TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Aug 24, 2018
Source: جريدة الحياة
كيف تنجح موسكو في سورية؟ - طوني فرنسيس
حققت روسيا الكثير في سورية، وعشية الذكرى الثالثة لتدخّلها الحاسم في أيلول (سبتمبر) 2015، أمكنها استعراض ما حققته قواتها في هذا البلد وأعادها قوة دولية عظمى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه، وانضمام مجموعة من دول حلف وارسو السابق الى عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي.

وضعت روسيا في هذه السنوات الثلاث مصير سورية بين يديها، وحضرت جواً وبراً وبحراً... في البحار الأسود والمتوسط وقزوين، وحولت هذا الأخير الى منصة لإطلاق صواريخ "كاليبر"، في إشارة قوة لدوله، وبينها خصوصاً إيران، وجعلت من تدخلها حاجة إقليمية لإسرائيل من جهة، ولأطراف عربية تخشى تحدّيين: تركيا الإخوانية العثمانية وإيران المذهبية التوسعية.

وعلى رغم أن مساحات واسعة من سورية لا تزال خارج النفوذ الروسي، بات في إمكان موسكو أن تطرح مبادرات هي في حاجة إليها لتكريس انتصارها ونفوذها، وأبرز هذه المبادرات الدعوة الى عودة ملايين اللاجئين السوريين الى بلادهم، وركزت في هذه الدعوة خصوصاً على اللاجئين الى البلدان المجاورة لسورية، لبنان والأردن وتركيا. ولا شك أن عنواناً كهذا سيلقى صدى إيجابياً في هذه البلدان وفي العالم أجمع، إلا أن شيطان التفاصيل يبقى ماثلاً، فروسيا تحض اللاجئين على العودة الى حضن من هجّرهم أو هربوا منه، ومن دون أي ترتيب سياسي يضمن أمن هؤلاء ومصالحهم في ظل نظام سياسي مختلف، وهي كذلك تطلب الى دول العالم المساهمة في توفير شروط العودة عبر مساهمتها في إعادة إعمار البنية السورية التي لا تقل تكاليفها عن 400 بليون دولار، فيما تتمسك هذه الدول وفي مقدمها الولايات المتحدة، بإجراء تغيير في طبيعة النظام تحدثت عنه قرارات مجلس الأمن ومحادثات جنيف ومجموعة من البيانات المشتركة، بما فيها بيانات أميركية - روسية على مستوى القمة.

تبدو "روسيا عالقة في سورية" قال جون بولتون، رئيس مجلس الأمن القومي الأميركي، خلال زيارته إسرائيل هذا الأسبوع، وفي الواقع فإن عدم نجاح موسكو في إحداث خرق في موضوعي الإعمار واللاجئين، وعدم رغبتها أو قدرتها على الحد من النفوذ الإيراني، والقيود التي تلوح ضد محاولة اجتياح إدلب، كلها عوامل تجعل السياسة الروسية في سورية تراوح بما يهدد إنجازات السنوات الثلاث، ويفسح في المجال أمام تطورات ميدانية لن تكون بالضرورة لمصلحتها. وهذا يفترض أن يدفع باتجاه مفاوضات واضحة وعملية تغير في المشهد السوري والإقليمي، فليس من مصلحة الأطراف العربية والدولية الرئيسة أن تفشل روسيا في سورية، كما أنه ليس في مصلحتها أن يقتصر الدور الروسي على تثبيت الأسد والحضور الإيراني.
 

The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved