التاريخ: آب ١٧, ٢٠١٤
المصدر: جريدة الحياة
«الائتلاف» يطالب بضربات جوية في سورية وتسليح «الجيش الحر»
مواجهات دامية بين البدو والدروز جنوب سورية
رحب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بقرار مجلس الأمن 2170 ، داعياً إلى اتخاذ إجراءات مماثلة ضد «حزب الله» والميليشيات العراقية. كما حض «الائتلاف» على شن ضربات جوية ضد «داعش» في سورية مدعومة بتقديم السلاح النوعي إلى «الجيش الحر».

وكان مجلس الأمن الدولي أقر بالإجماع قراراً بموجب الفصل السابع يهدف إلى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسورية بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب.

ويشكل القرار أوسع إجراء تتخذه الأمم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سورية والعراق ويرتكبون أعمالاً وحشية.

وينص القرار الذي تقدمت به بريطانيا على إدراج أسماء ستة قياديين إسلاميين متطرفين - من الكويت والسعودية ودول أخرى - على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم «القاعدة»، ما يؤدي إلى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر.

وبين القياديين الستة مسؤولون في تنظيم «القاعدة» قدموا تمويلاً إلى «جبهة النصرة» في سورية وأبو محمد العدناني الناطق باسم «داعش» الذي أصبح اسمه «الدولة الإسلامية».

وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك لايل غرانت إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس برهنت على «وحدة متينة» بتبنيها القرار للتصدي لتهديد «الدولة الإسلامية» و «النصرة». وأردف: «رأينا هول أعمالهم الوحشية، ومحاولاتهم لمحو مجموعات بأكملها على أساس ديانتها أو معتقداتها، والقتل العشوائي والإعدامات غير المشروعة والهمجية، واستهداف المدنيين عمداً ومستوى العنف الجنسي المثير للاشمئزاز، خصوصاً ضد النساء والأطفال».

وصوت كل أعضاء المجلس على القرار بما في ذلك روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد بناء على مخاوف من أن يؤدي سقوطه إلى استيلاء الإسلاميين على الحكم في دمشق.

ويطالب القرار تنظيمَي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» بأن «يضعا حداً لكل أعمال العنف والإرهاب وأن يلقيا السلاح ويحلا نفسيهما فوراً». كما يطلب القرار من كل الدول الأعضاء «اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب» يلتحقون بصفوف «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة».

ويدين المجلس في قراره «أي تعامل تجاري مباشر أو غير مباشر» مع هذين التنظيمين أو الجماعات المرتبطة بهما، مؤكداً أن «هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعماً مالياً» للإرهاب ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.

وبعد التصويت على القرار، أشادت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور بـ «الموقف الصلب والموحد» لمجلس الأمن و «بإرادته لاتخاذ إجراءات جدية» في مواجهة ما وصفته بـ «الجبهة الجديدة للتهديد الإرهابي». وتابعت أن «القصص عن دموية الدولة الإسلامية أشبه بكوابيس». وتحدثت باور عن 12 ألف مقاتل أجنبي يشاركون في القتال في سورية.

ووضع القرار الذي يصف الجهاديين بالتهديد للسلام والأمن الدوليين، تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يفسح في المجال لتعزيز الإجراءات بالقوة العسكرية أو بعقوبات اقتصادية.

لكن نائب سفير روسيا بيتر إيليشيف أكد أن القرار «لا يمكن اعتباره موافقة على عمل عسكري». ويتهم مجلس الأمن الدولي في القرار الجهاديين بسلسلة من الفظائع ويحذر من أنها تشكل جرائم ضد الإنسانية.

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في الماضي بيانات تدين هجوم «الدولة الإسلامية» لكن القرار يشكل الخطوة الأولى على طريق رد أوسع بعد شهرين من استيلاء مقاتلي التنظيم على الموصل كبرى مدن شمال العراق.

وأعلن التنظيم «الخلافة» من شمال سورية إلى شرق العراق في حزيران (يونيو) الماضي.

وأقر السفير البريطاني بأن هذا القرار لا يغير فوراً الوضع على الأرض في العراق وسورية، لكنه سيشكل «إطاراً دولياً» لجهود مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ورحب سفير الحكومة السورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بتبني القرار، مؤكداً أن «سورية تعتبر شريكاً أساسياً في الحرب ضد الإرهاب»، لكن غرانت رد عليه بالقول إن «(الرئيس السوري بشار) الأسد يتحمل بجانب كبير مسؤولية الإرهاب، وبالطبع لا يمثل الحل».

وقال سفير العراق محمد علي الحكيم: «يجب أن تهزم هذه المجموعة»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وطلب الحكيم من الولايات المتحدة «مواصلة وتكثيف» غاراتها الجوية ضد مقاتلي التنظيم.

