التاريخ: شباط ٢٠, ٢٠١١
المصدر: جريدة الحياة
اليمن: 9 قتلى بينهم 7 في عدن ومئات الجرحى

الأحد, 20 فبراير 2011
صنعاء - فيصل مكرم

ارتفع عدد ضحايا المواجهات الدامية لليوم التاسع على التوالي بين أنصار الرئيس علي عبد الله صالح ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام إلى أكثر من تسعة قتلى ومئات الجرحى في عدد من المدن اليمنية.
وقالت مصادر متطابقة لـ «الحياة» إن طالباً قُتل، أمس، برصاص مسلحين مؤيدين للنظام الحاكم في محيط جامعة صنعاء، في أول حادثة قتل منذ انطلاق الاحتجاجات قبل أسبوع، وأضافت بأن خمسة أشخاص أصيبوا أمس بجروح في مواجهات وقعت في المكان ذاته.
وذكرت المصادر بأن ثلاثة من الجرحى أصيبوا برصاص مسلحين قبليين من أنصار الحزب الحاكم، هاجموا المتظاهرين بالهراوات والحجارة والبنادق، بينما أصيب اثنان من المتظاهرين جراء التراشق بالحجارة بين الجانبين.


وشجع سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك على تصاعد موجة الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس اليمني حيث اشتعلت الاحتجاجات في عدد من المدن اليمنية، رفع خلالها المتظاهرون شعارات مطالبة بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس ومن بين هذه الشعارات «بعد مبارك يا علي» و»اعتصام حتى يزول النظام» و»يا وزير الداخلية بلطجية بلطجية» و»يا علي إرحل إرحل.. غير رحيلك ما في حل» وغيرها، في حين رفع مؤيدو النظام الحاكم شعارات تؤيد بقاء الرئيس صالح وتطالب بالأمن والاستقرار.
وفي محافظة عدن ارتفع عدد القتلى إلى 7 أشخاص من المتظاهرين وأكثر من 25 جريحاً بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، خلال ثلاثة أيام متوالية من المواجهات بين متظاهرين من أنصار الحراك ومن غيرهم مناوئين لحكم الرئيس صالح وبين قوات الأمن التي استخدمت القوة أحياناً لتفريق التظاهرات.


وكانت المدينة شهدت ليل أول من أمس أعمال شغب بعد مقتل أربعة من المتظاهرين، فيما استمرت التظاهرات والمصادمات حتى فجر أمس في أحياء الشيخ عثمان ودار سعد وخور مكسر والمعلا والمنصورة، حيث أضرم مئات المتظاهرين النار في مبنى مركز الشرطة سابقاً ومقر المجلس المحلي في حي الشيخ عثمان، أحد أهم المباني الأثرية في المدينة.
وقالت الداخلية اليمنية، في بيان، إن الرئيس علي عبد الله صالح وجه الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث التي شهدتها بعض أحياء مديرية المنصورة في محافظة عدن، «وما أسفرت عنه من سقوط ضحايا وعمليات اعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة وإحراق عدد من السيارات».
وتعز جنوب العاصمة صنعاء، وأكثر المدن اليمنية كثافة سكانية، ارتفع عدد ضحايا القنبلة اليدوية التي ألقاها مجهولون يستقلون سيارة على معتصمين في ميدان الحرية وسط تعز أول من أمس، إلى قتيل و 87 جريحاً بينهم 8 حالتهم خطرة.


وذكرت السلطات اليمنية بأن الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز كشفت عن اسم المتهم بإلقاء القنبلة، ويدعى «محمد حمود مقبل»، مشيرة إلى أنه ضبط مع 6 آخرين كانوا معه وأضافت أن «التحقيق مع المتهمين ما زال مستمراً لكشف كل ملابسات الحادثة ودوافعها الحقيقية».
وقدّر مصدر حقوقي في منظمة «هود» الحقوقية عدد المصابين خلال تظاهرات الأيام الماضية بالمئات، مشيراً إلى أن المنظمة تمكنت من رصد 94 جريحاً فقط خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين في كل من صنعاء وتعز.


