التاريخ: كانون الأول ٢١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
هل يسحب جواد عدره حصرية زعامة الحريري؟ - سابين عويس
أقل من 48 ساعة كانت كفيلة بنقل البلاد من اجواء التأزم والانفجار والسير نحو الانهيار، الى اجواء ايجابية ترافق الاجواء الميلادية التي كانت لأيام خلت مشوبة بالغصة واليأس في الاوساط الشعبية كما في اوساط المؤسسات التجارية الرازحة تحت اعباء التراجع الاقتصادي. هي اذا 48 ساعة نجح فيها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم حيث عجز رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل. فسلكت المبادرة الرئاسية طريقها نحو التنفيذ، وحُلت عقدة التمثيل السني المعارض، وفقا لسيناريو موضوع منذ بروز تلك العقدة، بإخراج اظهر ان الهدف الحقيقي للعقدة لم يكن يكمن في تمثيل "اللقاء التشاوري" بقدر ما كان يرمي الى كسر حصرية الزعامة السنية للرئيس المكلف سعد الحريري.

لم يكن هدف "حزب الله" سحب التكليف من يده، وكان هذا الامر واضحا من خلال استبعاد اقتراح رئيس الجمهورية توجيه رسالة الى المجلس النيابي. ولم يكن البديل جاهزا، وثبت أن الضغط الممارس على الرئيس المكلف يرمي الى دفعه الى تقديم المزيد من التنازلات حيال قبول تمثيل سني من غير تياره السياسي.

لكن تشبث الحريري بموقفه اسهم في وصول الامور الى خواتيم لم يُكسر فيها الزعيم السني.

وحده "اللقاء التشاوري" خسر في المعركة التي خيضت باسمه خاسرا. فصحيح ان السيناريو- الحل كان يقضي بأن يسمي اللقاء من يمثله، لكن القطبة المخفية كمنت في توافق القوى السياسية المعنية على اسم السيد جواد عدره من دون التشاور مع "التشاوري" في شأنه. فاللواء عباس ابرهيم كان طلب من اعضاء اللقاء ان يسموا ممثليهم، فيما كان اسم عدره مطروحا على طاولة التشاور. توافق عليه كل من الحريري وباسيل في لندن، واقترحه عضو اللقاء النائب قاسم هاشم، الذي هو، قبل ان يكون في اللقاء، عضو في كتلة "التنمية والتحرير".

وجاءت خسارة "التشاوري" نتيجة التباينات الحادة بين اعضائه والتنافس على احقية التسمية في ما بينهم.

وعليه، يخرج اسم "التشاوري" من التداول السياسي غداة تشكيل الحكومة المقررة الجمعة.

ويستبعد ان يكون عدره ناطقا باسمهم في الحكومة، بعدما جاء التوافق على اسمه على مستوى سياسي جامع بين الرؤساء الثلاثة ومع "حزب الله".

هل يكسر عدره حصرية الزعامة السنية للحريري؟ سؤال طرحته الاوساط السياسية وتفاعلت معه امس، بعدما كان عنوان المعركة الرئيسي كسر تلك الحصرية، والتحضير لزعامات سنية جديدة قادرة على مواجهة زعامة الحريري.

في الاوساط السياسية عينها جواب واضح بأن "حزب الله" ربح معركة خرق "سنية" الحريري في الحكومة، بعدما كان ربحها في النيابة. ولكن كما حافظت تلك الحصرية على موقعها حتى بعد خسارة الحريري 10 مقاعد نيابية، تؤمن الاوساط بأنها ستحافظ على موقعها بعد تشكيل الحكومة. ذلك ان نتائج الانتخابات النيابية بينت ان الشارع السني الذي يسير وراء الحريري لا يزال بعيدا عن احتساب الاعداد والاصوات ونسبة التمثيل. ولكن التحدي الفعلي سيكون على مستوى الممارسة وتحصين صلاحيات الرئاسة الثالثة في اطار صون دستور الطائف الذي أولى هذا الموقع صلاحيات استثنائية، عين البعض على انتزاعها منه!