وسط ضغوط اقليمية ودولية، اعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية
ولايته نوري المالكي في خطاب متلفز وجهه الى الشعب العراقي تخليه عن السعي الى ولاية ثالثة في رئاسة
الوزراء ودعمه لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، في خطوة يمكن ان تعجل في دوران عجلة العملية السياسية
في بلد يحقق فيه تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف مكاسب واسعة تهدد العراق والدول
المجاورة.
وحذر المالكي، الذي وجه خطابه ومن حوله أعضاء حزب "الدعوة
الاسلامية" والى يمينه العبادي، من خطر "إرهابي" كبير يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال: "أعلن
امامكم اليوم ولتسهيل سير العملية السياسية ولتشكيل الحكومة الجديدة سحب ترشيحي لصالح الاخ الدكتور حيدر
العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد". واكد ان "التشبث بالحق لا يعني التشبث
بالسلطة".
وفقد المالكي اثر تمسكه بالسلطة، اقرب الحلفاء وخصوصاً الولايات
المتحدة وايران، وينتمي بعضهم الى ائتلافه الحاكم، اثر الضغوط الداخلية والخارجية الرافضة للتجديد له
لولاية ثالثة.
وينتمي العبادي الذي كلفه الرئيس العراقي وحظي بمباركة كل
الاطراف السياسيين من الشيعة والسنة والاكراد، فضلا عن الترحيب الدولي، الى حزب "الدعوة الاسلامية" وهو
ابرز وقبل خطاب المالكي بساعات، جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال مؤتمر صحافي في مارتاس فينيار
بولاية ماساتشوستس حيث يمضي اجازته، دعوته الى تأليف حكومة "جامعة" بعدما اعرب عن تاييده للعبادي الذي
يسعى الى تأليف حكومة جديدة.
واعلن ان الغارات الجوية الاميركية تمكنت من كسر
الحصار المفروض على جبل سنجار بشمال العراق الى حيث لجأ مدنيون، مؤكدا ان الجنود الاميركيين الذين
ارسلوا الى المنطقة في مهمات استطلاعية سيسحبون.
انخفاض أعداد النازحين الإيزيديّين إلى جبل سنجار "الدولة الإسلامية" تسعى
إلى جبهة جديدة مع الأكراد
يستمر نقل المساعدات الانسانية الى اقليم
كردستان في شمال العراق، والذي لجأ اليه آلاف النازحين اثر تقدم مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية"
المتطرف في مناطق متفرقة من شمال البلاد، فيما تواصل قوات اميركية شن غارات جوية، وسط انخفاض عدد
الايزيديين العالقين في جبل سنجار.
قالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون
اللاجئين ان عشرات الآلاف من المدنيين بينهم عدد كبير من افراد الاقلية الايزيدية يطوقهم في جبال سنجار
مقاتلو "الدولة الاسلامية" التي تسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
لكن
الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية الكولونيل بحري جون كيربي قال في بيان ان "هناك عددا اقل بكثير من
الايزيديين في جبل سنجار مما كان يخشى سابقا"، مؤكدا ان هؤلاء يعيشون "في ظروف افضل مما كان يتوقع".
واوضح ان اعداد الايزيديين في جبل سنجار تضاءلت لان الآلاف منهم نجحوا خلال الايام الاخيرة في مغادرة
الجبل تحت جنح الظلام. وأبرز اهمية المساعدات الانسانية والغارات الجوية اليومية التي تشنها القوات
الاميركية على مواقع مسلحي "الدولة الاسلامية"، منذ 8 آب الجاري.
وأضاف ان
النازحين الذين لا يزالون مختبئين في الجبل "يواصلون الحصول على الغذاء والماء" اللذين تلقيهما بالمظلات
طائرات اميركية. ونقلت مساعدات انسانية اميركية وبريطانية خلال الايام الاخيرة الى جبل سنجار، كما ارسلت
فرنسا واوستراليا مساعدات مماثلة.
ولجأ آلاف من النازحين الايزيديين الى دهوك،
احدى مدن اقليم كردستان الرئيسية، فرارا من قراهم في سنجار بعدما واجهوا مواقف مروعة وقتل ابناؤهم وخطفت
نساؤهم.
