THU 24 - 10 - 2024
 
Date: Oct 7, 2012
Source: جريدة النهار اللبنانية
تجدد القصف التركي لمواقع سورية حدودية والعربي يرى مهمة الابرهيمي "شبه مستحيلة"

رد الجيش التركي مجدداً امس على قذائف هاون اطلقت من الجانب السوري وسقطت في أرض زراعية بجنوب تركيا  غداة تحذير رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق من أن بلاده لن تتردد في خوض حرب في حال استفزازها.
وهذا هو اليوم الرابع من الهجمات التركية ردا على سقوط قذائف هاون وقصف من القوات السورية ادى الى مقتل خمسة مدنيين أتراك الأربعاء.


ويمثل القصف المتبادل أشد أعمال عنف عبر الحدود يشهدها حتى الآن الصراع في سوريا الذي بدأ بانتفاضة مطالبة بالديموقراطية لكنه تحول حرباً أهلية ذات أبعاد طائفية. وتوضح هذه الهجمات كيف يمكن الأزمة السورية أن تزعزع الاستقرار في المنطقة.


واكد اردوغان الجمعة أن بلاده لا تريد خوض حرب، لكنه حذر سوريا من ارتكاب "خطأ فادح" إذا حاولت اختبار عزم تركيا. وكانت دمشق قالت إن قذائف هاون سقطت في تركيا بطريق الخطأ.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس بأن موافقة البرلمان التركي على عمل عسكري محتمل خارج الحدود يهدف إلى الردع. وأضاف: "لم نأخذ خطوة تجاه الحرب بهذا التفويض بل أظهرنا للحكومة السورية قدرتنا على الردع لنطلق التحذير الضروري للحيلولة دون نشوب حرب".


وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "تي آر تي": "من الآن فصاعدا سيتم إسكات أي هجوم على تركيا".


وأشار  إلى أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي سيزور تركيا قبل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأنقرة في غضون الأيام العشرة المقبلة.
وفي مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مهمة الإبرهيمي في سوريا بأنها "شبه مستحيلة".

ولدى سؤاله عن جهود اللجنة الرباعية التي تضم مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية، اجاب: "الحل لا بد أن يشمل إيران. المهم أن تتحرك الأمور".


ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون على قرية حدودية في شمال غرب سوريا، في حين استمرت الاشتباكات في مدينة حلب. واكد وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج ان بلاده ستنتصر قريبا على "الحرب الكونية" التي تخوضها بلاده، معتبرا ان "موعد النصر قريب".

 

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "الكتائب الثائرة المقاتلة سيطرت على بلدة خربة الجوز (في ريف ادلب) ورفعت فيها علم الثوار"، مشيرا الى ان المقاتلين المعارضين سيطروا ايضا على حواجز للقوات النظامية.
وادت اشتباكات استمرت ساعات بين الطرفين الى سقوط "ما لا يقل عن 25 جنديا من القوات النظامية واصابة العشرات منهم بجروح"، في حين قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين "بينهم قائد كتيبة"، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن الذي اوضح ان اشتباكات تدور بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية على اطراف البلدة التي يقطنها عادة ما بين اربعة وستة آلاف شخص، لجأت غالبيتهم الى تركيا.
وتبعد البلدة اقل من كيلومترين عن الحدود التركية، وهي قبالة بلدة غوفيتشي حيث سقطت أول من امس قذيفة مدفعية مصدرها الاراضي السورية، لم تؤد الى وقوع ضحايا، واستدعت ردا مدفعيا تركيا.
وفي حلب كبرى مدن الشمال، نقل مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر عسكري ان عددا من الحواجز العسكرية في المدينة القديمة بالقرب من الجامع الاموي تعرض لهجمات من المقاتلين المعارضين في ساعة مبكرة من صباح امس.


