الأثنين 22 نوفمبر 2010
كاتيا توا
على الرغم من الطابع النقابي الذي يسود المنافسة في انتخابات نقابة المحامين في بيروت، فإن الطابع السياسي أرخى بظلاله الى حد ما على الانتخابات التي جرت أمس على أربعة مقاعد في مجلس النقابة ولكن ليس في الحدة التي شهدتها الدورات السابقة. فقد شهدت انتخابات أمس خلط أوراق صبّت في صناديق الاقتراع، ورغم الاصطفاف الحزبي لمعظم الناخبين، فإن النتائج دلت على ان الحزبيين من الناخبين لم يتقيدوا في معظمهم باللوائح التي شكلها فريقا الرابع عشر من آذار والثامن من آذار، وافضت بالتالي الى فوز معتدل بين الفريقين.
وفضلاً عن ذلك فقد لعبت العلاقات الشخصية بين المرشحين والناخبين دورها في الانتخابات، ما قطع الطريق على مفاجآت كان يمكن ان تحصل من قبل مرشحين خاضوا المعركة تحت شعار الاستقلالية فيما هم في باطن الأمور محسوبون على تيارات سياسية معارضة.
واستطاع المحامي المرشح ناضر كسبار المدعوم من "تيار المستقبل" ان يجمع تحت مظلته كل القوى السياسية، ونال بذلك 1779 صوتاً ليحل أولاً بين المرشحين، فيما نجح مرشح القوات اللبنانية المحامي سميح بشراوي والمدعوم من قوى الرابع عشر من آذار في حصد المرتبة الثانية بحيث فاز بـ1593 صوتاً.
وفيما بدت النتائج مع بدء فرز الأصوات واضحة بالنسبة الى فوز كسبار وبشراوي فإنها بدت غامضة على المقعدين الثالث والرابع لتظهر الصورة لاحقاً بفوز فادي بركات مرشح التيار الوطني الحر بحلوله ثالثاً ونيله 1541 صوتاً، ومرشح "حركة أمل" حسين زبيب وحصوله على 1272 صوتاً. وتمثلت حدة وقوة الانقسام في المنافسة بين زبيب ومرشح 14 آذار المحامي ماجد فياض بدليل التقارب في الأصوات التي نالها كل منهما، بحيث حلّ فياض عضواً رديفاً بنيله 1199 أي بفارق 73 صوتاً عن منافسه زبيب.
وسط هذه الأجواء، أبدى المحامون المنضوون تحت لواء الحزب التقدمي الاشتراكي استياءهم الشديد لعدم مراعاة ميثاق الشرف في النقابة، الذي يشدد على تمثيل جميع الأطياف في مجلسها، وقال محامون انهم يدرسون إمكانية مقاطعة الانتخابات المقبلة ترشيحاً وتصويتاً وتمنوا على نقيبة المحامين أمل حداد تطبيق ميثاق الشرف فعلاً لا قولاً، وذلك بعد سقوط مرشحتهم ندى تلحوق وعدم تمثيلهم في المجلس منذ العام 2002.
وفي المحصلة، فإن انتخاب 4 أعضاء جدد في مجلس نقابة المحامين هذه المرة، لم تخض بالمطلق تحت عنوان سياسي كما حصل سابقاً، بحيث استطاع الناخبون مواجهة محدلة التحالفات السياسية، وصوّت بالتالي كل منهم بحسب قناعاته، متجرداً من الالتزامات الحزبية.
وكانت النقيبة حداد قد أعلنت قرابة الثالثة من بعد الظهر النتائج على الشكل التالي: ناضر كسبار 1779 صوتاً، سميح بشراوي 1593 صوتاً، فادي بركات 1541 صوتاً، حسين زبيب 1272 صوتاً، ماجد فياض 1199 صوتاً، طارق الخطيب 1135 صوتاً، ندى تلحوق 1128 صوتاً، باسكال قزي 777 صوتاً، سامي عطية 720 صوتاً، وليد أبو ديّة 197 صوتاً، صباح قبرصي 187 صوتاً، فادي معلوف 147 صوتاً ومنير العيد 148 صوتاً.
