اجرى امس العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعديلا وزاريا شمل خمسة مناصب حكومية بينها ثلاثة تعنى مباشرة بالامور المعيشية والاجتماعية، في خطوة رات فيها المعارضة "تلاعبا والتفافا" على مطالبها. وافادت وكالة الانباء البحرينية ان الملك اصدر مرسوما "بتعيينات وزارية وتعديل" لم يشمل موقع رئاسة الوزراء الذي يتولاه الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة منذ عام 1971 وتطالب المعارضة بتغييره. ونص المرسوم على تعيين مجيد العلوي الذي كان وزيرا للعمل، في منصب وزير الاسكان، مكان الشيخ ابرهيم آل خليفة، وعبد الحسين ميرزا وزيرا للطاقة، وهو منصب محدث حيث كان ميرزا يشغل منصب وزير هيئة شؤون النفط والغاز.
وسيشرف ميرزا على شؤون النفط والكهرباء والماء، علماً ان فهمي بن علي الجودر كان يشغل منصب وزير الكهرباء والماء. كما عين وزير الدولة للشؤون للخارجية نزار البحارنة وزيرا للصحة مكان فيصل بن يعقوب الحمر، وجميل حميدان الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة العمل وزيرا للعمل. وعين كمال احمد وزيرا لشؤون مجلس الوزراء خلفا للشيخ احمد بن عطية الله آل خليفة. ولم يتضح مصير الوزراء الاربعة الذي خرجوا من مناصبهم، وبينهم اثنان من العائلة الحاكمة التي تحكم البلاد منذ نحو 200 عام. وكانت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية، كبرى فصائل المعارضة البحرينية، استبقت التعديلات الوزارية بالقول في بيان ان هذه الخطوة "تأتي خارج المطلب الرئيسي (للمعارضة) وهو اقالة الحكومة باكملها وتاليف حكومة انقاذ وطني".
واوضح النائب خليل المرزوق المنتمي الى الجمعية ان "الرسالة الخاطئة التي ارسلتها السلطة بهذه التغييرات المحدودة تفيد بانها لا زالت تعيش المراوغات ولا زالت تحاول الالتفاف".واضاف: "هذه رسالة تعزز موقف المعارضة في عدم التقدم اي خطوة باتجاه ما تعتبره السلطة دعوة الى الحوار"، معتبرا ان "من لا يستطيع ان يتنازل عن شخص لمصلحة الوطن فهو لن يتنازل عن اي صلاحية ولن يعطي الشعب ايا من صلاحياته المفترضة".
والى التعديلات الوزارية، امر الملك حمد "بخفض الاقساط الشهرية للمستفيدين من المشاريع السكنية (اكثر من 35 الف عائلة بحسب الوكالة الرسمية) بنسبة 25 في المئة". في موازاة ذلك، سعت المعارضة الى ابقاء الضغوط على السلطة في الشارع اذ تظاهر الآلاف في المنامة ورفعوا شعارات تطالب برحيل الملك. وهتف المتظاهرون امام المجمع الذي تقع فيه وزارة الخارجية بعدما وصلوا اليه آتين من دوار اللؤلؤة "يسقط حمد"، و"الشعب يريد اسقاط النظام"، و"لا حوار حتى اسقاط النظام". وخرجت ايضا مسيرة للمثقفين والكتاب والفنانين والصحافيين من دوار الدانة غرب المنامة واتجهت نحو دوار اللؤلؤة.
مشيمع ووصل المعارض البحريني حسن مشيمع الى المنامة وتوجه فورا الى منزله بعدما استقبله عدد من مناصريه. وكانت السلطات اللبنانية اوقفت مشيمع هذا الاسبوع خلال عودته الى بلاده. ومشيمع هو الامين العام لحركة الحريات والديموقراطية "حق".وكانت محاكمته جارية غيابيا في بلاده مع مجموعة من الناشطين الشيعة بتهمة الاشتراك في تأسيس منظمة ارهابية. وافرجت السلطات البحرينية الاربعاء عن 23 ناشطا شيعيا، هم افراد المجموعة التي كانت تخضع للمحاكمة مع مشيمع، بموجب عفو اصدره الملك. وقال مشيمع في منزله: "اشدد على الوحدة الوطنية". واضاف: "اعتقد ان الاولوية الآن هي ان تجلس المعارضة معا اضافة الى الشباب المعتصمين عند دوار اللؤلؤة للبحث حول سقف المطالب". وشدد على أنه يريد دستورا حقيقيا وان السلطات وعدت من قبل لكنها فعلت كل ما أرادت. و ص ف، رويترز
|