المتوسط. وأضاف أنه سيتعين على بريطانيا استخدام براعتها العسكرية للمساعدة في دحر هذه الجماعة الشديدة الخطورة وإلا فإن الإرهابيين ذوي النيات الإجرامية سيستهدفون الناس في بريطانيا. ورأى أن بريطانيا والغرب في حاجة الى رد أمني صارم على الازمة الراهنة فى العراق لأن العناصر المقاتلة التى تنتمي الى تنظيم "القاعدة" لن يُقضى عليهم ببساطة بالغارات الجوية وحدها، منبها الى مدى تأثير هذه الازمة وتهديدها للامن الاوروبي.
وبالنسبة الى التقارير الواردة عن ان بريطانيا تدرس الانضمام إلى فرنسا والدول الاوروبية الأخرى في تسليح القوات الكردية في العراق لمساعدتهم في قتال قوات "الدولة الاسلامية"، كشف كاميرون انه يدرس ارسال دروع واقية ومعدات متخصصة في مكافحة المتفجرات للاكراد، كما انه سيعين ممثلا لبلاده فى المنطقة لاجراء اتصال مباشر مع الأفراد هناك.
وأعلن أن بريطانيا ستطرح الموضوع على طاولة مناقشات حلف شمال الاطلسي المقرر عقدها في ويلز، كما ستضغط في اتجاه اتخاذ مزيد من الاجراءات في الامم المتحدة لمصلحة حشد دعم المجتمع الدولي للاكراد الذين يقاتلون المتطرفين في شمال العراق.
وكشف ان بريطانيا تبحث في اجراء محادثات رفيعة المستوى مع ايران للتصدي لتهديد مقاتلي "الدولة الاسلامية" فى المنطقة، إذ قال انه يجب العمل المشترك مع بلدان مثل السعودية وقطر والامارات ومصر وتركيا وربما حتى مع ايران ضد هذا "التهديد المشترك". أوباما وفي ادغارتاون بولاية ماساتشوستس الاميركية، قال البيت الابيض في بيان إن الرئيس باراك اوباما أبلغ الكونغرس أنه وافق على غارات جوية اميركية في العراق للمساعدة في استعادة السيطرة على سد الموصل الذي أوضح البيان انه أمر يتفق وهدف أوباما الخاص بحماية المواطنين الأميركيين في العراق. وأضاف ان "تعطل سد الموصل يمكن أن يهدد أرواح عدد كبير من المدنيين ويهدد الافراد الأميركيين والمنشآت - بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد - ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات حيوية للسكان العراقيين... هذه العمليات محدودة في طبيعتها ومدتها ونطاقها وتنفذ بالتعاون مع حكومة العراق وبناء على طلبها"
تفاصيل
أحرز مقاتلو البشمركة الكردية المدعومون بغطاء جوي اميركي تقدماً نحو سد الموصل الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة الاسلامية"، فيما طالب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني المانيا بتزويد الاقليم أسلحة لمقاتلة التنظيم المتطرف. قال ضابط كردي رفيع المستوى، ان "قوات البشمركة تواصل تقدمها في اتجاه سد الموصل الذي سيطرت عليه داعش (الدولة الاسلامية) منذ اسبوع، لكن التقدم يجري ببطء اثر زرع الطرق المؤدية اليه بالعبوات الناسفة".
ويقع السد على نهر دجلة في مدينة الموصل ثانية كبرى مدن العراق، ويمد البلاد بالكهرباء ومياه الري لأراض زراعية شاسعة. وشاهد مراسل أعمدة دخان تتصاعد من احدى المناطق القريبة من السد.
وقال المسؤول في الاقليم كاوة ختاري: "تمكنا من السيطرة على نصف المنطقة الشرقية التي تقع في محيط السد". وأضاف ان "قواتنا تتوجه الى منطقة تلكيف، لكن الطريق الرئيسي مزروع بالعبوات الناسفة، مما يعطل تقدم القوات".
وأعلن الجيش الاميركي ان طائراته شنت السبت تسع غارات قرب اربيل وسد الموصل في محاولة لمساعدة القوات الكردية في استعادة هذا السد، الاكبر في العراق، من أيدي مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف.
وقالت القيادة المركزية الاميركية "سنتكوم" التي تغطي الشرق الاوسط وآسيا الوسطى في بيان إن مقاتلات حربية وطائرات من دون طيار دمرت أو أعطبت أربع ناقلات جند مدرعة وسبع آليات مزودة اسلحة وعربتي همفي وسيارة مصفحة.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية التي تتخذ دبي مقراً لها عن مصدر عسكري كردي "إن قوات البشمركة تمكنت من التقدم تحت الغطاء الجوي الأميركي واستطاعت فرض طوق شبه كامل على منطقة السد، بينما تراجع مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية".
