TUE 26 - 11 - 2024
Declarations
Date:
Mar 31, 2018
Source:
جريدة الحياة
Folder:
انتخابات
انتخابات بلا معنى ولا فاعليّة - حازم صاغية
ليس سلاح «حزب الله» ما يسخّف الانتخابات ويلغي معناها. في 2005 و2009، وفي ظلّ هذا السلاح، أجريت انتخابات. وليست الطائفيّة ونظامها ما يجعلان الانتخابات مسخاً. فكلّ انتخابات في التاريخ اللبنانيّ الحديث أجريت في ظلّ الطائفيّة ونظامها. بعضها أعطى نتائج معقولة ومفيدة.
ما هو خاصّ اليوم، في هذه الانتخابات المنويّ إجراؤها في 6 أيّار (مايو) المقبل، أنّها تأتي بعد هزيمتين انتخابيّتين نزلتا بـ «حزب» الله وحلفائه في 2005 و2009. معنى ذلك أنّ الفاعليّة السياسيّة للانتخابات شبه معدومة في لبنان. الطرف الذي يحرز الأكثريّة النيابيّة يغدو الأقلّيّة السياسيّة. إذاً، الفاعليّة والمعنى في مكان والانتخابات في مكان آخر.
سبب ذلك أنّ علاقات القوّة تقيم خارج الانتخابات: يستطيع «حزب الله» بعد أن يخسر انتحابات 2005 أن يخطف جنديّين إسرائيليّين ويشنّ حرب 2006. إنّه يملك قرار الحرب والسلم، بانتخابات أو من دونها. كذلك يستطيع بعد أن يخسر انتخابات 2009، أن يفرض حكومة نجيب ميقاتي وأن يرسل مقاتليه للمشاركة في حرب عدوانيّة في سوريّة. عدم إدراك الانفصال القائم بين السياسة الفعليّة والانتخابات يوقع صاحبه في السذاجة البرلمانيّة: افتراض أنّ المداولات التي تدور في الندوة النيابيّة ومعها تصويت اللجان هي ما يصنع القرار! البرلمان الذي مُدّد له ثلاث مرّات تخلّلتها سنوات من تعطيله يكشف أنّ سيرته الذاتيّة هي نفسها سيرة عطالته ولا جدواه.
الخاصّ في هذه الانتخابات أيضاً مناخها الذي يضاعف المسافة بينها وبين القرار:
هناك، أوّلاً، تفتّت القوّة التي عُرفت بـ14 آذار وكانت الطرف المقابل لـ «حزب الله» وتحالفه. الرائحة التي تصدر عن ذاك الجسد روائح جيفة.
هناك، ثانياً، الانتصار الذي حقّقه الحزب ورعاته في سوريّة على جثّتي الشعب والبلد السوريّين.
هناك، ثالثاً، هجمة إيرانيّة – روسيّة في ظلّ عزوف وتراجع أميركيّين. «الوعد» العشوائيّ الأخير لدونالد ترامب هديّة أخرى لتحكّم الفوضى والسلاح في المنطقة.
العوامل المذكورة أعلاه تفسّر هزال منطق التحالفات الانتخابيّة وعشوائيّتها، وانحسار السياسة عنها، وكيف أنّ التماسك الوحيد هو ما ينطوي عليه «الثنائيّ الشيعيّ».
نساء أكثر في البرلمان، أو متعلّمون أكثر، هم ماء أكثر يُسكب في... غربال. هزيمة تنزل بجميل السيّد «فشّة خلق». خرق يحقّقه شابّ أو شابّة طامحان وغير ملوّثين مناسبة للاحتفال في سهرة عامرة. انكشاف أزمة «حزب الله» مع قاعدته في البقاع حجّة أخرى ضدّ حزب تلاحقه قائمة طويلة من الحجج عليه. تفاوت بعض المناطق في تعبيرها عن التفلّت من سطوة قواها التقليديّة لا يؤسّس لسياسات وطنيّة متجانسة وبديلة. مجتمع مدنيّ؟ ماذا يعني؟
يلزمنا ضوء الشمس والقمر كلّه كي نتبيّن معنى مفيداً واحداً لهذه الانتخابات.
The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
Readers Comments (0)
Add your comment
Enter the security code below
*
Can't read this?
Try Another.
Inside:
انتخابات
Related News
Long-term recovery for Beirut hampered by lack of govt involvement
Lebanon to hold parliamentary by-elections by end of March
ISG urges Lebanese leaders to form govt, implement reforms
Lebanon: Sectarian tensions rise over forensic audit, election law proposals
Lebanon: Adib faces Christian representation problem in Cabinet bid
Related Articles
The smart mini-revolution to reopen Lebanon’s schools
Breaking the cycle: Proposing a new 'model'
The boat of death and the ‘Hunger Games’
Toward women-centered response to Beirut blast
Lebanon access to clean drinking water: A missing agenda
Copyright 2024 . All rights reserved