في المقابل، قال «الائتلاف» في بيان باللغة الإنكليزية إنه «ٍيرحب» بتني القرار 2170. وقال: «على رغم أن قرار اليوم يتيح الخطوة الملموسة الأولى نحو معالجة التهديد من الجماعات المتطرفة، ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، وهناك حاجة إلى استجابة أكثر حزماً لمكافحة التهديد المتزايد لـ «داعش»، في كل من العراق وسورية».

وأشار إلى تعليق ممثل «الائتلاف» في نيويورك نجيب غضبان من أن «الائتلاف يدعو إلى (شن) غارات جوية مستهدفة في سورية. ويجب دعم الضربات في برنامج مكثف من التدريب والتسليح لقوى المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل «داعش» في شكل فعال منذ أكثر من سنة».

وتابع البيان أن «حزب الله والميليشيات العراقية، التي انخرطت أيضاً في أعمال إرهابية ضد الشعب السوري في السنوات الثلاث الماضية، يجب أن تدان، وأن يعاقب مملوها، وندعو مجلس الأمن إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحقيق هذه الغاية»، لافتاً إلى أن «الجيش الحر أثبت أنه يمكن أن يشكل قوة فعالة يمكن الاعتماد عليها قادرة على الوقوف في وجه الإرهاب من «داعش» والجماعات المتطرفة الأخرى، وأن تقديم مساعدة فورية للجيش السوري الحر، بما في ذلك الأسلحة المتطورة، أمر حاسم لمكافحة «داعش» وحماية السكان المدنيين من الأعمال الوحشية الشائنة من هذا التنظيم».

«داعش» يحاصر معقل المعارضة في حلب... ووجهاء عشائر «يبايعون» البغدادي

سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على قرية اخرى في شمال سورية قرب حدود تركيا، مقترباً من معقل «الجبهة الاسلامية» في ريف حلب، في وقت ناشد وجهاء بلدتين في شمال شرقي البلاد زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي «العفو» عن أبناء عشيرة الشعيطات التي انتفضت ضد التنظيم. وسيطر مقاتلو «الجيش الحر» على نقطة اخرى للنظام في وسط البلاد.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان تنظيم «داعش» سيطر امس على قرية مالد قرب بلدة مارع في الريف الشمالي في حلب عقب «اشتباكات مع الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة»، في وقت قصف الطيران الحربي بعد منتصف ليل الجمعة - السبت مناطق قرب قرية مسقان في الريف الشمالي و «استهدف القصف رتلاً للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية كان متهجاً الى بلدة مارع للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومعلومات عن شهداء وجرحى في صفوف المقاتلين».

كما استهدف «داعش» بقذائف مناطق في بلدة مارع المعقل الرئيس لـ «الجبهة الإسلامية» في خضم اشتباكات بين «الدولة الإسلامية» من طرف وبين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية في المحيط الشرقي من بلدة صوران أعزاز وفي محيط قرى الصالحية وحور النهر القريبتين من بلدة مارع في ريف حلب الشمالي الشرقي. ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدتي اخترين ودابق في الريف الشمالي الشرقي لحلب وغارة أخرى على مناطق في مدينة أعزاز في الريف الشمالي التي يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» للسيطرة عليها بعدما انسحب منها في آذار (مارس) الماضي.

وكان تنظيم «داعش» اعدم 8 مقاتلين من «لواء جبهة الاكراد» كان أسرهم خلال سيطرته على بلدة أخترين قبل ثلاثة ايام فيما «لا يزال مصير عشرات الأسرى من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة ولواء جبهة الأكراد مجهولاً حتى الآن»، وفق «المرصد» الذي اشار الى ان التنظيم اعدم في اخترين تسعة مقاتلين ذبحاً، وقام بفصل رؤوسهم عن أجسادهم.

الى ذلك، منع مقاتلو «داعش» تجار اللحوم في مدينة الباب في ريف حلب، التي يسيطر عليها، من استيراد لحوم الدجاج من تركيا بحجة «عدم ذبحها على الطريقة الإسلامية الشرعية»، حيث قام التنظيم بمصادرة سيارات تحمل هذا النوع من اللحوم واقتاد هذه السيارات إلى جهة مجهولة.

في شمال شرقي البلاد، شن الطيران الحربي ثلاث غارات على منطقة في الحي الثاني في الطبقة ومنطقة المرآب في الحي الاول ومناطق أخرى في المدينة التي يسيطر عليها «داعش». كما قصفت قوات النظام أماكن في منطقة مفرق مدينة الطبقة الواقعة على اوتستراد الرقة - حلب الدولي، في وقت استهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» بقذائف مطار الطبقة العسكري آخر معاقل قوات النظام في محافظة الرقة بعد سيطرته على «الفرقة 17» و «اللواء 93».

