التاريخ: شباط ١٧, ٢٠١١
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
مصر: إلغاء الطوارئ قبل الانتخابات وواشنطن تراقب "الإخوان" عن كثب

واشنطن – من هشام ملحم / القاهرة – الوكالات    

مع استمرار الاضرابات المطالبة بزيادة الاجور وتحسين ظروف العمل بعد أيام من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، دعا شباب "ثورة 25 يناير" الى "تظاهرة مليونية" غدا في ميدان التحرير لتكريم "شهداء الثورة" والتشديد على تحقيق ما تبقى لهم من مطالب.


وصرح ممثل جماعة "الاخوان المسلمين" في لجنة اعادة صياغة الدستور صبحي صالح بأن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة بعد تنحي مبارك "قال انه يضمن رفع قانون الطوارئ قبل الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية". وأوضح أن اللجنة "ليست لجنة سياسية بل لجنة قانونية تقنية مكلفة معالجة العيوب القانونية في الدستور".

واشنطن
وفيما يحاول المصريون استعادة حياتهم الطبيعية، توقع مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان يكون "الاخوان المسلمون" في مصر "جزءا من العملية السياسية في مصر، الى قوى المعارضة الاخرى".


ورأى ان ما حدث في مصر هو "أبعد من الاخوان المسلمين" ويتضمن قوى مختلفة ذات خلفيات متعددة. وقال ان التطورات الاخيرة في الشرق الاوسط هي "تعبير آخر عن التحديات الاقتصادية" في عالم مترابط بعضه ببعض على نحو أوثق مما كان في الماضي.
وسئل عن التزام "الاخوان المسلمين" معاهدة السلام مع اسرائيل، فأجاب انه سؤال يصعب الجواب عنه، وإن يكن رجح ألا يؤيد "الاخوان" المعاهدة، لكنه لاحظ انهم يمثلون صوتا واحدا من مجموعة أصوات سوف تبرز على المسرح المصري. وذكر في هذا السياق ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة أكد التزامه المعاهدة.


وأشار الى انه لا يعلم بوجود موقف لـ"الاخوان" من تهريب الاسلحة الى غزة، معربا عن اعتقاده أنهم يؤيدون ذلك. وعن أي علاقة بين "الاخوان" وايران، قال إن ايران ترغب في استغلال ما يحدث ليس فقط في مصر بل استغلال الاضطرابات الاخرى في المنطقة. وأضاف ان حكومته ستراقب الوضع عن كثب وخصوصاً عملية الاصلاح الدستوري، نظراً الى وجود ممثل لـ"الاخوان" في اللجنة التي ستضع الدستور "ومن الطبيعي ان نراقب بدقة لمعرفة ما هي اجندة الاخوان المسلمين".


وأفاد كلابر ان الاستخبارات الاميركية ادركت بعد قرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الفرار ان "العدوى" التونسية يمكن ان تصل الى مصر. وقال ان الاستخبارات الاميركية كانت تراقب وسائل الاعلام التقليدية والجديدة، وأبرز صعوبة مراقبة مختلف انواع الاعلام الاجتماعي (مثل "الفايسبوك" و"التويتر" وغيرهما).


وتحدث مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إي" ليون بانيتا الذي شارك في الجلسة، عن صعوبة مراقبة هذه الاساليب الجديدة للاتصالات مثل 600 مليون مشارك في "فايسبوك" و190 مليون مشارك في "تويتر" في العالم، وان التحدي الحقيقي هو مراقبة المواقع الرئيسية لاستخلاص المعلومات المفيدة، وهي مسألة تتطلب تحليلات كبيرة.
وسئل كلابر هل يعتبر "الاخوان المسلمين" حركة متطرفة أو تشمل عناصر متطرفة، فأجاب انه يميل الى الاحتمال الثاني، مشيرا الى ان لـ"الاخوان" فروعاً في اكثر من دولة مرتبطة بتنظيم كبير "يشكل مظلة دولية واسعة لا تتولى ادارة هذه الفروع بشكل مفصل".


وقال ليون بانيتا ان "الاخوان المسلمين ليسوا منظمة موحدة... وهي تختلف من دولة الى دولة... هناك فئات متطرفة في بعض المناطق، وهناك محامون ومهنيون في جزء آخر من الاخوان المسلمين في مصر على سبيل المثال". واضاف انه من الصعب وصف الجماعة بانها متطرفة، ولكن "هناك عناصر متطرفة علينا ان نعيرها الاهتمام، وينبغي ان نراقب عن كثب كي نضمن ألا يستخدموا نفوذهم للتأثير على اتجاهات الحكومات في المنطقة".


وقال وزير الدفاع روبرت غيتس انه لا يستطيع ان يتخيل احتمال ارسال قوات برية اميركية للتدخل في مصر او في غيرها من الدول لوقف الانهيار الأمني. وأضاف خلال شهادة امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان هذه تحديات ديبلوماسية وليست عسكرية. وأشاد في هذا السياق بسلوك القوات المسلحة المصرية، التي لم تستخدم القوة لوقف التظاهرات حتى في أحلك اللحظات. واعتبر ان ضبط النفس هو من الفوائد الناتجة من العلاقة الوثيقة بين القوات المسلحة في البلدين والتدريبات المشتركة.


وحذّر رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايكل مولن من قطع المساعدات العسكرية عن مصر، ووصف الدعوات الى ذلك بأنها "طائشة" وسيئة. وقال ان المساعدات العسكرية السنوية لمصر والبالغة 1,3 مليار دولار "لها قيمة لا يمكن حسابها"، لافتاً الى انها ساهمت في رفع اداء القوات المصرية ومهنيتها. وكان الاميرال مولن ينتقد ضمنا دعوات بعض المشرعين الاميركيين الى قطع المساعدات العسكرية عن مصر قبل تنحي مبارك عن منصبه.