FRI 19 - 4 - 2024
 
Date: Nov 29, 2018
Source: جريدة الحياة
المعارضة السورية تقلل من اختراقات مهمة في جولة آستانة الحالية باستثناء إدلب
موسكو - سامر إلياس
وسط سقف منخفض للتوقعات تختتم اليوم في الجولة الـ11 لمباحثات آستانة. وفي حين برز تباين في أولويات روسيا والمعارضة في الجولة الحالية، رجحت مصادر روسية وسورية أن تخرج الجولة الحالية باتفاقات لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب. وتزامناً مع عقد الاجتماع السادس للجنة الخاصة بالمعتقلين في آستانة، طالب محققو جرائم الحرب في الأمم المتحدة النظام السوري بإبلاغ عائلات من اختفوا وهم قيد الاحتجاز بما حل بأقاربها وتقديم سجلات طبية ورفات من توفوا أو أعدموا أثناء احتجازهم، وشددت على أنه «لا يمكن إحراز تقدم باتجاه إقرار سلام دائم لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أعوام من دون تحقيق العدالة».

وفي اتصال مع «الحياة» قال عضو في وفد المعارضة إلى آستانة: «إن سقف توقعاتي منخفض بشأن إمكانية التوصل إلى تشكيل اللجنة الدستورية»، وعزا المصدر السبب إلى أن «روسيا لا تمارس ضغوطاً كافية على النظام. وبالطبع إيران تدعمه أيضاً»، كاشفاً أن وفد المعارضة «سيلتقي اليوم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا»، وشدد المصدر أنه «نظراً إلى الظروف الحالية والأجواء، فإن تركيزنا سينصب على موضوع المعتقلين».

ورأى رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين أن أولويات الجولة الحالية تضعها روسيا بالمشاركة مع البلدان الضامنة، وأوضح في اتصال مع «الحياة» أن «الأولوية بالنسبة للروس هي التمهل في البت في عدد من القضايا المتعلقة بتسوية الأزمة السورية إلى حين صدور موقف أميركي واضح، فالولايات المتحدة عادت بقوة إلى الملف السوري عبر مبعوثين خاصين اثنين، ولكن من دون أن يعرضا برنامجهما ومقترحاتهما». وقلل حسين من امكانية تشكيل اللجنة الدستورية حتى نهاية العام الحالي، وزاد: «من المنطقي ألا يتم تشكيلها في عهد المبعوث الحالي ستيفان دي مستورا احتراماً لخلفه لأنه إن تم التشكيل الآن من دون فعل أي شي فسيأتي المبعوث غير بيدرسون، ومن الأجدى أن تكون في عهد المبعوث الجديد»، وخلص إلى أن عقد الجولة الحالية «يعد حراكاً بهدف ملء فراغ زمني تشهد فيه كل الملفات حال ركود.. فقضايا ادلب، واللجنة الدستورية، وعودة اللاجئين، وإعادة الاعمار كلها قضايا لم يحسم أمرها وتمر بفترة ركود».

وفي حين نفى مصدر روسي مشارك في اجتماعات آستانة نية موسكو شن عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب رداً على «استفزازات المعارضة»، أكد أنها ملتزمة بالرد المحدد ضمن اتفاق سوتشي حول إدلب. وزاد: «سنعمل مع الأتراك من أجل حل هذه المشكلات بطرق سلمية، ولن نتحرك إلا للرد على الاستفزازات». نقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصدر روسي مطلع على جولة محادثات آستانة الحالية قوله إن «عملية تشكيل اللجنة الدستورية تتم بصعوبة من كلا الجانبين. ولا نريد الاستعجال في هذا الأمر، وسنسعى لإقرار قائمة أعضاء اللجنة الدستورية مع حلول نهاية العام الحالي»، وكشف أنه «تمت الموافقة على 75 في المئة من قائمة الأعضاء، ويتعين علينا حالياً الموافقة على 15 أو 16 مرشحاً لعضوية اللجنة من ممثلي المجتمع المدني».

وقال الناطق باسم هيئة التفاوض السورية المعارضة يحيى العريضي: «إن التصريحات تأتي في إطار خلط الأوراق والتكتيكات من دون مقاربة استراتيجية للحل في سورية» مرجحاً في اتصال أجرته معه «الحياة» التوصل إلى تفاهمات لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب في شكل أفضل، ورأى أن «قمة آستانة تعد استكمالاً لقمة إسطنبول الرباعية التي شارك فيها طرفان من ثلاثي آستانة وغياب إيران إضافة إلى دولتين من المجموعة الصغيرة في شأن سورية، ومن هنا فإن آستانة هي التوثيق لما حدث في إسطنبول حول اتفاق إدلب بمشاركة إيران».

ورأى العريضي أن «اللجنة الدستورية لها فرصة بحضور دي مستورا»، مشيراً إلى أن روسيا «تسعى إلى إحياء آستانة التي استنفدت أغراضها بعدما أنجزت مناطق خفض التصعيد التي انقلب عليها النظام وروسيا وإيران». وأوضح أن «روسيا تسعى إلى الزج بقضايا سياسية في آستانة، فقد قدموا لنا منذ الجولة الأولى مسودة دستور ولكننا رفضناها، ولاحقاً عقدت مؤتمر سوتشي بداية العام الحالي لإقحام المسار السياسي عبر اللجنة الدستورية، وفي المقابل تواجه روسيا عقدة دور الأمم المتحدة في هذا الموضوع، وهي تسعى إلى التخفيف من صلاحيات الأمم المتحدة».

وبعد كشف النظام عن قوائم بعشرات الآلاف من المعتقلين المزعوم أنهم توفوا في السجون بسبب أمراض، أطلقت عليها هيئات حقوقية «قوائم الموت»، قالت اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سورية إن «من المعتقد أن أغلب الوفيات قيد الاعتقال وقعت في مراكز اعتقال تديرها أجهزة المخابرات أو الجيش السوري. لكن اللجنة لم توثق أية واقعة جرى فيها تسليم الجثامين أو المتعلقات الشخصية للمتوفين». وذكرت اللجنة أن شهادات وفاة السجناء التي سلمت لأسرهم تشير إلى أن سبب الوفاة هو «أزمة قلبية» أو «جلطة»، لافتة إلى أن «بعض الأفراد من المنطقة الجغرافية ذاتها توفوا في التاريخ نفسه، فيما يحتمل أن يشير إلى إعدام جماعي». وطالب تقرير للجنة النظام بـ«الكشف علناً عن مصير هؤلاء المعتقلين المختفين أو المفقودين من دون إبطاء»، مشيراً إلى أن ذلك يشمل القوات الحكومية السورية والقوات الروسية والقوات المتحالفة، مشدداً على أن «من حق الأسر معرفة الحقيقة عن وفاة أقاربها والتمكن من تسلم رفاتهم».


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved