عمان - عمر عساف 
كلف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين السياسي المخضرم عضو مجلس النواب المنحل والوزير السابق الدكتور عبدالله النسور تأليف حكومة جديدة لحين الانتهاء من إجراء الانتخابات النيابية المزمعة مطلع السنة المقبلة.
وجاء تكليف النسور، بعد تقديم فايز الطراونة استقالته وفقا لأحكام الدستور الجديد الذي يشترط استقالة الحكومة خلال سبعة أيام من تاريخ حل مجلس النواب".

كما يأتي في خضم حال من "الاستعصاء" التي تلف المشهد السياسي الأردني، نتيجة الاحتقانات المتزايدة سياسياً وشعبياً وفقدان الثقة بين النظام والمعارضة، ومقاطعة شرائح سياسية وشعبية، في مقدمها الحركة الإسلامية، الانتخابات المقررة، التي كرست مبدأ "الصوت الواحد" المعزز للعشائرية على حساب تنمية الحياة السياسية والحزبية، كما يقول المعارضون.

وفي مرسوم التكليف، أوضح الملك أن أولى أولويات الحكومة هي "تعزيز التعاون مع الهيئة المستقلة للانتخاب" المكلفة بإجراء الانتخابات، بموجب قانون الانتخاب الجديد، الذي كان النسور أبرز معارضيه داخل مجلس النواب المنحل.

وطلب عبدالله الثاني من الرئيس المكلف "مواصلة الحوار مع جميع شرائح المجتمع والأحزاب والقوى السياسية لتشجيعها على المشاركة الفاعلة في الانتخابات ترشيحا وانتخابا"، إلى الاسراع في البناء على ما أنجز في موضوع "الانتخابات البلدية".

كما شدد مرسوم التكليف على  "احترام حق المواطن في التعبير عن الرأي... وتأكيد حقه في التظاهر السلمي... دون التهاون في حفظ أمن الوطن والمواطن وفرض النظام وسيادة القانون".

واسترعى الانتباه، أن كتاب التكليف، الذي ركز على الشأن الداخلي وجعل الشأن الخارجي في ذيل أجندته، حمّل الحكومة مسؤولية تنفيذ متطلبات تصلح لحكومة لأربع سنوات، على رغم أن عمر هذه الحكومة لن يجاوز بدء أعمال البرلمان المزمع انتخابه (أي أربعة أشهر تقريبا).
وركز كتاب التكليف على "الهم الاقتصادي" في ظل "الظروف الصعبة" التي يمر بها الأردن.

والنسور، المولود عام 1939، ينتمي إلى مدينة السلط، حاضرة منطقة البلقاء التي تمثل وسط البلاد، وهو حاصل على الدكتوراه في التخطيط من جامعة السوربون في فرنسا، تولى نيابة رئاسة وزراء وحقائب المال والتخطيط والخارجية والإعلام وكان عضوا في مجلس الأعيان ونائبا في مجالس نيابية عدة.
وكان آخر منصب تسلمه قبل فوزه في أول انتخابات برلمانية عام 1989، مديرا لضريبة الدخل.
وهو حصل على بكالوريوس إحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت، وانتمى خلال دراسته في بيروت إلى حركة القوميين العرب، التي تركها لاحقا.

والنسور، المتحدث اللبق والسياسي المحنك المعروف بالدهاء، اشتهر بلقب "الدغري" نسبة إلى رواية الكاتب التركي عزيز نيسين "الدغري" التي تحولت دراما سورية اضطلع فيها الفنان الشهير دريد لحام بدور البطولة في التسعينات من القرن الماضي.