التاريخ: شباط ٢٢, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
علي صالح: لن أرحل إلا من طريق صناديق الاقتراع!
قتيلان في عدن واعتصامات مفتوحة

صنعاء – من أبو بكر عبدالله


استمر نزف الدم في اليمن نتيجة تظاهرات الاحتجاج المطالبة بالتغيير، اذ قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون في مواجهات بين الشرطة والمحتجين في محافظة عدن الجنوبية، فيما أعلن آلاف من المحتجين المناهضين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في العاصمة والمحافظات تحويل تظاهراتهم اليومية اعتصامات مفتوحة ردا على إعلانه عدم الرضوخ لمطالبهم بالتنحي عن الحكم وتأكيده ان من يتبنون هذه المطالب" لا يمثلون كل الشعب".


وكان علي صالح يتحدث في مؤتمر صحافي بصنعاء غداة دعوة أحزاب المعارضة محازبيها وأنصارها إلى الالتحام بالمحتجين وتبني مطالبهم وقال: "هم يطالبون برحيلي، لكني لن أرحل إلا من طريق صناديق الاقتراع". ودعا المعارضة إلى احترام إرادة الشعب "فالسلطة مغرم وليست مغنما والشعب هو المرجعية ومن يريد الوصول إلى كرسي السلطة عليه أن يسلك سلوكا حضاريا دون اللجوء إلى الغوغاء والفوضى".


ورفض أن تكون السفارات الغربية حكما بين المعارضة والسلطة، قائلا "السفارات لن تكون الحكم وإنما الشعب اليمني ومن خلال صناديق الاقتراع... الضمانات من الشعب وليس من السفارات... لا سفارة الولايات المتحدة ولا سفارات الاتحاد الأوروبي".
ولفت إلى أن مبادرته للإصلاحات استجابت لمطالب المعارضة وحظيت بتأييد شعبي كبير"ولكن كلما قدمنا تنازلات رفعوا سقف مطالبهم، وعندما يرفعون مطالبهم غير المقبولة برحيل النظام يرد شعبنا عليهم في كل المحافظات. نعم للإصلاحات السياسية والقانونية والدستورية ولا للانقلابات، لا للانقضاض على السلطة".


وأكد أن مجلس الدفاع الأعلى أصدر تعليمات صارمة الى أجهزة الأمن بعدم استخدام القوة إلا في حال الدفاع عن النفس، ونفى أن تكون أجهزة الأمن استخدمت العنف بحق المتظاهرين في عدن، مشيرا إلى أنها تعمل جهدها لمنع المواجهات بين المتظاهرين المؤيدين والمناهضين. ودعا الصحافيين إلى ممارسة عملهم والتحرك بحرية في الشارع في حماية أجهزة الأمن.
وإذ اتهم المعارضة بتحريض الشارع، قلل شأن دعوتها أنصارها الى الالتحام بالمتظاهرين وتبني مطالبهم، ورحب بدعوة علماء اليمن إلى تأليف حكومة وحدة وطنية، مؤكدا استعداده لمنحهم رئاسة الحكومة "ولا أعتقد أنهم يستطيعون إدارتها حتى لأسبوع".


ميدانيا، تواصلت أعمال العنف في محافظات عدن ولحج. وافاد سكان ان مسلحين من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال اقتحموا مكاتب حكومية ومراكز للشرطة في مديرية يهر وطردوا الجنود والعاملين احتجاجا على استخدام الجيش القوة المفرطة في حق المدنيين في محافظة عدن، التي تواصلت فيها الاحتجاجات في اكثر المناطق، وسط مواجهات مع الجيش الذي قال ناشطون انه أطلق الرصاص على محتجين في أحدى الساحات مما أدى إلى مقتل ولدين وإصابة ثلاثة.

تظاهرات الحوثيين
وفي محافظة صعدة، انخرط الآلاف من المسلحين الحوثيين في تظاهرة بمدينة ضحيان حاملين لافتات ومرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "ارحلوا أيها الظالمون"، إلى عبارات داعمة لتظاهرات الاحتجاج الشبابية المطالبة بتغيير النظام.
وأكد المتظاهرون تضامنهم الكامل مع مطالب المحتجين وتعهدوا "السير قدما مع بقية أبناء الشعب لرفع الظلم والاستبداد"، كما دعوا المواطنين إلى "مواصلة النضال السلمي وتبني خطاب التصالح والتسامح و تجاوز الخلافات التي زرعها النظام لتحقيق تطلعات الشعب".

علماء اليمن
ودعا علماء اليمن في مؤتمر صحافي الحزب الحاكم إلى "توحيد صفوف أبناء اليمن من أجل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وإلغاء جميع الإجراءات الانفرادية التي أدت إلى تأزم الأوضاع"، في أشارة إلى الخطوات التي انفرد بها الحزب الحاكم بتعديل قانون الانتخابات وتبني مشروع لتعديل الدستور.
كما طالبوا بـ "إقالة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الأمة وتأليف لجنة متفق عليها لبت قضايا النزاع بين كل الأطراف".