التاريخ: شباط ١٨, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
 
مواجهات وسقوط قتلى في "يوم الغضب" الليبي واللجان الثورية تحذّر من "سرقة مكتسبات الشعب"

شهدت مدن ليبية عدة اشتباكات ومواجهات سقط فيها عدد من الضحايا، عندما نزل المئات من الليبيين الى الشوارع استجابة لدعوة من معارضين الى جعل امس الخميس "يوم غضب" احتجاجا على نظام العقيد معمر القذافي الحاكم منذ قرابة 42 سنة. ورد النظام على التظاهرات بانزال المئات من أنصاره في مسيرات دعم للقذافي في العاصمة طرابلس.
واكدت المعارضة مقتل عشرة اشخاص في تظاهرات الاحتجاج خلال الساعات الـ24 الاخيرة في ليبيا.
وتحدثت مواقع الكترونية معارضة عن مقتل ستة اشخاص في بنغازي في شرق ليبيا في مواجهات دارت بين متظاهرين مناهضين للنظام وقوى الامن،  بينما قتل اربعة اشخاص في تظاهرات مماثلة الاربعاء في مدينة البيضاء في شرق البلاد ايضا.


واوضح موقعا "اليوم" و"المنارة" المعارضان ان "مواجهات عنيفة" حصلت في بنغازي، مما اوقع "ستة قتلى حتى الان" و35 جريحا. واضافا ان محامين تظاهروا امام محكمة بنغازي مطالبين بدستور لبلادهم. كما اشارا الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل في مدينة البيضاء على مسافة 200 كيلومتر شرق بنغازي في مواجهات مساء الاربعاء. وروى أحد سكان البيضاء إن اشتباكات دارت امس في المدينة بين أنصار الحكومة وأقارب شابين قتلا  بعد انتهاء جنازتهما. وقال الرجل الذي تحدث عبر الهاتف وطلب عدم ذكر اسمه إن الوضع لا يزال معقدا وإن الشباب لا يريدون الاصغاء الى ما يقوله الكبار.
واظهرت اشرطة فيديو على الانترنت عشرات الشبان الليبيين المتجمعين ليل أول من أمس في مدينة البيضاء وهم يرددون "الشعب يريد اسقاط النظام" بينما كانت النيران تشتعل في احد المباني، وبدت الشوارع خالية من رجال الشرطة.


ونقلت منظمة "هيومان رايت سوليداريتي" ومقرها في جنيف عن شهود ان قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهرا واصابوا عشرات آخرين بجروح.
وانطلقت ايضا تظاهرات عنيفة  في زنتان التي تبعد 145 كيلومترا جنوب غرب طرابلس واعتقل خلالها عدد من الاشخاص واحرقت مراكز للشرطة ومقر للجان الثورية، على ما أوردت صحيفة "قورينا" الليبية على موقعها على الانترنت .


ووردت معلومات متناثرة من ارجاء البلاد عبر صفحة بالعربية في موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي والذي يستخدمه الناشطون، لكن المصادر لم تكن واضحة . وجاء في أحد التعليقات إن المحتجين في قرية الرجبان قرب الحدود مع الجزائر اضرموا النار في مقرات حكومية محلية.
وكان مناهضون للقذافي يتواصلون عبر الانترنت من دون كشف هوياتهم او يعملون في المنفى حضوا الليبيين على تنظيم احتجاجات امس في محاولة لتقليد الانتفاضات الشعبية التي أطاحت الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي.
 وافاد صحافي من "رويترز" إن العاصمة طرابلس لم تشهد اية تظاهرات سوى تلك التي شارك فيها انصار القذافي في الميدان الاخضر بالمدينة رافعين صوره واعلاماً خضراً ومرددين هتافات مؤيدة له.


وعززت السلطات اجراءاتها الامنية في الطرق الرئيسية المؤدية الى طرابلس، بينما كانت حركة السير في العاصمة اخف من العادة.
وأفادت وكالة الجماهيرية للانباء "اوج " الليبية أنه كانت هناك بالمثل مسيرات تأييد للقذافي في مدن اخرى.
واكدت صحيفة "قورينا" ان اللجنة الشعبية العامة للامن العام (وزارة الداخلية) اقالت امس مسؤولا امنيا محليا اثر مقتل شخصين في تظاهرات البيضاء. ونقلت عن "مصادر امنية مطلعة" ان مدير امن منطقة الجبل الاخضر العميد حسن قرضاوي اقيل من منصبه صباح امس وعين مكانه العقيد فرج البرعصي.
وليل الاربعاء ارسلت شركتا "لبيانا" و"المدار" المشغلتين للهاتف الخليوي في ليبيا رسائل نصية قصيرة من "شباب ليبيا" تحذر من المشاركة في تظاهرات مناوئة للنظام. وجاء في هذه الرسائل الاربعة "من شباب ليبيا الى كل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمر، تعال وواجهنا بأي ميدان أو شارع ببلادنا الحبيبة. شباب ليبيا". أما "الخطوط الحمر"، فهي معمر القذافي ووحدة الاراضي الليبية والاسلام وامن البلاد.


وحذرت اللجان الثورية، العمود الفقري للنظام ومعقل الحرس القديم، من انها لن تسمح لمجموعة "تتحرك في الليل" بـ"سرقة مكتسبات الشعب الليبي والعبث بأمن ليبيا واستقرارها".
اما العقيد القذافي فشارك مساء الاربعاء في صلاة اقيمت في مناسبة وضع حجر الاساس للمقر الجديد للنادي الاهلي الرياضي في طرابلس في حضور الالاف من مشجعي النادي، كما ظهرت مشاهد بثها التلفزيون الحكومي .
ودعت الولايات المتحدة ليبيا الى الاستجابة لتطلعات شعبها ، فيما أبدت باريس الاسف "للاستخدام المفرط للقوة" ضد المتظاهرين في دول عربية عدة  بينها ليبيا.
من جهتها دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية الى "وضع حد لقمع التظاهرات".
وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ نيويورك مقراً لها ان السلطات الليبية اعتقلت 14 ناشطا وكاتبا كانوا يعدون للاحتجاجات المعارضة للحكومة، في حين تعطلت الخدمة الهاتفية في أجزاء من البلاد.

تغيير قيادات

وافاد مصدر ليبي أن مؤتمر الشعب العام (البرلمان) سيقر تحولات كبيرة منها تغيير أجهزة تنفيذية واختيار شعبي لأسماء جديدة تحل محل أسماء بارزة في الأجهزة التنفيذية للدولة.
ونقلت "قورينا" عن المصدر الذي لم تكشفه أن المؤتمر سيبدأ عقد اجتماعاته  الاثنين المقبل . وسيقر إصلاحات إدارية تدعم الإدارة المحلية وتدفع في اتجاه اللامركزية المعتمدة لدى اللجنة الشعبية العامة (الحكومة)، كما سيقر هيكلية إدارية جديدة.
وص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