WED 23 - 10 - 2024
 
Date: Oct 7, 2012
Source: جريدة الحياة
نقاش في الدوحة حول «فشل حكم الإسلاميين» في السودان

الدوحة - محمد المكي أحمد

شكّل «فشل» تجربة حكم «الإسلاميين» في السودان منذ انقلاب الرئيس عمر البشير في 30 حزيران (يونيو) 1989 على حكومة منتخبة ديموقراطياً، أبرز عنوان في اليوم الأول لندوة «الإسلاميون ونظام الحكم الديموقراطي... تجارب واتجاهات». وتميّزت النقاشات بكشف رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور عزمي بشارة الذي نظم الندوة، نتائج استطلاع في 12 دولة عربية أكدت أبرز نتائجها أن 83 في المئة من «المتدينين جداً» الذين شملهم الاستطلاع أعلنوا أن النظام الديموقراطي أفضل من غيره على رغم أن له مشاكل، وتبين أن 85 في المئة من المجتمع العربي يقول إنه «متدين».
 
وظهر في نقاشات وحوارات جانبية أن «هناك مأزقاً» يواجه الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة عبر الانتخابات بسبب ما وصف بـ «كارثية» التجربة السودانية «الانقلابية» وانعكاساتها.
 
وبدا لافتاً أن «مفكرين ومثقفين» سودانيين شاركوا في التجربة السودانية الحالية، صعّدوا انتقاداتهم لممارسات «الحاكمين» و «برنامجهم». ولفت الدكتور الطيب زين العابدين وهو مفكر ومن أبرز الشخصيات «الإسلامية» التي تصدّت لأخطاء نظام الخرطوم، إلى «الانقلاب على الديموقراطية» و «الشمولية» و «انتهاك الحريات والعدالة والديموقراطية». واتفق معه الدكتور عبدالوهاب الأفندي وهو مفكر إسلامي بارز، إذ أكد «الفشل الكبير لمشروع الحركة الإسلامية في السودان».
 
وجاء الصوت الأكثر وضوحاً وقوة على لسان نائب رئيس «تحالف منظمات المجتمع المدني لانتخابات ديموقراطية» (تمام) شمس الدين ضوء البيت، وهو صوت سوداني من خارج صفوف الإسلاميين. فقد اعتبر أن «المشروع الحضاري» للحركة الإسلامية في السودان «يعبّر عن عشر إشكاليات هي أقرب أن تصب في حزمة المفاسد والتبلّد والضياع في مشروع الدولة الإسلامية القائمة على تطبيق الشريعة في فضاء متعدد ثقافياً ودينياً وعرقياً»، قائلاً إن الحكم السوداني الحالي «فاقم مشكلات السودان» ونفّذ «برنامجاً آحادياً انصهارياً»، وأشاع العنف، وأدت سياساته إلى فصل الجنوب، وأثار حروباً في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
 
وتحدث الدكتور غازي صلاح الدين المستشار السابق للرئيس السوداني ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، فأشار إلى أن «هناك أشياء نتفق عليها وأخرى نختلف حولها» طُرحت في الندوة. وركّز على تبني الحركة الإسلامية السودانية أفكاراً جديدة مثل الفيديرالية. ورد على انتقاد الدكتور الطيب زين العابدين مصالحة الإسلاميين مع نظام الرئيس السابق جعفر نميري، وقال: «المصالحة أدخلت اطروحات جديدة مثل اللامركزية». وأضاف أن الحركة الإسلامية تبنّت قضية «المواطنة» و «التعايش».
 
ووجه متحدثون انتقادات ساخنة وتساؤلات عن تجربة الإسلاميين في السودان، ودعا أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري السودانيين إلى «أن يتوحدوا ويقدموا وحدة السودان وسلامته وتعايش أبنائه على الخلافات السياسية والحزبية». وشدد على أن «العراق غير مجزأ، فيه تعدد طائفي لكنه متعايش».



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Sudan's former PM Sadiq al-Mahdi dies from coronavirus in UAE
Sudan reshuffles government in bid to appease protests
Sudan says over 120 arrested before going to fight in Libya
Sudan moves against Bashir loyalists after assassination attempt
ICC trial in The Hague one option for Sudan's Bashir: minister
Related Articles
An appeal to the world for Sudan’s future
Sudan’s chance for democracy
Moscow’s hand in Sudan’s future
The Fight to Save Sudan from the Counterrevolution
As Sudan uprising grew, Arab states worked to shape its fate
Copyright 2024 . All rights reserved