أنتجت حركة الاحتجاجات اليمنية المطالبة بتغيير النظام وتنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم حال احتقان لا سابق لها في المحافظات الجنوبية التي شهدت لليوم الخامس مواجهات عنيفة بين مسلحين من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال وقوات الجيش في مناطق جنوبية عدة، أوقعت عددا من القتلى والجرحى، فيما شهدت المحافظات الشمالية ترتيبات لتحالفات جديدة بين القوى السياسية والاجتماعية التي رفعت مطالب موحدة في شأن الإصلاح السياسي وتغيير النظام.
وأثار إعلان الرئيس اليمني عدم الرضوخ لمطالب المحتجين بالتنحي عن الحكم ردود فعل واسعة، برزت إلى الواجهة في عشرات البيانات الصادرة عن منظمات مدنية وحقوقية وكيانات ثقافية واجتماعية، أكدت تبنيها مطالب المحتجين بتغيير النظام وتنحي الرئيس وأفراد عائلته من السلطة وتأليف حكومة توافق تبحث في مشروع شامل للإصلاحات وتعديل الدستور وقانون الانتخابات وتمهد لانتخابات نيابية نزيهة.
ولم يخل المشهد المحتقن من أعمال عنف وخصوصا في محافظتي عدن و لحج، حيث استمرت المواجهات العنيفة بين المحتجين من أنصار "الحراك الجنوبي" وقوات الجيش على رغم محاولة السلطات اليمنية للتهدئة. وأكد ناشطون في محافظة لحج ان ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح عندما تدخلت الشرطة لتفريق متظاهرين أضرموا النار في مبنى حكومي ومركز للشرطة ليل الاثنين احتجاجا على سقوط قتلى وجرحى في تظاهرات محافظة عدن.
وقال مسؤول محلي ان المواجهات استمرت بين المسلحين وقوات الجيش المرابطة شرق مدينة الحبيلين، مما أدى إلى إصابة مدنيين إثنين أحدهما في حال الخطر. وروى سكان ان الجيش قصف بالأسلحة المتوسطة مناطق تمركز فيها مسلحون في محيط مستشفى ردفان العام، فألحق به وبعدد من المنازل المجاورة اضرارا. وفي محافظة الضالع، فرقت الشرطة عشرات المعلمين الذين تظاهروا أمام مقر المحافظة. وقال ناشطون إن الشرطة استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فأصابت عددا من المحتجين. كذلك شنت الشرطة حملة اعتقالات شملت عددا من الناشطين بينهم وكيل محافظة الضالع أحمد البعلسي.
وفي حضرموت، شارك المئات من أنصار "الحراك" في تظاهرات جابوا فيها الشوارع حاملين أعلام دولة الجنوب ومرددين هتافات تطالب بـ"فك الإرتباط"، قبل أن تفرقهم وحدات الجيش بواسطة الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، بعدما رشقوا دوريات الجيش بالحجار من غير ان يوقعوا إصابات في صفوفه. وعقد مجلس الدفاع الوطني اجتماعا طارئا برئاسة علي صالح، أفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أنه ناقش مستوى أداء الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن، إلى تقارير عن أعمال العنف التي شهدتها المدن الجنوبية وتخللها سقوط ضحايا من الجنود والمدنيين.
تظاهرات التغيير واتخذت الاحتجاجات في المحافظات الشمالية طابع التحدي مع التحام الآلاف من أنصار المعارضة والناشطين وأعضاء في البرلمان والحزب الحاكم بالمحتجين، فضلا عن المئات من رجال القبائل ووجهائها الذين تولوا تأمين التظاهرات والحد من آثار المواجهات بين مؤيدي النظام ومناهضيه بعد 11 يوما من الصدامات الدامية بين الجانبين أوقعت قتلى وجرحى. ودعا حزب المؤتمر الحاكم إلى تظاهرة مليونية دعما لعلي صالح ومبادرته للإصلاحات، ردا على حركة الاحتجاجات التي انضمت إليها أخيرا أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك. وشهدت الحديدة مواجهات بين مؤيدي النظام ومناهضيه أوقعت إصابات في صفوف المحتجين. وأعتصم مئات من المحتجين في باحة جامعة صنعاء فجر أمس واحتشدوا صباحا أمام بوابتها، وتطوع العشرات في تأليف لجان أمنية ولجان خدمات، سعيا إلى تنظيم حركة الاحتجاجات غداة تعهد وجهاء قبائل حماية المتظاهرين. وباشر المحتجون في عدن وتعز والحديدة خطوات مماثلة، سعيا إلى تنظيم حركة الاحتجاجات السلمية وعدم اعطاء النظام ذرائع لقمعها. صنعاء – من أبو بكر عبدالله
|