وتدور اشتباكات عنيفة  منذ اربعة ايام بين حي طريق الباب وحيي الصاخور والشعار المجاورين في شرق المدينة، بحسب ما نقل المراسل عن احد سكان طريق الباب.
واضاف الرجل الذي يعمل في مختبر طبي وهو في مطلع الاربعينات من العمر: "لم أرَ سابقا هذا العدد من المقاتلين المعارضين في المنطقة. يبدو ان كل المقاتلين اتوا من الصاخور لاعادة التجمع في طريق الباب" الخاضع، كما الشعار، لسيطرتهم. واشار الى ان هؤلاء "يعمدون الى وضع مدافع الهاون على سطوح المباني المرتفعة، ويقطعون مدخل طريق الباب لجهة طريق المطار مستخدمين اوتوبيسات عامة، لئلا تتمكن القوات النظامية من الدخول".
واوضح المراسل ان استخدام السيارات في حلب بات صعبا لان غالبية الطرق مقطوعة بحواجز تعود إما للقوات النظامية، وإما للمقاتلين المعارضين الذين قللوا  اقامتها بسبب تعرضها للقصف.


وفي حمص، افاد المرصد ان بلدة الطيبة الغربية بمنطقة الحولة في ريف حمص "تتعرض لقصف متقطع من القوات النظامية المتمركزة في محيط المنطقة وغرب البلدة قرب قرية الشنية الموالية للنظام". وادى اطلاق النار والاشتباكات الى سقوط عشرة قتلى بينهم ستة مقاتلين معارضين واصابة العشرات بجروح بينهم نساء واولاد.
وبث التلفزيون السوري الرسمي انه "بناء على مناشدة الاهالي... وحدة من قواتنا الباسلة تشتبك مع مجموعة ارهابية كانت تعتدي عليهم في قريبة الطيبة بريف الحولة وتتمكن من القضاء على اعداد منهم وجرح آخرين".
كما تتعرض احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح، الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، للقصف من القوات النظامية "التي تحاول السيطرة على هذه الاحياء واقتحامها".
كذلك افادت الهيئة العامة للثورة السورية ان مدينة القصير في ريف حمص والقرى المحيطة بها تتعرض لقصف عنيف يتخلله استخدام الطيران الحربي والمروحي.
وكانت القوات النظامية استخدمت الجمعة الطيران الحربي للمرة الاولى في استهداف حمص التي تعد معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين.


وفي ريف دمشق، تعرضت بساتين الغوطة الشرقية للقصف بحسب المرصد، الذي اشار الى تركيز القوات النظامية على بلدة اوتايا "التي استهدفها الطيران الحربي".
ورافق القصف على المنطقة "تحليق لمروحيات مقاتلة في سماء المنطقة"، غداة اسقاط مقاتلين معارضين طائرة مروحية في الغوطة الشرقية.
وفي ريف إدلب، تعرض ريف معرة النعمان الشرقي للقصف من طائرة حربية، علما ان قراه "تعيش انقطاعا للكهرباء منذ ثلاثة ايام"، بحسب المرصد.

 

الاسد

وبث التلفزيون السوري الرسمي ان الرئيس بشار الاسد زار امس ضريح الجندي المجهول في دمشق لمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين الاول 1973.
وقال التلفزيون في شريط عاجل ان الاسد "زار السبت صرح الشهيد في جبل قاسيون في دمشق في ذكرى حرب تشرين التحريرية".
وكتبت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان "الاختلافات البسيطة للعدوان الجديد الذي تتعرض له سوريا منذ ما يقارب العامين عن الظروف التي مرت خلال حرب تشرين التحريرية لا تلغي بأي شكل التشابه الكبير بين ظروف المعركتين".


واعتبرت ان البلاد "تواجه حاليا ما واجهته قبل تسعة وثلاثين عاما عدوا مسلحا بأسلحة غربية صهيونية هدفها تدمير سوريا الدولة المقاومة والنيل من شعبها الذي أسندت إليه منذ بداية التكوين مهمة حماية المنطقة واسقاط كل مشاريع الهيمنة والعدوان المعدة لاستهدافها".
وفي هذه المناسبة، اطلقت اذاعة وقناة تلفزيونية اخبارية.
وباشرت اذاعة "سوريانا" وقناة "التلاقي" الاخبارية بثهما "لمواجهة الغزوة الاعلامية الكبيرة" التي تقول السلطات ان البلاد تتعرض لها من "الاعلام المغرض".
 

