شهدت امس احياء في العاصمة السورية اشتباكات وخصوصا في جنوبها، تزامنا مع تصعيد القوات النظامية هجماتها على مناطق في ريف دمشق قريبة من شرق العاصمة عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. واستمر القصف والاشتباكات في احياء عدة من حلب كبرى مدن شمال البلاد امس، بعد اشتباكات ليل الجمعة تركزت في الجنوب الغربي، وهو اليوم الذي شهد معارك على نطاق "غير مسبوق" في العاصمة الاقتصادية لسوريا.

افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العسالي" جنوب دمشق، بعدما شهد حي التضامن في جنوب العاصمة اشتباكات مماثلة صباحا "تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة دهم".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان استمرار الاشتباكات في الاحياء الجنوبية للعاصمة يدل على ان المقاتلين المعارضين "يحاولون ان يثبتوا للنظام انهم قادرون على التحرك في دمشق على رغم الحملات الامنية، وان النظام غير قادر على انهاء وجودهم".

وعلى رغم اعلان القوات النظامية في تموز الماضي سيطرتها على مجمل احياء العاصمة، لا يزال بعضها وخصوصا في الجنوب، يشهد اشتباكات في جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين.
كما شهدت الاطراف الشمالية والشرقية للعاصمة قصفا ومداهمات نفذتها القوات النظامية، اذ تعرض حي القابون "لحملة هدم للمنازل من القوات النظامية"، التي قامت ايضا بحملة "دهم واعتقالات عشوائية في منطقة بساتين برزة "، بحسب المرصد الذي افاد ان حي برزة يشهد "حالة نزوح بين الاهالي خلال الاقتحام".

من جهتها اشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى "اقتحام الحي بالدبابات من قوات الامن والشبيحة وكسر أقفال أحد المحال التجارية مقابل جامع السلام وسرقتها بالتزامن مع حركة نزوح للاهالي".
وأورد عبد الرحمن ان القوات النظامية صعدت حملتها في هذه المناطق بعدما "عزز مقاتلو الكتائب الثائرة وجودهم فيها".

وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، دارت اشتباكات صباحا "بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في احياء باب انطاكيا والجلوم وباب جنين ومحيط حيي الشيخ خضر وبستان الباشا وحي الميدان وحي الاذاعة الذي تعرض للقصف"، بحسب المرصد.  كما وقعت "اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين اثر الهجوم الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي".

وأفاد مراسلون في المدينة عن وقوع اشتباكات فجرا في احياء الصاخور وبستان القصر والكلاسة في جنوب غرب المدينة، التي شهدت ليل الجمعة اشتباكات مع محاولة مقاتلي المعارضة التقدم على عدد من المحاور، منها الوسط حيث "دارت اشتباكات عنيفة (...) في الاعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول".

وادت الاشتباكات الى اشتعال النيران "في المحال التجارية بسوق المدينة الشهير الذي يعتبر من اهم الاسواق التجاربة في حلب". وتحدث المرصد عن تعرض حيي الصاخور وباب الحديد شرق المدينة للقصف.

وكانت حلب شهدت فجر الخميس - الجمعة اشتباكات "غير مسبوقة" و"على جبهات عدة" بحسب المرصد، بعدما شن المقاتلون المعارضون هجمات على القوات النظامية في محاولة لدفعها خارج بعض احياء العاصمة الاقتصادية لسوريا، والتي بقيت في منأى من النزاع حتى 20 تموز الماضي.  وفي محافظة درعا، تحدث المرصد عن استهداف آلية للقوات النظامية عند مدخل بلدة المزيريب، مما ادى الى مقتل ثلاثة جنود نظاميين على الاقل، مشيرا الى تعرض البلدة للقصف وتسجيل "اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل شهاب والمزيريب".

واوضحت الهيئة العامة للثورة ان "الطيران المروحي يقصف بلدة المزيريب" ويقوم بتمشيط البساتين "بين تل شهاب والمزيريب برشاشات الطيران".
وادت اعمال العنف في المناطق السورية المختلفة الى سقوط 49 قتيلا هم 23 مدنيا و18 جنديا نظاميا وثمانية مقاتلين معارضين.
وتلقت المعارضة السورية دعما اميركيا اضافيا مع اعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة زيادة المساعدات "للمعارضة غير المسلحة"، وتأكيد وزير الدفاع ليون بانيتا قيام الحكومة السورية بنقل بعض من مخزونها من الاسلحة الكيميائية.

