استعاد ميدان التحرير في وسط القاهرة، كما ميادين كبرى المدن المصرية، أجواء الثورة التي أطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك بعدما أحكم قبضته على مصر 30 سنة، وامتدت رياحها الى دول أخرى في المنطقة، مع نزول المصريين بمئات الالاف، وربما بالملايين الى الشوارع، في "جمعة الانتصار والاستمرار"، فرحين بانتصارهم وفخورين به، وحاملين أعلام مصر وصور شهدائهم. ولم تنسهم نشوة النصر مواصلة الضغط على الحكام العسكريين الذين تسلموا السلطة، لاستئصال ما تبقى من رموز النظام السابق وتنفيذ بقية المطالب، بما فيها استقالة الحكومة الحالية التي عينها الرئيس السابق قبل تنحيه، وإلغاء حال الطوارئ فوراً وإطلاق المعتقلين السياسيين.
وفيما أبقى الجيش دباباته في محيط ميدان التحرير، حرص الجنود على المشاركة في الاجواء الوطنية التي سادت التجمعات، اذ عزفت فرقة موسيقية عسكرية الحانا وطنية وتولى عسكريون توزيع اعلام على المتظاهرين. وفي اطلالة لافتة، أم الداعية المصري البارز الشيخ يوسف القرضاوي المصلين في ميدان التحرير، وقال في خطبته: "أقول كلمة للانظمة الحاكمة، لا تكابروا، لا تناطحوا المريخ ولا تقفوا أمام التاريخ وأمام شعوبكم".
وفي موازاة الاجواء الاحتفالية، تستمر الاحتجاجات المطلبية في قطاعات الاقتصاد المصري لزيادة الاجور ومحاسبة "الفساد"، الامر الذي دفع الجيش على ما يبدو الى توجيه انذار في هذا المجال. ونقل التلفزيون المصري عن بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة في البلاد أنه لن يسمح باستمرار الاضرابات عن العمل التي تضر بالاقتصاد. وافاد مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في القاهرة ان السلطات المصرية افرجت عن 240 سجيناً سياسياً.
|