"النصر قريب"

وقال وزير الدفاع في تصريح خص به التلفزيون السوري في الذكرى ان قيادة الجيش "تؤكد تصميمها على استعادة الامن والامان الى ربوع سوريا الحبيبة"، مضيفا "اننا على موعد مع النصر قريب". واعتبر ان بلاده "تتعرض لحرب شبه كونية لانها ترفض التخلي عن مقومات السيادة والكرامة وتتمسك بحقوقها واثقة من قدراتها على اسقاط المؤامرة والمتآمرين". واكد "ان الفصول الاخطر في هذه المؤامرة قد تداعت وسعار الترهيب والقتل في طريقه الى التلاشي وفلول المرتزقة من وهابيين وقاعدة واصحاب فكر تكفيري تسحق تحت اقدام جنودنا الابطال"، مشيرا الى ان "قواتنا المسلحة اكثر تصميما على اعادة الامن والاستقرار الى ربوع سوريا الحبيبة".


المخطوفون الايرانيون

وطالبت وزارة الخارجية الايرانية بالافراج الفوري عن عشرات الايرانيين المخطوفين في سوريا منذ بداية آب على يد مجموعات مسلحة، محذرة من ان هذه المجموعات ستتحمل المسؤولية عن حياتهم، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية السبت.
وقال الناطق باسمها رامين مهمانباراست ان "خاطفي الزوار الايرانيين في سوريا والذين يدعمونهم مسؤولون عن حياتهم". واضاف ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب المنظمات الدولية بمنع مثل هذه الاعمال وبذل كل ما في وسعها للافراج الفوري عن كل الزوار والرعايا الايرانيين".
وافادت وكالة "فارس" للانباء ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اجرى اتصالا بنظيره التركي احمد داود اوغلو بهدف "طلب مساعدة تركيا في الافراج عن الزوار الايرانيين"، وقد وعد اوغلو بان تقدم بلاده المساعدة المطلوبة.
وهدد المقاتلون السوريون بقتل كل الرهائن الايرانية اعتبارا من امس اذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق.


مساعدات روسية

تسلمت سوريا 24 طنا من المستلزمات الطبية والادوية مساعدة قدمتها اليها موسكو ووصلت الى دمشق صباحا على متن طائرة روسية.
ورحبت وزارة الخارجية الروسية بإدانة مجلس الأمن لما وصفه بالأعمال "الإرهابية" في سوريا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في صفحته على موقع "تويتر"، إن "مجلس الأمن رد بمبادرة من روسيا على الأعمال الإرهابية في سوريا"، مشيرا إلى أن الوضع الصعب في هذا البلد يتطلب "تقويما موضوعيا".


اسرائيل

ورأى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي لشؤون الاستخبارات والطاقة النووية دان ميريدور أن سقوط نظام الرئيس السوري سيشكل ضربة قوية لإيران و"حزب الله". واعتبر في حديث نشرته صحيفة "الفيغارو" الفرنسية أن المخاطر المرتبطة بمرحلة ما بعد بشار الأسد تعد "ذات أهمية أقل".
وقال: "نحن لا نعلم متى سيسقط نظام الأسد... ولكن عندما يتحقق ذلك، فإنه سيضعف إيران وحزب الله وسيكون ضربة كبيرة ضد طهران"، مشيرا إلى أن سوريا "تعد المفتاح لوصول إيران إلى مركز مهيمن في الشرق الأوسط... وبناء على ذلك يتم تشكيل ائتلاف كبير نادر بين الدول الغربية وتلك العربية. ومن المهم جدا أن توافق غالبية الدول العربية على وقف سباق ايران نحو القنبلة النووية".

 



 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Syrian army says Israel attacks areas around southern Damascus
Biden says US airstrikes in Syria told Iran: 'Be careful'
Israel and Syria swap prisoners in Russia-mediated deal
Israeli strikes in Syria kill 8 pro-Iran fighters
US to provide additional $720 million for Syria crisis response
Related Articles
Assad losing battle for food security
Seeking justice for Assad’s victims
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Trump on Syria: Knowledge-free foreign policy
Betrayal of Kurds sickens U.S. soldiers
Copyright 2024 . All rights reserved