التاريخ: شباط ٢١, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مهنيون يتدفقون إلى "دوار اللؤلؤة" والمعارضة تدرس الحوار
كلينتون تريد أن ترى "إصلاحاً" والرياض تتضامن مع المنامة

اجتمعت أحزاب المعارضة في البحرين أمس لمناقشة المطالب التي سترفعها إلى المسؤولين في البلاد، بينما أقام آلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة مخيماً في " دوار اللؤلؤة" بالمنامة الذي بات رمزا للمطالبة بتغيير سياسي فوري، فيما وصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعمال العنف التي اوقعت عددا من القتلى بانها "غير مقبولة" وان على السلطات ان تجري "اصلاحات" في اسرع وقت ممكن. 


 وتدفق آلاف من البحرينيين السبت عائدين إلى "دوار اللؤلؤة"  بعدما أصدر ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمراً بسحب قوات الجيش والمدرعات من الدوار قائلا إنه سيقود حوارا وطنيا.
وتطالب المعارضة بنظام ملكي دستوري يعطي المواطنين دورا أكبر في حكومة منتخبة  مباشرة. وتريد ايضا الافراج عن المعتقلين السياسيين.
وقال النائب عن جمعية الوفاق الوطني الشيعية ابرهيم مطر ان الجمعية تريد من ولي العهد دلائل على تلبية مطالبهم قبل البدء باي حوار رسمي.
واوضح انهم في انتظار مبادرة من ولي العهد توضح استعداده لاقامة نظام ملكي دستوري.


ويمثل شيعة البحرين 70 في المئة من السكان، لكنهم اقلية في الجمعية الوطنية التي تتألف من 40 عضوا بسبب عملية انتخابية يقولون انها تقيد دخولهم، وان هذا، اضافة إلى ما يعتبرونه تمييزا منظما ضدهم، يمنعهم من المشاركة في صنع القرار ومن الحصول على وظائف حكومية ووحدات سكنية.
وصرح ولي العهد في مقابلة مع شبكة " سي أن أن " الاميركية للتلفزيون بان "جميع الاحزاب السياسية في البلاد جديرة بان يكون لها صوت على الطاولة"، مشيرا الى ان ملك البحرين كلفه ان يقود الحوار وبناء الثقة مع جميع الاطراف.


ولاحظ الأمين العام لجماعة الوعد اليسارية العلمانية ابرهيم شريف ان الاحداث تمضي اسرع من المتوقع وان مشاورات مستمرة بين  احزاب المعارضة للتوصل إلى موقف مشترك. وقال ان ثمة حاجة الى وجود ممثلين للشباب لئلا يشعروا بان الثورة خطفها "جيلي".
وتحكم البحرين عائلة آل خليفة السنية ويهيمن اعضاؤها على مجلس وزراء يرأسه عم الملك والذي يتولى منصب رئيس الحكومة منذ 40 سنة. 

" دوار اللؤلؤة"
وفي وسط المنامة بدأ كثيرون يطلقون على "دوار اللؤلؤة"، "دوار الشهداء" إحياء لذكرى القتلى الذين سقطوا حين شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما خلال الليل على محتجين اعتصموا هناك لاخلاء المكان الاسبوع الماضي.


وظل الدوار خاليا من المتظاهرين ما يزيد عن يوم اذ احتلته شرطة مكافحة الشغب، إلى أن طاردها المتظاهرون بعد  انسحاب الجيش. وتدفق المحتجون بعد ذلك عائدين إلى المكان.
واستلهم المحتجون الثورتين الشعبيتين في مصر وتونس اللتين اطاحتا رئيسي البلدين، آملين في ان يصير الدوار رمزا للمقاومة كما بات ميدان التحرير في القاهرة نقطة مركزية لقوة الشعب.
وهتفت امرأة: "لن نجلس مع قتلة. لا للحوار"، فيما تولى مواطنون توزيع خبز وفاكهة وعصير.


