التاريخ: شباط ٢٤, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
العاهل السعودي عاد إلى المملكة وأمر بإعانات بـ 37 مليار دولار قبل "الغضب"

عاد امس العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى المملكة بعد غياب دام ثلاثة اشهر للعلاج وأعلن عن إعانات للسعوديين تبلغ نحو 37 مليار دولار.
وبينما كانت الطائرة الملكية تحط في مطار الملك خالد بالرياض، كان رجال يرقصون رقصة العرضة التقليدية، فيما اصطف الامراء والوزراء وأعيان المملكة لاستقبال الملك الذي كان يمضي فترة نقاهة في المغرب بعدما أجريت له جراحتان في الظهر في نيويورك في تشرين الثاني 2011. ووقفت نساء بالعباءات السود والنقاب في مكان منفصل وحملن أعلاماً سعودية وصوراً للعاهل السعودي احتفاء بعودته.


ووقف الملك، بعدما هبط من الطائرة بواسطة مصعد خاص، ثم جلس في مقعد متحرك ليصافح مستقبليه الذين كان بينهم العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة الذي تشهد بلاده حركة احتجاج تطالب باصلاح سياسي، الى ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز الذي تولى شؤون البلاد في غياب الملك، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير نايف بن عبدالعزيز.
ويتوقع ان يعرض الملكان الوضع في البحرين، المملكة الاستراتيجية الصغيرة والقريبة جدا من السعودية جغرافيا وسياسيا وثقافيا.
 وبعد استقباله في المطار، ركب الملك عبدالله سيارته وسار في موكب ضخم احاطت به الحشود المرحبة.

خطة المساعدات
وقبل وصول الملك أعلنت وسائل الإعلام الحكومية خطة عمل لمساعدة ذوي الدخول المنخفضة والمتوسطة من المواطنين في المملكة البالغ عددهم 18 مليونا. وتشمل الخطة زيادات في الأجور وإعانات بطالة ومساكن بكلفة ميسرة.
وامر الملك ايضا برفع رأس مال البنك السعودي للتسليف والادخار وبرفع الحد الاعلى لعدد الافراد في الاسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من ثمانية افراد الى 15 وتقديم دعم مالي للأندية الادبية والرياضية. كما امر بالافراج المشروط عن سجناء الديون.   

 
وانعكست عودة الملك إلى الرياض إيجاباً على سوق الأسهم السعودية التي ارتفعت نحو 80 نقطة بعد تراجع طوال ثمانية أيام نتيجة الأوضاع المضطربة في المنطقة.
وتجنبت السعودية حتى الآن الاحتجاجات الشعبية على الفقر والفساد والقمع التي تفجرت في أنحاء العالم العربي وأطاحت الرئيسين الحليفين للمملكة التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك وامتدت إلى البحرين المرتبطة بالمملكة من خلال جسر.

"يوم غضب"
وايد مئات من الاشخاص دعوة على "الفايسبوك" لـ"يوم غضب" في السعودية الشهر المقبل للمطالبة بحاكم منتخب وحريات أكبر للمرأة وإطلاق السجناء السياسيين.
ولا تشمل الاجراءات التي أعلنت إصلاحات سياسية مثل إجراء انتخابات بلدية وهو ما تطالب به جماعات معارضة. وليس لدى المملكة برلمان منتخب ولا تسمح بمعارضة عامة تذكر.
وقال محللون مختصون بالشأن السعودي إن الملك قد يجري قريبا تعديلا وزاريا لضخ دماء جديدة وإنعاش الاصلاحات المتوقفة.


وقالت المحللة لدى مؤسسة "تشاتم هاوس" البحثية في لندن مي يماني: "إنهم يواجهون ضغطا. عليهم أن يفعلوا شيئا. ندرك أن السعودية محاطة بثورات مختلفة الأنواع. ليس فقط في الدول الفقيرة ولكن في بعض الدول مثل ليبيا الغنية. ما يفعله الملك جيد في الأساس. لكنها رسالة قديمة تقوم على استخدام أموال النفط لشراء السكوت والخضوع وإذعان الشعب. الجيل الجديد من الثورة يحاصرهم من كل مكان".
وتملك السعودية أصولا أجنبية صافية تفوق 400 مليار دولار، لكنها تواجه ضغوطا اجتماعية مثل نقص المساكن وارتفاع معدل البطالة بين الشباب.
و ص ف، رويترز، ي ب أ