تركيا تحذر

ولمحت تركيا الى انها ستقوم بعمل اذا تكرر هجوم بقذيفة هاون على اراضيها من داخل سوريا.
وقالت وكالة "دوجان" الخاصة للأنباء ان قذيفة هاون اطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا الجمعة وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية.
وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحافيين في نيويورك بأن أنقرة أبلغت الامم المتحدة وحلف شمال الاطسي بالحادث في تصريحات اذاعتها شبكة "سي ان ان ترك". وقال: "أود ان يعلم الناس انه اذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فاننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق".

 مناف طلاس

وأعرب العميد السوري المنشق مناف طلاس عن اعتقاده بأنه يجب ألا يحدث تدخل أجنبي في سوريا.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية للتلفزيون عنه خلال مقابلة أجرتها معه: "القوى الغربية دائما ما تذكر أن قوة الجيش السورى هي سبب التردد في التدخل، وهو أمر ليس صحيحا". وأضاف: "لن يكون خطيرا، لكننا لا نريد أن نكرر التجرية العراقية أو الأفغانية أو الليبية، فنحن نريد للشعب السوري أن يحرر نفسه بنفسه".
ورأى أن افتقاد الارادة السياسية هو الذي يبقي صديقه السابق الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. وأشار إلى أن كل شيء سيكون مختلفا بمجرد أن يدرك الأسد أن المجتمع الدولي قرر فعلا أنه وقت التنحي، قائلا "إنه سيتنحى... أنا متأكد من ذلك".
 وعن موقف العلويين من الانشقاق قال: "ما يقال للعلويين هو أن الإسلاميين سيتولون الحكم، وهم يعتبرون كفارا في نظر الإسلاميين وهذا ما يخيفهم، لكن عندما يكون هناك مشروع لسوريا يمكن أن يشمل كل الأحزاب فإن العلويين سينشقون".

"العربية" تكشف "وثائق سرية" سورية: الأسد أمر بقتل الطيارين التركيين

بثت محطة "العربية" الفضائية امس معلومات عن وثائق أمنية سرية مسربة عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد تكشف ان المخابرات السورية اعتقلت الطيارين التركيين اللذين استهدفت طائرتهما فوق الاجواء السورية قبل فترة مما ادى الى سقوطها قبالة السواحل السورية، وأقدمت بعدها على اغراقهما في مكان سقوط الطائرة، علماً أن البحرية التركية كانت عثرت عليهما في هذه الحالة.
وقالت "العربية" ان الوثائق السرية من داخل أجهزة الاستخبارات السورية تتضمن وقائع خطيرة بالأسماء والارقام عن دور النظام السوري في العمل على زعزعة الاستقرار في الاردن وقطر ولبنان، كما انها تفضح الدورين الايراني والروسي في مساعدة النظام السوري وانشاء قيادة مشتركة تتدخل وتعطي الاوامر في كل صغيرة وكبيرة في الازمة السورية، كما تعرض الوثائق لدور "حزب الله" في الأزمة وكيفية تصفية الناشطين السوريين عبر اوامر خطية واضحة من أعلى هرم السلطة وبالاسماء.

وتشير هذه الوثائق، بحسب "العربية" الى ان الطائرة التركية اسقطت بصاروخ دفاع جوي من نوع "غراد" وليس بمضادات جوية وان اسقاطها حصل بمشورة من القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس. وتحدثت عن وثيقة سرية كانت في طريقها من مكتب الرئيس الاسد وموجهة الى رئيس فرع العمليات في المخابرات الخارجية تبلغه أن المخابرات الجوية السورية تمكنت من القبض على طيارين من سلاح الجو التركي وان الاسد طلب التخلص من الاسيرين "بطريقة طبيعية" وارجاعهما الى مكان وجودهما في المياه الدولية.