ونال المرشحون الذين سبق ان أعلنوا انسحابهم روجيه خوري ستة أصوات، ابراهيم عواضة خمسة أصوات ومحمد قماطي صوتاً واحداً. ووجدت 11 ورقة بيضاء وتم إلغاء 43 ورقة. فيما بلغ عدد المقترعين 3613 ناخباً من أصل حوالى ستة آلاف يحق لهم الاقتراع. ثم أعلنت حداد فوز كسبار وبشراوي وبركات وزبيب في عضوية مجلس النقابة وحلول ماجد فياض عضواً رديفاً.
وألقت حداد كلمة في المناسبة قالت فيها: "كتاب الحياة صفحات تتتالى، وسفر الجهاد مآثر تتراكم، وهرم نقابة المحامين لا يعرف الهرم، وليس في نقابة المحامين سوى زملاء يرصفون جهودهم والرؤى نحو صروح تتعالى وطموح لا نهاية له ولا حدود. والنقابة فروع تتلاقى ودروب تتواصل، ومواعيد تحين، وكلنا في مجلس النقابة مستنفر وفي حال جهوزية تامة، وكلنا يدرك ان البناة يذهبون وان البناء هو ما يبقى. نقابة المحامين تبقى، في كل حين، المنارة التي تشع في هذا الليل الطويل. وننتخب زملاء اربعة يحلون، على رحب وسعة، محل اربعة يغادرون الى قلوبنا، ومراتب الشرف في نقابتنا، كما الى المزيد من العمل في حقول المحاماة الفسيحة. اني اذ أهنئ الاعضاء المنتخبين الذين حالفهم الفوز اليوم، وكذلك الذين لم يحالفهم الفوز على الروح الطيبة التي تحلو بها، يحلو لي ان اؤكد ان الديموقراطية، في نقابة المحامين، ابدا الى تألق، والمنافسة، دوما الى سطوع، ونقابة المحامين، بلا انقطاع تثرى، وتغنى، وتسمن، وتكتنز، وتضج في عروقها الحيوية والعزائم والمناقب". وكانت الجمعية العمومية لنقابة المحامين في بيروت قد انعقدت قرابة التاسعة من صباح أمس برئاسة النقيبة حداد وحضور نقباء سابقين وأعضاء مجلس النقابة، استهلت بتلاوة بيان النقيبة الذي عددت فيه إنجازات المجلس بعد سنة على توليها مهام رئاسته، وذلك في المجالات الإدارية والنقابية والمالية والاقتصادية والوطنية والقضائية.
ثم جرى تلاوة التقرير المالي للنقابة من قبل أمين الصندوق المحامي نبيل طوبيا، أعقبه تلاوة النقيب سمير أبي اللمع أمين صندوق التقاعد التقرير المالي للصندوق.
وأفسحت النقيبة في المجال الى المحامين لإبداء آرائهم واقتراحاتهم، وتوالى عدد منهم على الكلام فانتقد عدد منهم كيفية تدقيق الميزانية وإقرارها، فيما اعتبر آخرون ان المحاماة هي الركن الأساسي في بناء النظام القضائي. وانتقد آخرون عدم تطبيق مواد تتعلق بقانون تنظيم المهنة وتناولوا مسألة الهدر في النقابة، اما المحامي ابراهيم عواضة الذي انسحب لصالح لائحة المعارضة بعدما رشحّه "حزب الله"، فتناول في كلمته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واعتبرها بأنها غير قانونية.
وطرحت النقيبة بعد ذلك على التصويت أموراً مالية برفع الأيدي كما درجت العادة منذ تأسيس النقابة، فصدّق اقتراح نقل 750 مليون ليرة من أموال النقابة الاحتياطي وتحويله الى صندوق التقاعد، والمصادقة على الحساب النهائي لصندوق النقابة وعلى الحساب النهائي للصندوق التعاوني وصندوق التقاعد ومشروع موازنة صندوق النقابة فصدّق برفع الأيدي.
بعدها أعلنت النقيبة انسحاب المرشحين طوني حوراني وروجيه خوري وجواد صفي الدين ومحمد قماطي وابراهيم عواضة من المعركة، وطلبت البدء بعملية الاقتراع والتوجه الى صناديق الاقتراع الثلاثين التي توزعت في الباحة الكبرى لقصر العدل في بيروت.
وشهدت الدقائق الأولى من بدء عملية الاقتراع إقبالاً كثيفاً لتعلن بعد حوالى الساعتين إقفال الصناديق وبدء عملية الفرز. وشارك في الاقتراع النواب سيرج طور سركيسيان وهادي حبيش ونوار الساحلي ورئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض.
|