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع في محافظة نينوى إن قوات البشمركة أحرقت منازل القرى العربية التابعة لناحية الكوير شرق الموصل. وكان مصدر محلي في محافظة نينوى أفاد السبت أن قوات البشمركة والأسايش منعت الأسر العربية النازحة من ناحية الكوير من العودة إلى منازلها، فيما سمحت للأسر الكردية بذلك. ويذكر أن نسبة العرب القاطنين في ناحية الكوير تشكل أكثر من 50 في المئة.
وفي محافظة الانبار يتواصل لليوم الثالث انضمام العشائر السنية الى القوات العراقية للقتال ضد جهاديي "الدولة الاسلامية". وتمكنت هذه العشائر التي زاد عددها على 25 عشيرة من استعادة عدد من المناطق التي كانت خارج سلطة الدولة.
الى ذلك، صرح الناطق باسم القوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا بان "القوات الامنية احبطت محاولة ارهابية للتقرب من قضاء حديثة ودمرت ست عربات محملة بالدواعش".
وفي شمال البلاد، قالت منظمات لحقوق الانسان إن الاقليات الدينية ومنها الايزيديون والمسيحيون والشبك والتركمان، لا يزالون تحت تهديد الخطف والموت على ايدي الجهاديين. وكان جهاديو "الدولة الاسلامية" الذين يسيطرون على مناطق واسعة من شمال العراق ارتكبوا "مجزرة" جديدة في قرية كوجو ذات الغالبية الايزيدية .
البارزاني في غضون ذلك، طلب رئيس اقليم كردستان العراق في حديث الى صحيفة "بيلد" الالمانية من حلفائه و"من المانيا أيضاً"، "أسلحة قوية" لمقاتليه الذين يقاتلون جهاديي "الدولة الاسلامية". وقال: "ننتظر أسلحة قوية ليس فقط من الولايات المتحدة بل أيضاً من حلفائنا واصدقائنا الاخرين بما فيهم المانيا". وأضاف: "نواجه منعطفاً في تاريخ الحرب على الارهاب. من يريد حماية أوروبا من الارهاب يجب عليه الان ان يبدأ بالدفاع عن كردستان و(المساعدة) على قتال الدولة الاسلامية".
وسئل وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير في مقابلة مع صحيفة "فيلت ام سونتاغ" عن شحنات أسلحة ألمانية محتملة الى اقليم كردستان، فأجاب: "لا نستبعد أي شيء... نبحث في ما يمكن أن يكون محتملاً ونقدم ما هو ضروري في أسرع وقت ممكن". لكنه حذر من إقامة دولة كردية مستقلة قائلاً إن هذا سيزيد زعزعة استقرار المنطقة.
وزار شتاينماير بغداد والتقى رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي السبت، وقال إن تأليف حكومة جديدة "ربما هو الفرصة الأخيرة لتماسك العراق". كذلك زار شتاينماير اربيل والتقى البارزاني. العبادي في غضون ذلك، أعلن العبادي أنه سيرفض أي مرشح من الكتل السياسية لتولي المناصب الوزارية ما لم يتمتع بالكفاية والنزاهة والخبرة الجيدة، إلى البرنامج الذي سيدير به وزارته. وقال مكتب العبادي في بيان أن رئيس الوزراء المكلف سيعتمد محددات عدة في اختيار الحقائب الوزارية ، كما انه سيوجه دعوة الى الكتل السياسية في هذا الصدد للمساهمة في إنجاح عمل الحكومة المقبلة من خلال ترشيح وزراء يتمتعون بالكفاية. إيران وفي طهران، أشادت إيران بالتطورات السياسية الأخيرة في العراق، مؤكدة دعمها لوحدة هذه الدولة وسيادتها. ورأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن الانتقال السلمي للسلطة في العراق وضع أطراً قانونية متينة وعمل على تطوير العملية الديموقراطية وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى الاستقرار في البلاد. وأشادت بالدور الذي اضطلع به الزعماء الدينيون والشخصيات البارزة والأحزاب السياسية في هذه المرحلة الانتقالية، كما دعت جميع الفصائل العراقية الى أن تضطلع بدور مؤثر وبناء في التعجيل في عملية تأليف الحكومة العراقية.
الى ذلك، أكد الناطق بإسم وزارة الداخلية الإيرانية حسين علي أميري أن الوضع تحت السيطرة الكاملة على حدود إيران، مشيراً إلى أن الإرهابيين الناشطين في العراق بما فيهم تنظيم "الدولة الإسلامية" لايجرؤون على أن يشكلوا تهديداً لإيران. أوستراليا وفي سيدني كشف وزير الهجرة الاوسترالي سكوت موريسون ان بلاده ستستقبل نحو 4400 شخص من الفارين من وجه العنف في العراق وسوريا ، مضيفاً ان الاماكن لهم باتت متوافرة بعد النجاح في وقف قوارب اللاجئين غير الشرعيين.
|