أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقرا له إن تنظيم "الدولة الإسلامية" سحق أحد جيوب المقاومة لسيطرته على شرق سوريا فصلب شخصين وأعدم 23 آخرين خلال الأيام الخمسة الاخيرة. وقال المرصد وسكان في شرق سوريا إن مقاتلين من عشيرة الشعيطات في دير الزور الشرقية حاولوا التصدي لتقدم "الدولة الإسلامية" هذا الشهر، الا أن التنظيم قطع رأسي رجلين من هذه العشيرة الاحد في بلدة الشعفة على ضفاف نهر الفرات، وأمهل السكان 12 ساعة لتسليم أفراد آخرين منها.
وفي مناطق أخرى من محافظة دير الزور، صلب المتشددون رجلين بتهمة "التعامل مع مرتدين" في مدينة الميادين، ورجلين بتهمة "الكفر وسب الذات الالهية" في بلدة البوليل.
وأضاف المرصد أن 19 شخصا آخرين من عشيرة الشعيطات أعدموا الخميس، 18 بالرصاص بينما قطع رأس واحد على مشارف مدينة دير الزور، موضحاً إن الرجال كانوا يعملون في منشأة نفطية.
وتقول مصادر في العشائر إن الصراع بين "الدولة الإسلامية" وعشيرة الشعيطات التي تعد 70 ألف شخص استعر بعدما سيطر التنظيم على حقلي نفط في تموز. وأحد هذين الحقلين هو حقل العمر، أكبر حقول النفط والغاز في دير الزور، ومصدر مربح للتمويل لجماعات مقاتلي المعارضة.
ودعا شيخ عشيرة الشعيطات رافع عكلة الرجو في شريط فيديو العشائر الأخرى الى الانضمام الى المعركة ضد "الدولة الإسلامية". وقال الرجو في الشريط الذي ورد على موقع "يوتيوب" الأحد: "أناشدهم الوقوف إلى جانبنا لأن الدور جاي عليهم... حاليا جميع مقاتلي داعش يتجهون نحو عشيرة الشعيطات... إذا خلصت عشيرة الشعيطات فهم بعد الشعيطات... هم الدائرة اللي بعد الشعيطات".
وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان من دير الزور هرب إلى تركيا العام الماضي إن المقاتلين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد تراجعوا إلى المناطق التي تسيطر عليها عشيرة الشعيطات، وهم يحاولون من هناك تصعيد المقاومة لتوسع "الدولة الإسلامية". ولفت الى أن المقاومة سحقت في الأيام الأخيرة، و"الوضع سيئ جدا لكن الناس لا يستطيعون التصدي لهم"، مضيفاً أنه الى حملته العنيفة يتولى التنظيم أيضا توزيع الغاز والكهرباء والوقود والغذاء لانتزاع تأييد السكان المحليين، "فهذه منطقة فقيرة وهم ينالون التأييد بهذه الطريقة. هم نالوا الكثير من التأييد بهذه الطريقة. فهم يضعون حداً للسرقة ويعاقبون اللصوص. هذا يمنحهم أيضا صدقية".
وقال عبدالله النعيمي، وهو أحد سكان المنطقة، إن البلدات الاربع للشعيطات "سقطت في أيدي الدولة الإسلامية بعد انسحاب المقاتلين. الشباب الذين عثر عليهم أعدموا أو قطعت رقابهم لانهم قاتلوا ضد الدولة الإسلامية".
وأفاد سوري يعيش في منطقة يسيطر عليها التنظيم قرب الرقة أن أعداد المقاتلين في الشوارع زادت كثيرا في الأسابيع الاخيرة، وخصوصاً منذ سقوط الفرقة 17 التابعة للجيش السوري في يد التنظيم في نهاية تموز. وقال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف امنية إن التنظيم فرض الجزية على غير المسلمين، وساعد على توطين المقاتلين الأجانب في المنازل المصادرة.
ومع ذلك، نال التنظيم درجة من الاحترام من السكان المحليين، كما هو الحال في دير الزور، نتيجة الحد من الجرائم من طريق تطبيق الحدود. وتمثل الرواتب التي يدفعها للعاطلين عن العمل أحد المصادر القليلة للدخل.
المعارضة السورية على صعيد آخر، أفاد معارضون أن الاجهزة الامنية السورية منعت أمس معارضة الداخل المقبولة لدى النظام من عقد مؤتمر صحافي، في إجراء "خطير" وغير مسبوق منذ بدء النزاع قبل ثلاث سنوات.
وكان المؤتمر مخصصاً لاعلان مذكرة تفاهم بين "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي" و"جبهة التغيير والتحرير"، وهما من معارضة الداخل المقبولة لدى النظام تشدد على انهاء "النظام الاستبدادي".
وفي كانبيرا، قال رئيس الوزراء الأوسترالي طوني أبوت إن الصورة التي تظهر طفلاً يرفع رأسا مقطوعا لجندي سوري والتي نشرتها وسائل الإعلام الأوسترالية أمس تبرز مدى وحشية مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
|