ونقلت بريطانيا ليل الاربعاء - الخميس مساعدات انسانية الى المدنيين
في شمال العراق منها 48 الف ليتر من الماء والف مصباح يعمل بالطاقة الشمسية ويمكنه شحن الهاتف النقال
والف واق من حرارة الشمس، مع ارتفاع الحرارة الى اكثر من 50 درجة مئوية. ونشرت الصحف
البريطانية ان قوات بريطانية خاصة نشرت في شمال العراق لتقويم وضع اللاجئين في ضوء عملية اميركية محتملة
لاجلائهم. والى المساعدات الانسانية، قررت دول غربية تقديم أسلحة الى القوات الكردية
لمساعدتها في وقف تقدم مسلحي "الدولة الاسلامية".
وأعلنت الحكومة الهولندية في
بيان انها ستدرس المساهمة في تسليح القوات الكردية والعراقية التي تقاتل متشددي "الدولة الاسلامية" في
العراق اذا لم يتحسن الوضع. وقالت: "زادت الولايات المتحدة دعمها العسكري للجيشين العراقي والكردي.
وتتفهم الحكومة وتؤيد الاعتبارات التي لدى شركائها في تسليح الجيش الكردي الاقليمي بمساعدة الحكومة
العراقية".
وأفادت وكالة الانباء الالمانية ان المانيا سترسل اليوم اربع
طائرات "ترانسال" محملة بالمساعدات الانسانية لدعم المقاتلين الاكراد الذين يواجهون مسلحي "الدولة
الاسلامية". واضافت ان اربع طائرات "ترانسال" تابعة للجيش الالماني ستنطلق اليوم وعلى متنها 36 طنا من
الاغذية والمعدات الطبية في اتجاه اربيل عاصمة كردستان العراق. وستسلم المواد لاحقا الى
وكالات اممية لتتولى توزيعها.
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
الغارات الاميركية على "الدولة الاسلامية" في العراق "مهمة جدا"، لكنها قالت ان بلادها لا تعتزم ان تقدم
سوى "مساعدة مادية" للمقاتلين الاكراد. كما دعا الاتحاد الاوروبي الى اجتماع طارئ لوزراء
الخارجية اليوم لاقامة جسر جوي لنقل المساعدات الانسانية الى العراق وتزويد المقاتلين الاكراد
الاسلحة.
محافظ
الانبار الى ذلك، كشف محافظ الأنبار العراقية أحمد خلف الدليمي إنه طلب مساعدة
الولايات المتحدة وضمن الحصول عليها للتصدي لـ"الدولة الإسلامية" لأن معارضي التنظيم قد لا يقدرون على
حرب طويلة.
وقال إن مطالبه التي نقلها خلال عدد من الاجتماعات مع ديبلوماسيين
أميركيين ومع ضابط كبير تضمنت دعما جويا ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الانبار وشمال
البلاد، وإن الأمبركيين وعدوا بمساعدته. وأضاف: "هدفنا الرئيسي هو الاسناد الجوي. التكنولوجيا التي
يمتلكونها ستوفر لنا معلومات استخبارية ومراقبة للصحراء وأمورا أخرى نحن بحاجة إليها". ولفت الى ان
"الموقف في سد حديثة تسيطر عليه القوات المسلحة وأبناء العشائر، لكن المشكلة في طول النفس
والضغط".
حشود لـ"الدولة الاسلامية" وفي محاولة على ما يبدو لتوسيع جبهة القتال مع قوات
البشمركة الكردية، قالت مصادر أمنية ومسؤول محلي إن مقاتلي "الدولة الإسلامية" يحتشدون قرب بلدة قرة تبة
العراقية على مسافة 122 كيلومترا شمال بغداد.
ويشير التحرك حول قرة تبة إلى أن
مقاتلي "الدولة الإسلامية" اكتسبوا مزيدا من الثقة وانهم يسعون الى السيطرة على مزيد من الأراضي القريبة
من العاصمة بعدما أعيق تقدمهم في تلك المنطقة.
وقال أحد المصادر الأمنية:
"تحشد الدولة الإسلامية مقاتليها بالقرب من قرة تبة ويبدو أنهم سيوسعون جبهة قتالهم مع المقاتلين
الأكراد". وتستخدم "الدولة الإسلامية" أنفاقا حفرها نظام صدام حسين في التسعينات من القرن
الماضي لنقل المقاتلين والأسلحة والمؤن سرا من معاقل التنظيم في غرب العراق إلى بلدات جنوب
بغداد.
|