في دير الزور المجاورة، وصلت إلى «المرصد» نسخة من شريط مصور ظهر فيه 40 من وجهاء بلدتي الكشكية وأبو حمام اللتين يقطنهما مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، يوجهون رسالة ومناشدة إلى زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي، جاء فيها: «نحن أبناء الكشكية وأبو حمام نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمداً عبده ورسوله وأن الدولة الاسلامية حق، وما تدعو إليه حق من تحكيم شرع الله في أرضه، وأن من يحاربها فهو يحارب الله تعالى ورسوله ونعلمكم (...) إننا نبرأ إلى الله تعالى من تلك الزمرة الفاسدة التي حاربت دين الله تعالى وغدرت بجنود الدولة الإسلامية، أولئك السفهاء الذين تبين أنهم أذناب النظام النصيري (في اشارة الى النظام السوري) ومن والاهم، ومن الذين انحرفوا عن المنهج الصحيح، واتبعوا خطوات الشيطان، الذي يريد التفريق والتحريش بين المؤمنين». وناشدوا البغدادي «العفو عن الأبرياء الذين لم يرضوا ولم يشاركوا في قتال الدولة الإسلامية (...) اننا نبرأ من أولئك الرعاع الذين يثيرون الفتن في كل مجالسهم وبخاصة على شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي، اللهم أقم دولة الإسلام وارفع راية الحق وانصرنا على القوم الكافرين».

وكان «داعش» امهل أهالي بلدة الشعفة التي يسيطر عليها التنظيم في الريف الشرقي لدير الزور 12 ساعة لتسليم رجال وشبان من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الشعفة بعد نزوحهم من بلدات أبو حمام والكشكية وغرانيج في الريف الشرقي التي سيطرت عليها «الدولة».

الى ذلك، قال «المرصد»: «لا تزال عائلات موظفي حقل العمر النفطي الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية، مستمرة في إخلاء المدينة العمالية التابعة لحقل العمر النفطي ومغادرة المنطقة، تنفيذاً للإنذار الذي وجههه لهم تنظيم الدولة الإسلامية، بإخلاء المدينة السكنية العمالية في الحقل الواقع بريف دير الزور الشرقي، والذي سيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية. ويأتي هذا الإنذار من تنظيم الدولة، من أجل إسكان عائلات مقاتليه المهاجرين».

في وسط البلاد، قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة خطاب في الريف الشمالي الغربي في حماة ومناطق أخرى في ناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي، في وقت «ارتفع إلى 5 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة، الذين استشهدوا نتيجة قصف واشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حماة بينهم قائد كتيبة مقاتلة»، وفق «المرصد»، وأضاف ان الطيران «شن 10 غارات على مناطق في قرية أرزة التي يسيطر عليها مقاتلو جبهة النصرة وجند الأقصى والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وسط اشتباكات بين الأخير وقوات النظام في محيط حاجز المداجن انتهى بسيطرة المقاتلين على الحاجز». وتابع: «انسحب مقاتلو النصرة وجند الأقصى والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من قرية الشيحة وتلتها نتيجة القصف العنيف من قوات النظام على المنطقتين، إلا أن المقاتلين استعادوا سيطرتهم على التل، وتمركزوا فيه، وتمكنوا من تدمير دبابة، ما أدى الى مقتل خمسة عناصر من طاقمها».

وقالت «سمارت» ان قوات النظام «تكبدت خسائر مادية وبشرية خلال معارك عنيفة في ريف حماة، حيث استهدف الجيش الحر بصاروخ غراد تجمعاً لميليشيا الشبيحة في بلدة معرشحور في الريف الشرقي، ما أوقع عدداً من القتلى. كذلك قتل عدد من عناصر قوات النظام إثر استهداف الجيش الحر دبابةً في بلدة الشيحة بصاروخ تاو. وفجّر مقاتلو «الحر» بعبوة ناسفة، سيارة لقوات النظام قرب بلدة شرعايا، ما أسفر عن مقتل العناصر الموجودين فيها».

مواجهات دامية بين البدو والدروز جنوب سورية

قُتل وجرح 30 شخصاً في صدامات بين مسلحين من البدو وميليشيات موالية للنظام السوري في السويداء معقل الدروز في سورية، في وقت باتت حلب بين «فكي كماشة» بعد تقدم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريفها وقوات النظام في نقاط استراتيجية في المدينة، تحت غطاء جوي وفّره الطيران لـ «داعش» بقصف أرتال المعارضة التي تحاول الدفاع عن معقلها في شمال البلاد قرب حدود تركيا. ودعا رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة أميركا الى «تدخل سريع» ضد «داعش» والنظام.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطيران الحربي شن «غارتين على مناطق في أطراف ومحيط بلدة القرية» في السويداء قرب درعا «مهد الثورة» في الجنوب في وقت قتل «8 أشخاص بينهم مسلحون من قرية داما وجرح 20 آخرون في اشتباكات بين مسلحين من قرية داما ومقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ومسلحين من البدو على أطراف القرية».

