التاريخ: شباط ٢٧, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
القذافي "يخفي" ثروته "المنهوبة": 5 مليارات دولار في ماي فير

فيما بدأ العالم يتحرك لتجميد أموال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، نشرت صحف بريطانية مقالات تتحدث عن جهود يتزعمها القذافي وأنباؤه لتوزيع ثروة العائلة التي قدَّرها بعض الخبراء بنحو 100 مليار دولار أميركي، وإخفائها في ملاذات آمنة في أنحاء مختلفة من العالم.


وتحت عنوان:"أسرة القذافي تتطلَّع الى إخفاء 3 مليارات جنيه إسترليني مع سمسار بورصة في حي ماي فير"، فصلت صحيفة "التايمس" البريطانية الجهود الرامية الى إخفاء "الثروة المسروقة من عائدات النفط وجيوب الليبيين عبر السنين". وقالت إن القذافي أودع الأسبوع الماضي، وفي شكل سري، مبلغا قدره ثلاثة مليارات جنيه إسترليني (نحو خمسة مليارات دولار أميركي) لدى أحد مديري الشركات الخاصة، والمتخصصة بإدارة الثروات، ومقرها حي ماي فير الفخم وسط العاصمة البريطانية لندن. ونسبت الى خبراء ماليين أن عملية الإيداع تلك لم تكن سوى جزء من عملية أوسع قام بها القذافي وأفراد أسرته لتأمين ثروة العائلة وحمايتها، وذلك قبل أن يفقد العقيد سيطرته على آخر معاقله في طرابلس، ويُرغم على الرحيل عن الحكم الذي وصل إليه في انقلاب عسكري قبل  42 سنة تقريباً. وأوضحت أن الصفقة أُبرمت نيابة عن القذافي، عبر وسيط مقرُّه في سويسرا، وذلك بعدما كانت إحدى شركات السمسرة المرموقة في لندن قد رفضتها عندما عُرضت عليها قبل نحو خمسة أسابيع. ونقلت عن المدير التنفيذي لشركة السمسرة اللندنية المذكورة: "لقد قلت لا للصفقة، لأنني شخصيا لا أرتاح الى التعامل مع طغاة قاتلين، أيديهم ملطَّخة بالدماء".


الى ذلك، أشارت الصحيفة  إلى تكثيف وزارة الخزانة البريطانية جهودها الرامية الى تعقب أرصدة القذافي وأفراد أسرته في بريطانيا والتي تُقدَّر بمليارات الدولارات، إلى عقارات منها منزل فخم مكوَّن من ثماني غرف نوم، تعود ملكيته الى ابنه سيف الإسلام، شمال  لندن.
وتتجاوز  قيمة المنزل المعروض  للايجار بعدما كان معروضاً للبيع, 10 ملايين جنيه إسترليني (16 مليون دولار أميركي).


وفي مقال عنوانه: "أعمال القذافي"، كتبت "الدايلي تلغراف" إن "الديكتاتور الليبي فرَّق ملياراته، المسروقة من عائدات النفط، في كل من لندن وإيطاليا، وذلك من خلال شرائه الممتلكات الفخمة والنفوذ في صفوف الطبقات النافذة". وقالت: "فيما تترنح ليبيا على شفير الهاوية، يغرس العقيد القذافي، الديكتاتور المحاصر، مخالبه متشبثاً بجسدها، في محاولة للنجاة بنفسه سياسيا وماليا".وأضافت أن القذافي يحاول "في شكل متهور ويائس" حفظ ثروته، سواء أُطيح به أم بقي في السلطة، وذلك عبر تهريبها بعيداً من بلاده "إلى ملاذات آمنة في أصقاع المعمورة"، ولفتت الى "ان معظم ثروة ليبيا، الناجمة عن عائدات النفط والغاز، قد نهبت من القذافي ونظامه. فأبناؤه يتنافسون في ما بينهم على مثل تلك الميزات ذات القيمة العالية، مثل الحصول على امتياز بيع منتجات الكوكا كولا في ليبيا".
وإلى لندن، قالت الصحيفة إن إيطاليا، المستعمر السابق لليبيا، قد شكَّلت أيضا شريكاً استثمارياً وتجارياً مهماً بالنسبة الى القذافي وعائلته، والتي يملك أفرادها حصصا كبيرة في كبرى الشركات والمشاريع الإيطالية.
عن الانترنت