التاريخ: شباط ٢١, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
التظاهرات اليمنية تمتد إلى محافظات جديدة وعلي صالح: سنلبي المطالب إن كانت مشروعة

صنعاء - من أبو بكر عبدالله  

 

توالت الأحداث في اليمن أمس على نحو دراماتيكي مع استمرار أعمال العنف في محافظة عدن الجنوبية وأبدى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح استعداده لتلبية مطالب المحتجين "إن كانت مشروعة" ودعا إلى الحوار للخروج من الأزمة عوض أعمال التخريب بعد عشرة أيام من التظاهرات الشبابية والطالبية التي اشتعلت في عدد من المحافظات اليمنية وتوسعت أمس إلى محافظات الحديدة والبيضاء وصعدة وكذلك في إب. 


وجاء إعلان علي صالح غداة دعوة أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة  أحزاب من اليسار والإسلاميين) محازبيها وأنصارها إلى" الالتحام بالشباب المحتجين وجماهير الشعب في فاعلياتهم الاحتجاجية الرافضة لاستمرار القمع والاستبداد والقهر والفساد"، فضلا عن إعلان القائد الميداني للمسلحين الحوثيين عبد الملك الحوثي تنظيم تظاهرات احتجاج في محافظة صعدة بمشاركة الآلاف وتأكيده ودعوته الشعب اليمني إلى التظاهر من أجل تغيير النظام.


وقال الرئيس اليمني امام مئات من أنصاره في صنعاء  "أنا على استعداد لرعاية الحوار الوطني بصفتي رئيسا للدولة لا بصفتي رئيسا لحزب ... العاصمة أمانة في أعناقنا جميعا فلنحافظ عليها كما نحافظ على حدقات أعيننا مثلما نحافظ على بقية مدن الجمهورية من الفوضى والعبث من عناصر مدسوسة تسعى إلى التخريب وشق الصف الوطني".
وأسف للأحداث التي شهدتها مدينة عدن وأوقعت قتلى وجرحى ووصفها بأنها "غير مسؤولة ومن عناصر خارجة عن النظام والقانون"، مشيرا إلى أن صحافيين تضرروا نتيجة لأعمال العنف من عناصر مدسوسة كما أن هناك ستة جرحى من رجال الأمن ... "نأسف لما حدث ولا نريد أن يتكرر ومن يريد أن يعبر عن رأيه عليه أن يلتزم القانون ويعبر عن رأيه بالطرق السلمية ".

تظاهرات مستمرة
وشهدت العاصمة صنعاء أمس تظاهرات احتجاج شارك فيها مئات من الطلاب الذين هتفوا "الشعب يريد تغيير النظام"، وتطالب الرئيس  بالتنحي وتنحية أفراد أسرته من السلطة وسط اشتباكات بالعصي والحجار بين مؤيدي الرئيس والمناهضين له قرب جامعة صنعاء، فيما استمر آلاف من الشباب والطلاب في اعتصامهم الاحتجاجي بمحافظة تعز في ساحة التحرير، مرددين هتافات تطالب بتغيير النظام.


وحشد حزب المؤتمر الحاكم الآلاف من انصاره في ميدان التحرير، رافعين اعلام اليمن وصور علي صالح، مرددين هتافات مؤيدة للنظام وللرئيس. بينما نظم آلاف المحتجين في محافظتي البيضاء وإب تظاهرات هتفوا فيها بتغيير النظام ورحيل الرئيس من دون حصول مصادمات.
وتصاعد التوتر في عدن مع نشر الجيش وحدات معززة بالسلاح الثقيل في احياء المدينة ومداخلها، واكد ناشطون ان اجهزة الامن شنت حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات الناشطين، كما اعتقلت القيادي في "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال حسن باعوم بينما كان يتلقى العلاج في احد مستشفيات المدينة.

المعارضة والحوثي
واعلنت احزاب المعارضة واللجنة التحضيرية للحوار الوطني "دعمها المطلق لحق الشباب في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية والديموقراطية"، ونددت بـ"جرائم القتل واعمال القمع والارهاب التي تعرض لها الشبان والناشطون المنخرطون في التظاهرات من السلطة واجهزتها القمعية".
واكد عبد الملك الحوثي وقوفه وانصاره مع ابناء الشعب "الذين خرجوا في تظاهرات سلمية للتعبير عن مطالبهم".
واستنكر "محاولات القتل والقمع التي تعرض لها المحتجون"، مشيرا الى ان لجوء "السلطة الى استغلال حاجة بعض المواطنين ودفعهم للاعتداء على المحتجين واطلاق عبارات عنصرية مقيتة يكشف عن استغراقها في اثارة التباينات بين فئات الشعب اليمني بهدف اضعافه".