تقلصت دائرة المؤيدين لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مع تحريك قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، ومسقط رأسه تظاهرة احتجاج أولى شارك فيها عشرات الآلاف وتخللها مهرجان أعلن فيه وجهاء استقالتهم من حزب المؤتمر الحاكم والانضمام إلى حركة الاحتجاجات التي امتدت إلى محافظات جنوبية عدة حيث رفع المحتجون شعار إسقاط النظام وتنحي الرئيس صالح عن الحاكم، فيما اتهم نائب رئيس مجلس النواب والقيادي في الحزب الحكم الشيخ حمير الأحمر صنعاء بالتدبير لمخطط يستهدف اغتيال قادة معارضين.
وانضم عشرات الآلاف من رجال القبائل المسلحين ووجهائها بمحافظة عمران في تظاهرة احتجاج أولى للمطالبة باسقاط النظام وانخرطوا تاليا في مهرجان "الحرية والتغيير" في حضور وجهاء من قبيلة بكيل ثانية كبرى القبائل في البلاد، حيث خاطب الشيخ حسين عبدالله الأحمر أحد زعماء قبيلة حاشد الحاضرين: "أعلن استقالتي من الحزب الحاكم وتطهري من مؤتمر الفساد (حزب المؤتمر الحاكم) وأدعو كل شرفاء اليمن لإسقاط النظام". وأعلن الشيخ الأحمر وهو الامين العام لمجلس التضامن الوطني تدشين اعتصام مفتوح الى حين رحيل النظام وبناء دولة المؤسسات، وخاطب النظام: "لستم أقوى من القذافي، ولا مبارك وبلاطجة مبارك هم من أسقطوه وسيسقط علي عبدالله صالح بلاطجته". ودعا إلى "جمعة غضب كبرى" وسط هتاف الحضور: "يا علي يا خسيس دم اليمني غير رخيص".
وانطوت تظاهرات الاحتجاج في عمران على رسالة مباشرة إلى الرئيس صالح بفقدان السيطرة على هذه المناطق التي كان زارها لبضعة أيام والتقى وجهاءها في إطار جولة شملت عدداً من القبائل الشمالية لحشد التأييد له في مواجهة أكبر حركة احتجاجات يواجهها نظامه منذ 33 سنة. وقال سياسيون معارضون إن انضمام وجهاء من قبيلتي حاشد وبكيل بما تمثلانه من ثقل قبلي وسكاني كبير في اليمن إلى حركة الاحتجاج مثلت ضربة قاصمة لنظام الرئيس صالح وخصوصا بعد تقديم عشرات النواب والمسؤولين في الحكومة والمجالس البلدية وكذلك قادة منظمات المجتمع وبعض القيادات العسكرية استقالاتهم من الحزب الحاكم وإعلانهم تأييد مطالب المحتجين في إسقاط النظام وتنحي الرئيس صالح وأفراد عائلته من الحكم .
حمير الاحمر وأتهم نائب رئيس مجلس النواب والقيادي في الحزب الحاكم الشيخ حمير الأحمر صنعاء بتبني مخطط لاغتيال قادة في أحزاب المعارضة واللجنة التحضيرية للحوار الوطني. وقال في بيان أصدره أمس بعيد اتهام وزارة الداخلية له بإطلاق النار على متظاهرين موالين للرئيس صالح، إن أفراد حراسته أوقفوا عناصر من جهاز الأمن القومي كانوا في سيارة ويرصدون بعض منازل قادة المعارضة ويتابعون تحركاتهم مستعينين بأجهزة رصد وتعقب وتراخيص مرور مصدرها جهاز الأمن القومي. وأوضح أن السيارة كانت تحمل أسلحة وخرائط جوية لمنازل بعض قادة المعارضة ومنها منزل شقيقه الشيخ حميد الأحمر" تشير وبوضوح إلى وجود مخططات لمهاجمة هذه المنازل... تنفذه وحدة أمنية يشرف عليها وكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبد الله صالح"، نافيا اتهامات وزارة الداخلية له ولشقيقه في شأن أطلاق النار على متظاهرين. وندد بنهج السلطة "في شخصنة القضايا وإشغال الناس في قضايا جانبية عن متابعة الهم الوطني العام ".
علي صالح وأثارت هذه التطورات ردود فعل لدى الرئيس صالح الذي دعا مساء أمس قادة الجيش إلى اجتماع استثنائي، افادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أنه كرس للبحث في "دور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأمن والاستقرار وصون المكتسبات الوطنية". وحذر صالح من "مؤامرات ارتداد تستهدف وحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية" مشيرا إلى "محطتين برزتا بوضوح الأولى تستهدف فصل الجنوب عن شماله وإظهار العلم الشطري والثانية إظهار علم الإمامة الكهنوتية السيف والخمسة نجوم وهو جاهز لإبرازه في المحافظات الشمالية ومن يقف وراء ذلك يسعون لتقليد ما يحصل الآن في ليبيا". وحمّل المؤسسة العسكرية مسؤولية حماية الوطن، وتعهد تحملها "بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على أمن وسلامة الجمهورية اليمنية والوحدة والحرية والديمقراطية" مضيفاً: "الشعب معكم بينما قلة قليلة تعارض".
توتر في الجنوب وإذ استمرت وتيرة الاحتجاجات في عدد من المحافظات اليمنية بالتزامن مع تحركات مؤيدة لنظام الرئيس صالح، ساد التوتر محافظة عدن نتيجة الانتشار الكثيف لقوات الجيش بعد يوم دام نتيجة المواجهات مع المتظاهرين. وقال سكان إن أكثر المدارس والكليات الجامعية والمحال التجارية والمؤسسات أقفلت، فيما واصل المئات من الشبان المحتجين اعتصامهم في منطقة المنصورة للمطالبة بسقوط النظام وتنحي الرئيس صالح وأفراد عائلته عن الحكم. وأثارت أعمال العنف في عدن قلق السلطات التي أبدت خشيتها من إمكان استغلالها من قوى انفصالية مسلحة قالت إنها تسعى إلى تنفيذ مخطط انفصالي لتشطير اليمن. واستدعى الرئيس اليمني أمس عددا من الوجهاء والمسؤولين المحليين في محافظة أبين وبحث معهم في "التطورات على الساحة الوطنية وأعمال الفوضى والتخريب والإرهاب التي ترتكبها بعض العناصر التخريبية والإرهابية في محافظتي عدن وأبين ".
الحراك الجنوبي واتهم قادة في الحراك الجنوبي الرئيس صالح بدفع الجيش لاستخدام القوة المسلحة وقمع المتظاهرين في محافظة عدن دون سواها سعيا إلى تبرير محاولات السلطة إجهاض حركة الاحتجاجات السلمية، بينما نفت السلطات أن تكون دوريات الجيش أطلقت النار على المتظاهرين في عدن واتهمت عناصر الحراك الجنوبي بإطلاق النار عشوائيا من سطوح المنازل مما أدى إلى مقتل خمسة بينهم جندي وإصابة أربعة من المدنيين والجنود. صنعاء - من أبوبكر عبدالله
|