وإزاء تصاعد وتيرة الأحداث في اليمن، هدد عشرة نواب في البرلمان من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، بتقديم استقالتهم من الحزب الحاكم على خلفية استخدام العنف من قبل السلطات ضد المتظاهرين، واحتجاجاً على تعطيل دور البرلمان في هذه اللحظة التي تمر بها اليمن، حيث يتهمون رئيس البرلمان بتجاهل مطالبهم في مناقشة الأوضاع الجارية في البلد لاسيما في صنعاء وعدن وتعز.
في هذه الأثناء، اجتمع عشرات الصحافيين، في مقر النقابة بالعاصمة صنعاء، أمس، للتنديد بالاعتداءات التي استهدفت الصحافيين المحليين ومراسلي وسائل الإعلام الخارجية خلال الأيام الماضية وحملوا السلطة مسؤولية هذه الاعتداءات.


وأكد الصحافيون بأن «هذه الاعتداءات منظمة ويقف وراءها الحزب الحاكم»، كما حملوا الرئيس علي صالح «مسؤولية مباشرة» عن حماية الصحافيين.
وطالب الصحافيون في بيان «بوقف الاعتداءات وسحب «البلطجية» من شوارع صنعاء» وطالبوا «بعدم إخراج رجال الأمن بثياب مدنية للاعتداء على الصحافيين».
واتهم الرئيس علي صالح، أجندة خارجية بتنفيذ مؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره.


وقال، في خطاب ألقاه أمس أمام المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني: «لقد بنينا الوطن طوبة طوبة، والآن هناك معاول للهدم يريدون أن يدمروا ما بنيناه، حقداً وحسداً على ما أنجز على ايدي هؤلاء الكفاءات والشباب وعلى أيدي العمال والفلاحين وعلى أيدي كل الشرفاء في اليمن».
وأضاف:»لا نريد أن نكون مقلدين للآخرين، بل علينا أن نحدد ماذا نريد؟ فنحن بلد تعددي وديموقراطي»، وتابع: «من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه سلمياً (...) دون أن يقطع الطريق ولا يقتل النفس المحرمة».

 

ودعا صالح من يريد السلطة، بأن يتجه نحو صناديق الاقتراع، مضيفاً «الشعب اليمني سيواجه عناصر التخريب والخارجين عن النظام والقانون».
إلى ذلك، علمت «الحياة» أن علماء الجماعات السلفية في اليمن يعتزمون الإعلان، اليوم، عن بيان «شرعي» يوضح موقفهم من الأحداث التي تشهدها البلاد، ورجحت مصادر بأن يتضمن البيان دعوة إلى الامتناع عن التظاهرات حقناً لدماء اليمنيين، مقابل خطوات إصلاح جذرية وحقيقية يسارع إليها النظام الحاكم منذ 32 عاماً.


وعبرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية عن قلقها من ارتفاع عدد الاعتداءات وحدتها ضد المواطنين اليمنيين الذين يتجمعون سلمياً للتعبير عن آرائهم السياسية... وقالت، في بيان، «إن الاعتداءات ضد المتظاهرين تتنافى مع التزامات الرئيس علي عبد الله صالح في حماية حقوق المواطنين في التجمع السلمي للتعبير عن آرائهم».
وأشارت السفارة إلى وجود تقارير تكشف عن تواجد مسؤولين حكوميين أثناء حدوث هذه الاعتداءات على المتظاهرين، داعية الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمسؤوليتها في حماية حياة وممتلكات كل اليمنيين وصون حقوقهم الأساسية الإنسانية والمدنية.


وفي السياق ذاته عبرت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون عن أسفها الشديد للخسائر التي وقعت في الأرواح وأعمال العنف التي شهدتها عدن أول من أمس. ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس.