TUE 26 - 11 - 2024
 
Date: Apr 19, 2021
Source: جريدة الشرق الأوسط
الرئيس التونسي يعلن نفسه قائداً أعلى لقوات الجيش والأمن
قال رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، امس (الأحد)، إن صلاحياته قائداً أعلى للقوات المسلحة تشمل أيضاً قوات الأمن الداخلي، وليس الجيش فقط، في أحدث نزاع دستوري تشهده تونس بشأن توزيع الاختصاص داخل السلطة التنفيذية.

وجاء إعلان سعيد في كلمة له، خصص أغلبها لشرح دستوري وقانوني خلال موكب الاحتفاء بعيد قوات الأمن الداخلي، شدد من خلالها على صلاحياته قائداً أعلى لكل القوات الحاملة للسلاح، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

كان الرئيس سعيد، وهو أستاذ قانون دستوري متقاعد، قد أبان عن موقفه سابقاً بشأن النقاش الدستوري حول منصب القائد الأعلى على خلاف التأويل الذي يذهب إليه البرلمان.

وقال، في خطابه اليوم: «وضعوا الدستور على المقاس لكنهم أخطأوا المقاس»، في إشارة إلى الأغلبية الحاكمة الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي الذي صاغ الدستور الحالي بعد الثورة.

ويشير الفصل 77 من الدستور التونسي الذي صدر عام 2014 أن رئيس الجمهورية يتولى القيادة العليا للقوات المسلحة.

وأوضح سعيد أن نص الدستور لا يشير إلى ما إذا كانت هذه القوات عسكرية أو أمنية، وهو تفصيل أشار إليه الدستور السابق لتونس قبل ثورة 2011 حيث إن الرئيس يتولى قيادة القوات المسلحة العسكرية.

وقال الرئيس سعيد: «إن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية... فليكن هذا الأمر واضحاً بالنسبة إلى كل التونسيين في أي موقع كائن... لا أميل إلى احتكار هذه القوات، لكن وجب احترام الدستور».

ولم يصدر تعليق على الفور من رئاسة البرلمان بشأن هذا التأويل.

وقال الأستاذ الجامعي والباحث في القانون العام أيمن زغدودي لوكالة الأنباء الألمانية: «في واقع الأمر لا يعدو موقف رئيس الجمهورية سوى محاولة جديدة لافتكاك صلاحيات دستورية لتوسيع دائرة سلطته... ويقوم هذا التأويل على قراءة شكلانية، مفادها أن كل من يحمل السلاح هو بالضرورة قوة مسلحة، وبالتالي خاضع للقائد الأعلى للقوات المسلحة».

ويستشهد زغدودي بما يشير إليه الفصل 17 من الدستور الذي ينص على أن «تحتكر الدولة إنشاء القوات المسلحة، وقوات الأمن الداخلي (...)». ما يعني أن عبارة «المسلحة» تدل على القوات العسكرية ولا تمتد لقوات الأمن الداخلي.

وتميزت ولاية الرئيس قيس سعيد، المنتخب بأغلبية واسعة في 2019، بنزاعات دستورية متواترة مع الحكومة والبرلمان في ظل غياب محكمة دستورية تختص في مثل هذه النزاعات.

ولا يزال التعديل الحكومي الذي أجراه رئيس الحكومة هشام المشيشي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي معلقاً بعد رفض الرئيس مراسم أداء اليمين الدستوري لبعض الوزراء بدعوى وجود إخلالات دستورية في الإجراءات المتبعة للتعديل.

كما تعطل تعديل القانون المؤسس للمحكمة الدستورية بعد رفض الرئيس ختم القانون بدعوى وجود إخلال بالآجال المحددة لوضع المحكمة المؤجلة منذ 2015.

ولمح الرئيس سعيد مراراً إلى رغبته في تعديل نظام الحكم الحالي من برلماني معدل تمنح فيه صلاحيات تنفيذية واسعة لرئيس الحكومة، إلى نظام رئاسي، وهو ما يعارضه رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي يخير الذهاب إلى نظام برلماني صرف.


 
Readers Comments (0)
Add your comment

Enter the security code below*

 Can't read this? Try Another.
 
Related News
Tunisair workers to strike on Friday, union says
Tunisia PM designate to form technocratic govt without parties
Tunisians emerge from lockdown into mosques and cafes
Tunisians protest over jobs amid economic downturn
Hundreds of Tunisians blocked by virus on Libya border crossing
Related Articles
Crime, excessive punishment in Tunisia
How President Béji Caid Essebsi Helped Build Tunisia's Democracy
Can Tunisia’s democracy survive the turmoil?
Tunisian politics between crisis and normalization
A community approach to militants’ rehab in Tunisia
Copyright 2024 . All rights reserved