التاريخ: شباط ١٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
 
اليمن: 3 قتلى في تظاهرات التغيير وعلي صالح فقد أهمّ حلفائه التقليديين

توسعت التظاهرات الشبابية والطالبية في اليمن مع دخول حركة الاحتجاجات يومها السابع، وشهدت محافظات صنعاء وتعز والبيضاء وإب والحديدة تظاهرات نهارا وتجددت ليلا تطالب بتغيير النظام وتنحي الرئيس علي عبدالله صالح وسط اشتداد للمواجهات بين مؤيدي الرئيس ومناهضيه في صنعاء والتي أوقعت قتيلا و 30 جريحا، فيما أدت المصادمات المتجددة بين الشرطة ومحتجين في محافظة عدن ليلاً إلى سقوط قتيلين و17 جريحا .


وكانت المواجهات التي شهدتها العاصمة الخميس الأعنف منذ بدء حركة الاحتجاجات، اذ هاجم مئات المسلحين من رجال القبائل ومؤيدي الحزب الحاكم آلاف الطلاب والناشطين
 قرب جامعة صنعاء ولاحقوهم إلى شارع مجاور حيث تصدوا لهم بالأسلحة البيضاء والهراوات والحجار وأطلق آخرون النار عليهم، فسقط عدد كبير من الضحايا.
واستمرت الاشتباكات ساعات أقفلت فيها الشوارع بالحجار والإطارات المشتعلة وامتدت إلى شارع الستين، حيث منزل نائب الرئيس اليمني من دون تدخل الشرطة التي كانت منتشرة بكثافة هناك .
وهتف الطلاب المحتجون "بعد مبارك يا علي"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، إلى حملهم لافتات تطالب بـ"الثورة على الفساد" وتدعو الرئيس علي صالح الى تنحية أقاربه من السلطة واجراء "إصلاحات تنهي حكم الأسرة". وهتف المؤيدون: "بالروح بالدم نفديك يا علي"، "ما لنا إلا علي رغم أنف البرغلي" والأخير مصطلح أطلقته السلطات على الطلاب والناشطين المتظاهرين الذين يعتقد أن أكثرهم من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية.


وقال صحافيون وناشطون، إن أكثر المسلحين الذين يعترضون المتظاهرين من سكان مناطق القبائل التي زارها الرئيس اليمني اخيراً ودعا وجهاءها للتصدّي لما سماه مؤامرات "تستهدف الأمن وإثارة والفوضى الانقلاب على الشرعية الدستورية".
وعزت صنعاء استمرار الاشتباكات إلى "وجود بعض المندسين لإثارة الشغب وتنفيذ أجندات لإثارة الفتنة ودفع بالأمور نحو الفوضى". "ودعت المواطنين إلى عدم "الانجرار وراء من يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار".


وبعد ساعات من أمر علي صالح تأليف لجنة برئاسة نائب الرئيس للتحقيق في الأحداث التي شهدتها عدن سجلت ليلا مواجهات عنيفة بين الشرطة ومئات الشباب المحتجين الذي تجمعوا في ساحة عامة بمنطقة المنصورة. وقال ناشطون إن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فسقط قتلى وجرحى.
ونشرت قيادة الجيش قوات معززة بالسلاح الثقيل في إرجاء مدينة عدن، وأكد ناشطون أن أجهزة الأمن اعتقلت نحو 20 ناشطا قالت السلطات أنهم متورطون في اقتحام مرافق حكومية وإضرام النار في محال تجارية ومرافق وسيارات حكومية .


وشارك الآلاف من أنصار "الحراك" في محافظات الضالع ولحج وشبوة وأبين  بتظاهرات احتجاج جابوا فيها الشوارع حاملين لافتات منددة باستخدام القوة ضد المتظاهرين في عدن وتطالب بدعم دولي لمطالب الجنوبيين في تقرير المصير وفك الارتباط.

تناقص الحلفاء
ومع دخول تظاهرات الاحتجاج أسبوعها الثاني، فقد الرئيس اليمني أهم حلفائه التقليديين الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الإيمان الأهلية والمطلوب أميركيا بتهمة تمويل الإرهاب والذي أعلن أمس تأييده للمتظاهرين المطالبين بالتغيير، إلى توقعه ان التغيير سيحدث في اليمن سواء بالوسائل السلمية أم باستخدام العنف، معتبرا ان المشاركة في التظاهرات "جهاد في سبيل الله".
وكان الشيخ الزنداني يتحدث في مؤتمر صحافي بصنعاء وحيث دعا القوى السياسية إلى تحكيم العقل وتأليف حكومة وحدة وطنية متكافئة الحقائب السيادية تمهد خلال ستة أشهر لانتخابات نيابية ديموقراطية ونزيهة. وتوقع أن يؤدي قرار الرئيس علي صالح تنحية أقاربه من مؤسسة الجيش والأمن والحكومة إلى تهدئة الأوضاع المضطربة حاليا في اليمن.


وللشيخ الزنداني الذي أمضى سنوات من حياته في الجهاد في أفغانستان مع زعيم تنظيم "القاعدة" إسامة بن لادن  آلاف المناصرين، وقد تحالف مع علي عبدالله صالح في حرب صيف 1994 ويعتقد أن الجماعات الإسلامية والجهادية التي قادها الشيخ الزنداني اضطلعت بدور مهم في تحقيق قوات الرئيس النصر وهزيمة الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب اليمن قبل إعلان دولة الوحدة.
وكشف عن تحركات في أوساط علماء الدين في اليمن لإصدار بيان يعلنون فيه موقفهم من الأوضاع في اليمن مشيرا إلى أنهم يعتقدون أن ما تشهده الساحة تعبير عن الظلم "ولن تستقر الأوضاع من دون إصلاح المظالم وإعادتها الى اهلها وعدم تكرارها".
صنعاء – من ابوبكر عبدالله