التاريخ: شباط ١٩, ٢٠١١
المصدر: جريدة الحياة
مثقفون مصريون يطالبون بـ «دولة مدنية» ... وزاهي حواس يشرف على وزارة الثقافة

السبت, 19 فبراير 2011

القاهرة - علي عطا


طالب مثقفون مصريون بتعديل المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع». ومعروف أن هناك لجنة تعمل حالياً على تعديل الدستور المصري، يرأسها المستشار طارق البشري، وهو معروف بتوجهه الإسلامي. وحذر شيخ الأزهر أحمد الطيب من تعديل تلك المادة «لأنها من ثوابت الدولة»، معتبراً أن تغييرها سيؤدي حتماً إلى «فتنة»، ووافقه الرأي المفكر الإسلامي محمد سليم العوا.


وأوضح بيان وقعه نحو ثلاثين مثقفاً مصرياً أن المطالبة بتعديل تلك المادة «تأتي انطلاقاً من الحرص على مبادئ الديموقراطية والوحدة الوطنية». واقترح الموقعون استلهام الصيغة القديمة لدستور 1923 الذي تنص المادة الثالثة منه على ما يأتي: «المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفي ما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين»، وكذلك المادة الثانية عشرة التي تنص على أن «حرية الاعتقاد مطلقة».


وأضاف البيان أن الإسلام هو دين الغالبية في المجتمع المصري وهو أحد أهم روافد الشخصية المصرية الحديثة، ومكانة الديانة المسيحية في صوغ هذه الشخصية ونموها عبر العصور لا خلاف عليها، ومن هذا المنطلق ينبغي احترام حرية التعبير الديني وحرية ممارسة الشعائر الدينية باعتبارها حقاً مكفولاً للجميع في ظل الدولة المدنية. وبين الموقعين على البيان: صبري حافظ، مي التلمساني، منتصر القفاش، إبراهيم فرغلي، سعد القرش، وليد الخشاب، صالح راشد، سيد محمود.


وتم تكليف وزير الدولة لشؤون الآثار زاهي حواس الإشراف موقتاً على وزارة الثقافة، بعد أن قدم الدكتور جابر عصفور استقالته من منصب وزير الثقافة والذي لم يشغله سوى عشرة أيام فقط. ووضع اتحاد كتاب مصر نفسه في موازاة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد موقتاً من حيث توالي البيانات التي يصدرها وحمل آخرها الرقم 4 ويتضمن المطالبة بإطلاق معتقلي ثورة 25 يناير، والعفو عن جنود وضباط في الجيش والشرطة، «ممن التحموا بالشرعية الثورية للجماهير، معبرين معها عن آمالنا المشتركة». وعقد اتحاد كتاب مصر لقاء مساء أول من أمس مع مجموعة من شباب ثورة 25 يناير في مقره في القاهرة ومنحهم درع الاتحاد تقديراً لهم.


وفي سياق متصل، وافق رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة أحمد مجاهد على اقتراح الكاتب أسامة عفيفي رئيس تحرير سلسلة «ذاكرة الوطن» التي تصدرها الهيئة بإصدار كتاب توثيقي عن ثورة 25 يناير تحت عنوان «كتاب الشهداء ويوميات الثورة»، والذي سيضم توثيقاً دقيقاً ليوميات الثورة منذ 25 كانون الثاني (يناير) وحتى 11 شباط (فبراير) في محافظات مصر كافة وأسماء الشهداء وقصص استشهادهم.


وقرر مجاهد أن يصدر الكتاب بأسرع وقت ممكن مع تخصيص عائد بيعه لإنشاء نُصب لشهداء الثورة في ميدان التحرير، كما قرر فريق العمل التبرع بأجورهم للهدف نفسه.
أما مجلة «الخيال» التي تصدرها الهيئة فأعلنت عن مسابقة فنية بالاشتراك مع قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة المصرية لاختيار أحسن تصميم فني لنُصب تذكاري يليق بشهداء الثورة.
ويشار إلى أن مكتبة الإســكندرية قــررت توثيق ثورة 25 يناير ضمن مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة» الذي يشرف عليه مدير إدارة الإعلام في المكتبة الزميل خالد عزب. وقرر الروائي سعد القرش جمع شهادات ممن شاركوا في أحداث الثورة تمهيداً لإصدارها في كتاب.