وإلى اقامة مركز طبي وقسم للمفقودات، يجري تنظيم للخيام وتوضع مراحيض متنقلة.
وقالت مي هادي (27  سنة) وهي سنية تعمل في وزارة المال: "جئت إلى هنا لأثبت اننا متحدون... تلفزيون البحرين يحاول اظهارنا على اننا منقسمون. نحن لسنا كذلك. يريدون اظهارها على انها ثورة شيعية. نحن نطالب بحرية هذا البلد".   

تضامن
وحضر الى "دوار اللؤلؤة" نحو 1500 طبيب وممرض ومسعف من مركز السلمانية الطبي في المنامة، في مسيرة تضامن مع المعتصمين في وسط العاصمة طالبوا خلالها باستقالة وزير الصحة بحجة تقصيره في اسعاف جرحى المواجهات.
واستقبل المعتصمون مسيرة الاطباء بالهتاف والترحيب، وقال احد الاطباء: "جئنا للتضامن معكم ولنحمي دماءكم  ...  في هذا الميدان الذي اصبح اكثر قدسية بدم الشهداء". 
وشهدت البلاد ايضا اعتصامات ووقفات احتجاجية لعدد من القطاعات المهنية احتجاجا على اقتحام قوى الامن  الدوار. واعتصم محامون بدعوة من جمعية المحامين امام مبنى وزارة العدل، فيما اعتصم العديد من المعلمين امام المدارس.  
ووصلت الى الدوار ايضا مسيرة لعمال نقابة شركة البحرين للالومنيوم "البا" الذين استقبلوا بدورهم بالهتافات الحماسية. 
الى ذلك، اعلن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين انه قرر تعليق الاضراب العام الذي دعا اليه اعتبارا من الاحد بعد الاستجابة للمطالب وهي انسحاب الجيش من الشوارع والسماح بالتظاهر. 
وكان ولي العهد اشار السبت إلى ان هذه الاضطرابات كانت نتيجة عدم تلبية مطالب الشيعة وقال: "نحن نريد ان نصلح هذا الوضع نريد الا يتكرر هذا الوضع مرة ثانية  ... المحتجون في دوار اللؤلؤة يمثلون نسبة كبيرة جدا من مجتمعنا ومعتقداتنا السياسية ... ثمة قوى اخرى تتحرك هنا. هذه ليست مصر وليست تونس. ولا نريد ان نفعل كما حدث في ايرلندا الشمالية وهو التحول إلى حرب ميليشيات او طائفية".  
وكان المحتجون تجنبوا القيام باي اعمال تضفي عليهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الاحمر والابيض ورددوا هتافات تدعو الى وحدة البحرين.

كلينتون
وفي المواقف الدولية، صرحت كلينتون بان واشنطن تندد بأي محاولة من قوى الأمن لقمع الاحتجاجات السلمية. وقالت: "كان كلامنا واضحا للغاية منذ البداية بأننا لا نريد أن نرى أي أعمال عنف. نأسف لذلك. ونعتقد أنه غير مقبول بتاتا"، من غير ان تصل إلى حد المطالبة بتغيير النظام.
وأضافت: "نريد أن تكون هناك حماية لحقوق الإنسان بما في ذلك الحق في التجمع وحق الناس في التعبير عن أنفسهم ... ونريد أن نرى إصلاحا ... لذا بدأت البحرين بعض الإصلاح ونريد أن نراهم يعودون إلى ذلك على وجه السرعة".

السعودية
وافادت وكالة الانباء السعودية " واس" ان السعودية، التي تخشى احتمال انتقال  الاضطرابات الى الاقلية الشيعية المقيمة في اراضيها، تتابع التطورات في البحرين باهتمام واعربت عن املها في عودة السلام والاستقرار الى البحرين.
ونقلت عن مصدر "ان المملكة العربية السعودية تقف بكل امكاناتها خلف دولة البحرين وشعب البحرين"، مؤكدا رفض بلاده اي تدخل أجنبي في شؤون البحرين.
وقالت وكالة أنباء البحرين ان الملك حمد بن عيس آل خليفة تلقى اتصالا هاتفيا من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز تحلله بحث في العلاقات "الأخوية الوطيدة" التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
أ ب، و ص ف، رويترز