THU 17 - 10 - 2024
 
Date: Apr 28, 2011
Source: جريدة الشروق المصرية
الثورة السورية.. واجب التضامن - عمرو حمزاوي

لم يعد مقبولا، لا أخلاقيا ولا سياسيا، أن نصمت فى مصر عن القتل والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التى يرتكبها نظام الأسد ضد المواطنين فى سورية.

 

الثورة السورية كنظيرتها المصرية هى ثورة مواطنين من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وضد نظام قمعى فاسد غير قادر على الإصلاح.

 

الثورة السورية كنظيرتها المصرية ثورة مواطنين تواجه عنف نظام الحكم بالتزام كامل بالطابع السلمى، ولا تعدو اتهامات المسئولين السوريين للمتظاهرين بخيانة المصالح الوطنية وبحملهم أجندات خارجية وبممارستهم العنف إلا أن تكون تكرارا رديئا لما ردده من قبل المسئولين فى تونس ومصر واليمن والبحرين.

 

لم يعد صمتنا فى مصر مقبولا، فالشعب السورى العظيم يستحق تضامننا وينتظر مساندتنا. لست هنا فى وارد مطالبة حكومة الدكتور شرف بتبنى موقف يتجاوز التعبير اللفظى عن التضامن والمساندة لمطالب المواطنين السوريين المشروعة. فتحديات الداخل كبيرة ومرهقة.

 

وإعادة ضبط بوصلة السياسة المصرية تجاه العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط على نحو يضمن الالتزام بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، وهى مهمة قادمة لا محالة وأحسب أنها ستشكل قلب السياسة الخارجية المصرية إن نحن نجحنا فى صناعة الديمقراطية فى الداخل، تظل متروكة لما بعد انتخاب البرلمان والرئيس.

 

المطالب بالتضامن والمساندة الفعالة للثورة السورية هم نحن مواطنات ومواطنو مصر بمنظمات المجتمع المدنى وبمبادراتنا الأهلية وبإعلامنا وبشخصياتنا العامة. نعم نحن أيضا مهمومون بتحديات الداخل ومشغولون بمصر، إلا أن إنسانيتنا وانتماءنا العربى وعلاقتنا التاريخية مع الشعوب العربية وتحررنا كمواطنين من قيود المواقف الرسمية جميعها عوامل تحتم علينا التضامن مع الثورة السورية.

 

نستطيع تنظيم الوقفات الاحتجاجية، السلمية وفى إطار من الالتزام الكامل بالضوابط القانونية، أمام السفارة والمصالح السورية فى مصر. نستطيع من خلال منظمات المجتمع المدنى أن نتحرك عربيا ودوليا للضغط على الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية لفرض عقوبات رادعة على نظام الأسد بعد كل العنف الذى ارتكبه بحق المواطنين. ينبغى علينا ومن الآن أن نستعد للإسهام فى جهود الإغاثة الإنسانية، إن تطور الوضع فى سورية على نحو يحتم تقديم الإغاثة من الخارج.

 

يتعين علينا أيضا أن نفرد مساحة معتبرة فى إعلامنا لمناقشة الأحداث السورية وإتاحة الفرصة لرموز الديمقراطية والحركة الحقوقية المصرية للتعبير عن مساندتهم للثورة السورية.

لا قيود واضحة على الإعلام فى مصر فى ما خص تناول الشأن السورى، على خلاف الكثير من الفضائيات والصحف المملوكة لحكومات عربية أو إقليمية تربطها بالنظام السورى شبكات مصالح معقدة وتلك الممولة من رءوس أموال عربية لدولها أيضا حسابات خاصة مع الأسد.

 

تجاوزتنا الانتفاضة البحرينية ونحن فى خضم الحدث المصرى ولم نتمكن من التضامن مع مواطنى البحرين الذين طالبوا بالديمقراطية وقمعوا بعنف مروع، وجاءت التفاتنا إلى ليبيا متأخرة.

دعونا اليوم لا نتأخر عن واجب التضامن مع الشعب السورى، فهذا حقه علينا باسم الإنسانية والانتماء العربى والمستقبل العربى المشترك الذى بدأنا أخيرا كمواطنين فى تحديد ملامحه الديمقراطية على الرغم من قمع الحكام.

لكل قمع نهاية.. عاشت ثورة السوريين الديمقراطية.


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved