التاريخ: شباط ٢٠, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
السعودية تعتقل محاولي تأسيس أول حزب
وشيعة ينظمون احتجاجاً محدوداً في الشرقية

أفادت مصادر شيعية محلية أن شيعة سعوديين نظموا احتجاجا محدوداً في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في المملكة القريبة من البحرين.
واوضحت ان مجموعة من الشيعة نظمت احتجاجا الخميس في بلدة العوامية قرب مدينة القطيف مركز الشيعة السعوديين على الخليج للمطالبة بإطلاق   بعض من الشيعة ممن تحتجزهم السلطات في السجون من دون محاكمة.


ونشر موقع "راصد" الشيعي على الانترنت ان محتجين تجمعوا في وسط البلدة الصغيرة لكنهم ظلوا صامتين ولم يحملوا اي لافتات لتجنب استفزاز السلطات.
ويقول الشيعة انه على رغم تحسن اوضاعهم في ظل الاصلاحات التي بدأها الملك عبد الله بن عبد العزيز لكنهم لا يزالون يواجهون قيودا في تبوؤ الوظائف الحكومية العليا.
وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.


وكانت العوامية، وهي بلدة اقل ثراء بشكل واضح عن باقي مناطق المملكة، مسرحا لاحتجاجات استمرت اسابيع عام 2009 بعدما شرعت الشرطة في البحث عن رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي كسر احد المحرمات حين اشار في احدى خطبه الى ان الشيعة قد يسعون يوما ما الى اقامة دولة منفصلة.
وجاء هذا التهديد الذي يقول محللون انه لم يسبق له مثيل منذ اثارت الثورة الايرانية عام 1979 احتجاجات مناهضة للسعودية في اعقاب اشتباكات بين شرطة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وزوار شيعة في المدينة. ومذذاك يقول شيعة المملكة ان الوضع عرف طريقه الى الهدوء لكنهم لا يزالون ينتظرون تنفيذ الكثير من وعود الاصلاح.
ويقول مسؤولون ان الشيعة يمثلون عشرة في المئة من سكان السعودية، في حين ان ديبلوماسيين يؤكدون ان النسبة تقارب 15 في المئة.

كبح اول حزب
الى ذلك، افاد  ناشطو حقوق انسان ان السلطات السعودية ألقت القبض على ناشطين عدة حاولوا انشاء أول حزب سياسي في المملكة.
وكان اسلاميون سعوديون وناشطو معارضة اعلنوا هذا الشهر حزبا سياسيا أطلقوا عليه حزب "الامة الاسلامي" في تحد نادر للسلطات بايحاء من الاضطرابات التي أدت الى تغيير النظام في كل من تونس ومصر.
وقال محمد القحطاني وهو ناشط مقره الرياض ورئيس رابطة الحقوق المدنية والسياسية السعودية الذي يتابع القضية، انه يوجد أربعة رهن الاحتجاز الان وانه تم اعتقال خمسة وهناك شخصان خارج البلاد وجرى استجواب الباقين والافراج عنهم.
وكان موقع مؤسسي الحزب اكد الخميس اعتقال سبعة من المؤسسين، هم: الشيخ احمد بن سعد بن غرم الغامدي وسعود بن أحمد الدغيثر والشيخ عبد العزيز بن محمد الوهيبي والشيخ عبد الكريم بن يوسف الخضر والشيخ محمد بن حسين بن غانم القحطاني ومحمد بن ناصر الغامدي ووليد بن محمد الماجد.
وطالبت منظمة مراقبة حقوق الانسان "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ نيويورك مقرا بالافراج عن الناشطين وبعضهم ينظم حملة منذ  سنوات عدة للمطالبة بقدر أكبر من الحرية السياسية في السعودية.

 

وقال الباحث في شؤون الشرق الاوسط في المنظمة كريستوف ويليك في بيان ان "القمع السعودي للنشاط السياسي سريع ومطلق". واضاف: "بينما نزل الناس في أنحاء العالم العربي الى الشارع يطالبون بقدر أكبر من الحرية كانت الشرطة السرية السعودية مصممة على وأد أي مطالب مماثلة في مهدها".
ودعا الحزب الجديد في موقعه على الانترنت الى اجراء انتخابات وطالب بمزيد من الشفافية في قرارات الحكومة وبقضاء مستقل.
وقال محللون انه كانت هناك محاولات سابقة لتشكيل أحزاب لكن هذه المجموعة هي أول من يعلن عن هذه الفكرة علانية. ومن بين اعضائها مفكرون اسلاميون ومحاضرون وناشطو حقوق انسان ومحامون.
وعام 2007 اعتقلت السلطات السعودية مجموعة تدعو الى ملكية دستورية ولايزال معظم أفرادها رهن الاعتقال، وفقا لما يقوله ناشطون.
(رويترز)