وأوضحت «الهيئة السورية للإعلام» أن الاشتباكات جرت «بين مسلحين من البدو وميليشيات اللجان الشعبية الموالية للنظام وأهالي قرية داما في ريف السويداء الغربي». وزادت أن «اثنين من القتلى هم رجال دين من طائفة الموحدين قُتلا خلال التصدي للهجوم، فيما قتل عنصر من ميليشيات اللجان الشعبية. كما جرح ثلاثة عناصر من «اللجان» واثنان من المشايخ، إصابات بعضهم خطرة». وأشارت «الهيئة» الى «تجمع مئات من المشايخ والمدنيين أمام مبنى السرايا الحكومي وسط السويداء مرددين هتافات منددة بالنظام (السوري)». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن «مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين في سورية» دعوتها «أبناء الوطن إلى عدم الانجرار وراء الفتنة وعدم الاستماع إلى مثيريها لأنها أشد من القتل ولا تؤدي إلا للخراب والتدمير وإزهاق الأرواح وتهديم صروح العيش الكريم والوطن».

وجرت مواجهات بين البدو والدروز في العام ألفين. كما حصل توتر بين موالين ومعارضين للنظام في السويداء قبل أسابيع، في حين يتهم معارضون عدداً من الدروز بالمشاركة في قتال المعارضة ضمن ميليشيات موالية للنظام. وتعرضت بلدة جرمانا لقذائف من مقاتلي المعارضة باعتبارها معقلاً للنظام في رد على قصفه قرى الغوطة الشرقية، كان آخرها خلال المواجهات لاستعادة المليحة.

في شمال البلاد، قال نشطاء معارضون إن حلب باتت بيت «فكي كماشة»، ذلك أن «داعش» يواصل تقدمه في الريف الشمالي في وقت تحاول قوات النظام استغلال ذلك للتوسيع في محيط المدينة الصناعية والبريج للوصول الى السجن المركزي، كما «شنت القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، هجوماً عنيفاً استمر حتى فجر (أمس)، باتجاه مخيم حندرات وتلة الكندي الاستراتيجية».

وأوضح «المرصد» أن تنظيم «داعش» سيطر على قرية مالد قرب بلدة مارع معقل «الجبهة الإسلامية» أبرز القوى التي تحارب «داعش»، في وقت قصف الطيران الحربي مناطق قرب قرية مسقان في الريف الشمالي و «استهدف القصف رتلاً للكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية كان متهجاً إلى بلدة مارع للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية»، وفق «المرصد» الذي أضاف أن الطيران شن غارتين على مناطق في بلدتي اخترين ودابق في شمال شرقي حلب وغارة أخرى على مناطق في مدينة أعزاز في الريف الشمالي التي يسعى «داعش» للسيطرة عليها بعدما انسحب منها في آذار (مارس) الماضي.

وقال ناشطون إن الضغط العسكري يتركز الآن على مارع، وإن المعارك تدور على بعد نحو عشرة كلم الى الشرق منها، لافتين إلى أن «داعش» يستخدم مدرعات أميركية الصنع كان استولى عليها من العراق، في معركته ضد المعارضة.

وحذر «الائتلاف» في بيان من تقدم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، معتبراً أن «خطر هذا التنظيم في العراق وسورية كل لا يتجزأ». وإذ رحب بقرار مجلس الأمن 2170، طالب في بيان بشن غارات ضد «داعش» في سورية، داعياً الى «دعم الضربات في برنامج مكثف من التدريب والتسليح لقوى المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل «داعش» في شكل فعال منذ أكثر من سنة». وقال البحرة: «إنني وباسم الإنسانية أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، أن يتعاملوا مع الوضع في سورية كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين، أدعوهم للتدخل بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي (في إشارة إلى «الدولة الإسلامية») والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم».

إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى أن «داعش» أعدم خلال الأسبوعين الماضيين «أكثر من 700 مواطن غالبيتهم العظمى من المدنيين، وتمت الإعدامات في بادية الشعيطات وفي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية، التي يقطنها مواطنون من أبناء الشعيطات، والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين لا يزال مصير مئات المواطنين من أبناء عشيرة الشعيطات مجهولاً حتى اللحظة».