WED 27 - 11 - 2024
 
Date: Jul 22, 2015
Source: جريدة النهار اللبنانية
الحدود المفتوحة بين "داعش" و"حماس" - ماجد كيالي
يبدو أن"داعش" لم تتأخّر في تنفيذ تهديدها "حماس" في غزة، عبر شريط الفيديو الذي وزعته قبل ثلاثة اسابيع (6/30)، كما بيّنت التفجيرات التي استهدفت أخيراً مواقع تخص قيادات في "كتائب القسام" (التابعة للحركة)، و"سرايا القدس" (التابعة لـ"الجهاد الإسلامي"). وربما ان هدف هذه التفجيرات، التي جرت بشكل متزامن، وضد قيادات عسكرية، وفي مناطق سيطرة الأجهزة الأمنية لـ"حماس"، بعث رسالة مفادها أن "داعش" موجودة في غزة، وانها تستطيع الوصول إلى الأهداف التي تريد، وقت ما تريد.
 
في الواقع لا شيء ينفي أن "داعش" وراء تلك التفجيرات، فهي موجودة في سيناء، وتثبت تواجدها في اكثر من منطقة، ومع معرفتنا أن "داعش" هي فكرة، أكثر من كونها تنظيما يشبه التنظيمات الحزبية التي تعرفنا عليها في العقود السابقة.

أيضا، وهو ما يجدر بقيادات "حماس" والتيارات الإسلامية الوسطية إدراكه، فإن فكرة "داعش" تجد تربتها الخصبة في إطار الحركات الإسلامية ذاتها، التي لا تبدو محصّنة ازاءها، بحكم التماثل في الخلفيات الفكرية، واستمرائها استغراق منتسبيها في التماهي مع ما يمكن تسميته الاسلام الأول، وهو بمثابة إسلام متخيّل، ما يخلق وضعا من التشويش والتناقض والاغتراب بين كثير من الاسلاميين وواقعهم.

ما يعزّز هذه المخاوف مسألتان: اولاهما، ان التيارات الإسلامية لم تبذل جهدا مناسباً لدحض، ونزع شرعية، الأفكار المتطرّفة والارهابية أو "الجهادية"، وضمنها افكار "داعش"، لأن المصادر الفكرية تبدو واحدة، او متشابهة، ولأن نقد فكرة "داعش"، سيؤدي حتماً الى تفكيك المرتكزات الفكرية للتيارات الإسلامية جملة وتفصيلا، وهو ما لا تريده ولا تملك الجرأة على الاقدام عليه، مع انه بات ضرورة لها لتمييز ذاتها واستعادة شرعيتها، وللتصالح مع الواقع والعصر والعالم.

وثانيتهما، أن "داعش"، كما بينت التجربة، تستمد مواردها البشرية من بيئة الاحزاب والتيارات الإسلامية ذاتها، إذ ان الحدود بين هذه التنظيمات مفتوحة، وسهلة. هكذا يمكن للإسلامي من الخليج او تونس او اليمن او سوريا، مثلا، ان يكون في "جيش الإسلام"، أو "أحرار الشام"، وغدا في "جبهة النصرة" وبعده في "داعش"، وبالعكس؛ وهذا يمكن ان يحصل في غزة، أيضاً، مع وجود قطاعات في "حماس" اميل الى السلفية الجهادية، او الى التطرف، واستخدام العنف مع المجتمع، ولا ننس الاصوات التي ارتفعت من داخل "حماس"، قبل سبعة اعوام، معتبرة انهاء "فتح" في غزة، وانزال علم فلسطين، بمثابة انتصار على العلمانية، وبداية نهضة اسلامية.

القصد ان التطرف لا حدود له، وكل جماعة متطرفة وتكفر غيرها ستجد من هو متطرف اكثر منها، ويكفرها، وأن "حماس" معنية بتمييز نفسها، بخاصة باستعادة اعتبارها لذاتها كحركة وطنية.


The views and opinions of authors expressed herein do not necessarily state or reflect those of the Arab Network for the Study of Democracy
 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Fatah, Hamas say deal reached on Palestinian elections
U.S. says would recognize Israel annexation of West Bank
Architect of U.S. peace plan blames Palestinians for violence
UN agency fears U.S. peace plan will spark violence
Trump plan leaves Arabs in dilemma
Related Articles
The EU must recognize Palestine
A two-state solution is off the table
Money can’t buy Palestinians’ love
No democracy in Israel without peace with the Palestinians
Israel gets ready to vote, but still no country for Palestinians
Copyright 2024 . All rights reserved